حلم كساره البندق 14



مارينا سوريال
2019 / 10 / 18

امل
اسمع تنهداتها تردد اخيرا قد عدت ..اعلم ان الامر لايشكل فارقا لديها لذا لم اجب سمعتها تستانف كلماتها حول مصروفات البيت الزائدة وارتفاع الاسعار..كان عليه ان اضع حقيبة واخذ اخرى بدلا منها لاادرى كيف سيكون الحال مع س.ص فى الايام القادمة لابد ان اكون هناك دوما من حولها ..وكاننى ساتمكن من ايقاف نادية عن الظهور لها لست ادرى ولكن لايمكننى التوقف والجلوس ترك كل الاشياء والعوده اللاشىء..الغرفة على حالتها لم تمس بلا روح تعانى الفوضى ..تتخلل الاتربه اشعه الشمس لاتزال تثرثر بالخارج تسأل الى متى وكانها لاتدرى لايمكن التوقف..احمل حقيبتى اشعر اننى لن اعود من جديد ..اضع المال على المنضده اتحرك نحو الخروج قبل ان المحه من بعيد اتمنى ان تتوقف لاتكمل فى تلك الساعة ولكنها تفعل كعادتها اه اشرف لقد عاد فى اجازة ذلك البارحة مع زوجته واطفاله انظرى لقد راقبتهم منذ الصباح يال جمال طفلته تحمل ملامح امها ذاتها ..
اعلم انها لاتبالى بمشاعرى لكن لاادرى لما تستمر بتذكيرى بذلك الامر الذى تسببت فى ايقافه هى من قبل عندما قالت لا فانتهى كل شىء انه بلاعمل لايحمل مال ولا مستقبل ..لكنه حمل كل شىء ورحل ..رحل مع ابنه العم الاولى بمباركتها ..حينها فقط تذكرت انها زوجة الاب وليست الام !عجيب اننى نسيت الامر لسنوات حتى لم يعد يذكره احد ولكنها هى من فعلت بعد كل السنوات تذكرت اننى لست طفلتها هى بل طفلة اخرى وان لديها صبى وحيد !!
لم اكمل النظر ركضت على الدرج ابحث عن سيارتى لثوان لم اتذكر اتحرك من حولى اريد الاختفاء عن ذلك المكان سريعا حتى اجدها فى النهاية واقفة هناك متهالكة مثلى..
كنت اسرع لا من اجل العودة لس.ص التى لم تتصل للبحث كعادتها بل الخوف والشك هو من دفعنى للاسراع ..لقد انتهت منى سريعا ..كان الهاجس يداعبنى يمزق احشائى بينما الالم يشتد اضغط اكثر على البنزين اتخطى السيارات من حولى لم اسرع بهذا المقدار من قبل..
لااتوقف قبل ان ارى المكان من حولى يقترب ذلك البيت الواسع الذى اصطحبتنى اليه ..احتجزتى معها بداخله لايام عرفت كل زواياه بدقة ..الهدوء لايزال على حاله ،عندما تدب س.ص بمكان يرحل الهدوء عنه!!انتبهت لاشعارات هاتفى المتلاحقة وانا احدق فى اللاشىء لم تكن هنا بعد كل عناء الطريق لاجلها ..هل فعلت ذلك عمدا؟ارادتنى ان ابتعد عنها ستنسب كل شىء لذاتها ستتخلص منى عقب انتهائها من تصوير الدور ..كل الافكار جالت براسى وانا اقوم بتفحص الهاتف ..مئات الصور المشوشة تتضح معالمها ببطء امراة ملقاه على وجهها ..الدماء من حولها انها ملابس س.ص ..لم افهم بحثت عن رقمها عن رسائلها لم اجد اى شىء ..كان الصمت يوقفنى لم يتركنى اسرع مثلما قدمت..كان الخدر فى كل اطرافى جعلنى اقضى فى الطريق زمنا طويلا افكر ..هل رحلت س.ص؟ام تلك خدعة؟

هانز
ارتنى باميلا ذلك الوجه اشارت لى على لوحة جدراية رايتها من قبل فى قلب الليل بذلك المعبد المطل على النيل لم اصدق عيناى صرخت كيف لم ارى هذا من قبل؟انها هى باميلا تلك المراة ..الاميرة الفرعونية ذاتها الوجه العيون الجسد انها ذات الروح التبستها اضفت انها بالتاكيد حفيدتها اليس كذلك؟تابعت صمت باميلا بغضب كانت تتفحص الوجه بعناية اكبر..ستلتقط صور لتلك الاميرة عما قريب بالتاكيد لاجل الفيلم الخاص بها..باميلا لديها ولع بالكاميرا خاصتها ،تتأسف لانها لم تكن هناك لم تستطع ان تسجل كامل افراد عائلتها قبل ان تقوم المذابح النازية بحق كل من يعارضها ..احيانا تتذكرهم وترتجف تتمنى لو يمتلكوا اجسادا من جديد وتراهم انها تصدق بأن نادية اميرتها الفرعونية التى رأتها فى كتاب وهى بعد طفلة وثارت اسيرتها منذ ذلك اليوم..غريب كيف ارتحلت لاجل نفس السبب لاجل اكتشاف ما عرفه الاقدمين اردت ولوج عالمها وهاهى باميلا تاتى من لتسير على نفس الدرب كلانا رأى تلك المراة الصغيرة التعسة وتملكه الامل..
باميلا ايضا مثل نادية تبدو امراة صغيرة شاحبة لكنها لاتخش شيئا يمكن رؤي هذا من عيونها الشاخصة دوما لكل شىء من حولها انها تتطلع دوما نحو ما تحلم به.. بينما اعين نادية غامضة بداخل روحها تمرد لايعرفه باقى جسدها ربما روح جدتها تسيطر على جزء بداخلها بينما الحفيده تصارعها بالجزء الباقى لكن ذلك الاخير ينتصر..باميلا ترفض ذلك تظن انها ستخرج روح اميرتها الفرعونية على الشاشة خاصتها..تقول انها وجدت ما خلقت لاجله فى النهاية رغم كل شىء ابتعادها عن وطنها هاربه مقتل كل من تحب فى ظروف سيئة..تجفل عندما تسألنى الا اخشى على امى التى تعيش تحت وطأه حرب النازى اجيبها اعتقد على الاغلب انها نازىة اخر لكنها لاتضحك على تهكمى ..تتراجع الى الخلف تخشى منى احيانا تردد.. انت مخيف فى وقت من الاوقات..
ربما لااعرف اين هى ولكن اعلم انها فى مكان ما بمأمن عن كل ضرر..دوما تجيد الاختباء وانقاذ نفسها فى اللحظة الحاسمة..يمكنها التخلص من اى شخص مقابل ان تنجو بحياتها اولئك الاشخاص دوما ما يبقون حتى الرمق الاخير يرحلون بعد ان اخذوا ما استطاعوا وعمروا فى العالم كثيرا..بينما لايرحل عنها سريعا سوى من لايجيد الاختباء من لايختار التضحية بالجميع لاجل البقاء..اقسمت لها يوما ان اعود ولكن بدوى تسمعه جيدا بل يسمعه العالم..اقتربت من الوصول الى ما اريد ..ربما فى الغد يمكن ان يحدث هذاباميلا فقط يمكنها ان تحضرها لانها امراة لن تخشى اصطحابها ..سترسلها خادمتها اللعوب الينا عما قريب دمدمت بصوت مرتفع ..لم ارد لها ان تسمع افكارى قطبت جبينها..قالت بغيظ لايمكننا المجازف بظهورك الان ،لايمكن ان يتدمر الامر لاجل ان الفتاة هنا لايمكنها ان تتقابل مع رجلا غريب..فى النهاية لااريد ان اضعها فى الخطر ..انها امراة شرقية.