المرأة والمعترك السياسي



خالد بهلوي
2006 / 5 / 18

احتلت قضية المرأة المكانة البارزة في نشاطات المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية مقارنة العصور الأولى على سبيل المثال عند الهنود كانت تحرق المراة مع زوجها وقبل الإسلام كانت وأد البنات
وقبل دخول الآلات تم الاعتماد على عمل النساء والأحداث. كونه أرخص من عمل الرجال وبالتالي أكثر إدرارا للربح بالنسبة للرأسمالي. ،. والواقع أن النساء والأطفال، على العموم، يقاومون الاضطهاد الرأسمالي بنسبة أقل مما يقاومه الرجال. أنهم على استعداد للطاعة ولتصديق كلام الكاهن أو قبول كل ما يقوله لهم الممسكون بزمام السلطة.
عندما تدخل المرأة المعمل، عندما تتحول إلى عامل مأجور، تتعرض، مثلها كمثل الرجل، لكل مصاعب البطالة. يقذفها الرأسمالي إلى الشارع، فتضطر للانضمام إلى الجيش الاحتياطي الصناعي. ينتج عن ذلك البغاء، عندما تبيع المرأة جسدها لأي عابر سبيل. المرأة العاملة بلا طعام ولا عمل ولا مأوى. وحتى لو وجدت عملا، فالأجور لا تكفي لسد الجوع... كل هذه العوامل تدفعها إلى زيادة مد خولها ببيع جسدها. وبعد وقت، تصبح هذه مهنة اعتيادية. وهكذا تولد فئة من المومسات المحترفات.
ثم اختلفت دور المرأة من حضارة إلى حضارة ومن تشكيلة اقتصادية إلى أخرى بدأت مشاركتها في الزراعة وتربية الحيوانات مروراً بدورها ومكانتها في الحياة اليومية الأسرية والمهنية وصولاً إلى المشاركة السياسية في صنع القرار
فالتقدم الحضاري والتحرر من العادات والتقاليد ارتبط كلياً بتحرر المرأة كونها نصف المجتمع وعند إغفال جهودها يصبح نصف المجتمع مشلولاً ففي السويد تطالب المرأة بنصف المقاعد الحكومية كون عددها يساوي أو يزيد على عدد الرجال
لقد برز في التاريخ أسماء نساء بارعات في السياسة وقيادة المجتمع مثلا:
نجاح العطار نائبة لرئيس الجمهوريه في سوريا - انديرا غاندي في الهند - ميغا واتي في اندونيسيا – مارغريت تاتشر المراة الحديدية في بريطانيا –وأقوى امرأة كوندليزا رايس الاميركية وغيرهن اثبتن قدرة ونجاح في أكثر المجالات تعقيداً وصعوبة وحاجة للمتابعة والتفكير والجهد المتواصل وخاصة في العصر الحديث بجميع تشعبا ته وتعقيداته العلمية والتقنية
لقد شاركت المراة في جميع ميادين الحياة ولكن بنسب متفاوتة ومختلفة من دولة إلى أخرى حسبما سمح لها القوانين والتشريعات والعادات والتقاليد الموروثة عبر الأجيال ا وشكل النظام الذي يعرقل ويقف حاجزا أمام تقدم المراة تحت حجة عدم المساس بروح التشريع الإسلامي وأحياناً لتضارب مصالح فئات معينة تسعى جاهده لتصوير المراة انها ناقصة عقل ودين واستغلال ضرورة تواجد المراة وتفرغها للعمل المنزلي أو قبولها براتب قليل يفرض عليها لتكوينها الفيزولوجي
وللأسف هذه النظرة متجذرة ومتعمقة في أذهاننا وعقولنا جميعا ونتوارثها من جيل إلى جيل
ففي الكثير من المجتمعات المتقدمة حضارة ووعياً تجاوزت النظرة السلبية للمراة ولم تأخذ المقياس بأنها كائن عاطفي وضعيف ولم تنظر لهذا الجانب نظرة سلبية ولم تهمل قدرة المراة على المشاركة في الحياة وتفاعلها ونجاحها في جميع المجالات 0
إن بعض الدول العربية تدعي الحضارة وركب الديمقراطية بدليل مشاركة المرأة في جميع مفاصل الحياة من وزيرة إلى عضوة في البرلمان إلى نقابية ومنتجة لكن الواقع إن الكثير من هذه الفعاليات والمشاركات تبقى ديكوراً واشتراكاً رمزياً الغاية منها تجميل المظهر الخارجي والحضاري لهذا المجتمع أو ذاك
فعلى مستوى المهندسات العاملات في القطاعات الاقتصادية ينظر إليهن نظرة استخفاف ولم يعط لهن الفرصة الحقيقية لتثبت قدرتها وطاقاتها الكامنة بأنها تملك كل مقومات التفوق والنجاح إذا وفرت لها الفرصة المتساوية والمتماثلة مع الرجل
ويعتبر مشاركة المرآة العربية في المعترك السياسي أدنى المعدلات ولا تحظى بحقها الطبيعي في تركيبه جميع الأحزاب السياسية وبقت مشاركتها مختصرة على النخبة كما هي حال بعض الوزيرات زوجات المسؤولين وعضوات مجلس الشعب وفردوس البحرة التي أصبحت عضوة في قيادة الحزب الشيوعي ولول مرة تحتل المراة هذه المكانة الرفيعة في هذا الحزب منذ تأسيسها عام 1924 ومعلوم عن الحزب الشيوعي التي أسسه معلما الاشتراكية العلمية ماركس وانجلز وطورها لينين
حيث أكدا على دور وأهمية المراة وأصدرا المراسيم الخاصة بحرية المرأة وحقوقها ومساواتها الكاملة مع الرجل
مع كل هذه وذاك لا تزال المرأة تناضل وتخوض معارك ضارية للتحرر من هيمنة الرجل في المنزل والأسرة ثم العشيرة وصولاً إلى أعلى المراكز السياسية وتعمل لتطبيق بنود المواثيق الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المراة وتفعيل دورها في الأحزاب السياسية والنقابات وتعديل صورة المراة في الأعلام التي تظهر بأنها سلعة لترويح أي بضاعة أو أغنية هابطة أو بعض القنوات التلفزيونية التي تشترط في المذيعة أولاً الجمال ثم الثقافة والقدرة على إدارة الحوار 0