حلم كساره البندق10



مارينا سوريال
2019 / 10 / 2

لم يتوقف الهاتف سمعت صوت صراخها تلعننى لتاخرى عن الحضور..الجو مشحون الكل يبتعد عنها حتى لا تنفجر غاضبة فى وجهه لعنت الجميع بلا استثناء عند عودتها لم تدع الفرصة لاحد ان يعاتبها او يلومها!!او يطمئن عليها..اتهمت الجميع انهم يخططون لافشالها ولم تصطحب غيرى لتتاكد وهى الان تعلم بكل شىء..منذ ان اقتربت من غرفتها والكل ينظر لى بغضبا مشحونا صرت عدوه للجميع..صرت ماده لحديث الناس لاول مره فى حياتى ..كنت دوما لا الفت انتباه احد..اخفى امل عن اعين الجميع..
نظرت لى وهى تضحك..هل خفت مثلهم ؟! عيناها تلمع فى خبث بالخارج ينتظرون خروجها كنادية لتقف امام الكاميرات من جديد..ظلت تردد سوف احمل نادية ونذهب الى العالمية اشعر بهذا لن يكون دورا عاديا ،برغم كل شىء سأحصد منه ما اريد..تذكرت عيون نادية وهى خائفة كلما رأت عثمان من حولها والصبى يتبعه كظله فى كل مكان بعد ان اصبح يراه امامه فتيا مخيفا قادرا على الشجار واشاعه الخوف من المحيطين..
لا افهم كيف يمكن ان تتحول س.ص لنادية عندما بدا كل شىء وجدتها مثلما رأيتها تجلس على الفراش تفكر ..خائفة من ابن زوجها تنهض من الفراش تتحرك صوب النافذة العتيقة تحاول مراقبته خلسة من خلفها..ضائعة لاتدرى ما العمل الان؟ لم يعد هناك سوى الاختباء خلف الجدران..تشعر بالمرارة لقد تمكنت من رؤية حياةاخرى جديده منذ رحيل السيد رافقتها فيها نعمه والان صارت تحسدها على حريتها المفقودة..فهى يمكنها ان تتجول فى السوق وترى الباعة والمشترون من النساء من كافة الاشكال ويمكنها معرفة الشوارع والطرقات يمكنها رؤية الكثير والكثير من الامور الغريبة بينما نادية حبيسه فراشها لايمكنها المغادرة فاعين عثمان تراقبها دوما تنتظر منها بادره.. فتبارد هى بالشر..
استووب تشهق امل.. تفتح عيناها لتجد س.ص تنهض من فراش نادية تتجه الى غرفتها بينما جسدها لايزال متسمر باهت على حالته ..تحرك قدميها عنوه عليها ان تذهب من خلفها تساعدها فى تحضير ملابس المشهد القادم المناسبة..الفستان الازرق من جديد..ستقابل نادية هانز بأى طاقة فعلت هذا بعد كل الخوف او ربما هو الخوف الشديد..الان تشعر امل بما تشعر به نادية ربما تفصلهما سنوات طويلة ولكن كلتاهما عاجزتان عجز لايمكن لس.ص صنعته الا اذا التبستها روح نادية فعلا..ذهبت نادية لتلقاه بعد ان دخل عثمان الى السجن..ولكن من تعيش فى ذلك السجن الان هى امل بذاتها وليس هناك سوى س.ص لتخليصها..لكنها لاتريد،تعلم بذلك تتركها تتلاعب بها ربما فى النهاية تحصل على ما تريد..
تجلس نادية ونعمة داخل الحنطور يمر الوقت تنتظر خروجه من المشفى بينما تتلفت نعمة من حولها خوفا ان يراهما احدا حتى يخرج امامها من باب المشفى يلمحها يتحرك ناحية سيارته تامره نعمه ان يتبع السياره تسير بهما فى طرقات تتلفت نادية من حولها ترى مدينة اخرى..تلهث نعمه جوارها عندما ترى سيدتان ترتديان فساتين لخواجات ليسوا من ابناء البلد ..نعمة تعيش فى حلمها ان ترى مدنية الخواجات بعد ان رأت مدينة ولاد البلد..بينما نعمة تفكر خائفة كيف تفعل ما تفعل؟هل ستراه؟بما ستخبره ؟كيف استمعت لكلمات الملعونة خادمتها ..هل تحبها حقا؟ام تريد ايذاء سيدتها!..كيف طاوعتها واتبعته..تذكرت ان الوقت يمضى ايام وسوف يعود عثمان للحى من جديد مثلما كان واقوى بعد ان تخلص من فتوه الحى القديم ..الكل يعلم انه من خلف قتله واخر حمل عنه الاثم..
شعرت بالخوف بنذير السوء قادم..تبعته تركتهما نعمه ووقفت فى حيز تراقب ..طلب منها الجلوس ..تتعجب كيف امتلكت السجاعة للقدوم الى ذلك المكان ..لايشبه بيته اى بيتا عرفته من قبل لدى المكان رائحه اخرى لم تعرف جدرانه رائحة البخور ..لاتعرف الجدران ارواح الساكنين تصرخ خلفها لعنه اياها الان على ما تفعل..كل ما اردته هو رؤيته ..لما ..لا تدرى !تعلم انه سيعود الى بلاده يوما ما قال لها انه اتى الى هنا لانه يحب اجدادها ولكن اذا علم ان اجدادها ربما يصرخون الان منادين بموتها لانها نست ذكرى زوجها وتتحدث الى رجل غريب عن مدينتها..تراه يقترب منها كالمسحور تجزع تنهض واضعه اليشمك على وجهها تلعن خادمتها نعمه لانها جعلتها تفعل هذا وصارت مدينه لها !! كان يتحدث بلغة لاتفهم منها سوى القليل من الكلمات ..بالكاد تعلم لغتهم لكنه يتحدث عن اناس ماتوا منذ سنوات طويلة اتى للبحث خلف اثرهم ليعلم الاسرار التى تركوها من خلفهم ثم يرحل من جديد..قال سيرحل لم تفهم اى كلمة اخرى من كلماته كانت تكره ان تسمع المزيد..راودها احساس الكابوس الذى كانت تراه دوما ياتيها فى ليالى معتمه كل بضع سنوات والان صار يتكرر لايام متتاليه لم تفلح معها البخور التى صبتها نعمه على راسها ..تركته مندهشا وهى تكاد تركض تكاد تتعثر حتى صعدت الى الحنطور من جديد ..تريد ان تتنفس لكن هناك شىء ثقيل يمنعها من فعل ذلك..لم تعد تشعر بما يحيط بها لم تلحظ سوى عيناى الصبى بالقرب منها وتشعر انها فى فراشها..هل كل هذا حلما ؟ اين الطبيب؟اين نعمه؟.