حلم كساره البندق الاخيرة



مارينا سوريال
2019 / 10 / 24

باميلا
اخبرنى هانز كيف احضروها شاحبة الى المشفى بعد ان توقفت عن تناول الطعام لايام كثيره..لم استطع ان امنع نفسى من رؤيتها ارتديت زى احدى الممرضات حتى اجلس بجانبها بهدوء لنتحدث..لم اثق بخادمتها ابدا..وكنت محقه لقد باعت الخادمة سيدتها كم حزنت على ذلك الوجه الشاحب ..كان الامر يبدو لى واضحا انها سوف ترحل عما قريب ..مثلما تتغير الرياح وتتبدل وكانها اخرى تاتى على اهل البلاد فيصبح لكل شىء رائحة جديده تبدو افضل ولكن بعد مرور الوقت نشتاق للقديمة نتمنى لو لم ترحل عنا..ولكن لاشىء يعود الى الخلف ..كنت اسمع هرج بالدهليز استمع الى حديث الاطباء المتوتر اختفى هانز بينما نادية لاتزال ضعيفة على حالتها واهنه اخبرها عن ذلك الفيلم الذى اريده ستكون نادية هى بطلته ..فقط كل ما ستفعل اننا سنخرج لنتجول فى الشوارع سترى البحر والبيوت ..سترى بيوت المصريين والخواجات..اريد فقط عيناها وهى تشاهد كل شىء ليس عليها سوى ان تنظر وتسير..يقولون ان هناك حركة تغيير تحدث فى البلاد سيرحل الملك لايمكنه البقاء تحدد موعدا لرحيله على المحروسة لن يسمح له بالعوده من جديد..سمعتها تأن فى وهن لاتزال ترفض الطعام سمعتها تردد اريد رؤية البحر والطرقات اخبرنى كل شىء لااعرفه بالخارج..عندما دخل هانز لرؤيتها لمحت عيناها تشيح عن وجهه..اعرف تلك النظره انه الحلم الضائع الذى نراه ولن نحققه ابدا فى ذلك العالم ربما فى مكان اخر عالما بديل نفعل..لاادرى اى روح قوية جعلتها تنهض من الفراش تتدثر بملابسها بينما ارسلت خادمتها الى البيت بعيدا حتى لاتفشى امرها ..اصطحبتها معى ..كانت تسير بينما الكاميرا تدور لتراقب وجهها انها والكاميرا تسيران جوار بعضهما كلتاهما تتعرف على ملامح الطرقات من جديد..كلما نظرت الى اعين الكاميرا اجفل وكانها ليست خاصتى ذهبت وعادت اخرى ترى اشياء لم ارها من قبل تهمس تندهش تأن تصرخ وتمسك صرخاتها العاليه عندما ترى اخريات بملابسهن الغريبة..بكاءها الخفيف نشيج انينها..فى نهاية اليوم كانت تتحامل على جسدى لتصل الى فراشها من جديد..بينما اعين هاانز تراقبنا كعين غريبة على كلتانا لانعرفها بل ونخشى منها ان تقترب..كنت اعرف انه لم يعد يراها سوى روح هائمة روح تربطه بعالمه الذى يبحث عنه بينما انا تمكنت من رؤية تلك الروح لفرعونتى رايتها ترى بعيونها كيف تحولت شوارع مدينتها القديمة ..كيف رحل قومها واتى قوم غرباء بل ان احفادها اصبحوا غرباء عليها حتى انها جفلت وشهقت عندما راتهم..لم تعد تعرف اى منهم..لقد ارادت ان تعود الى تابوتها من جديد لتنضم لعالما اخر ربما وجدت فيه ضالتها..لاشىء يعود الى الخلف..لقد ترك هانز المختبر واصابه الوهم ..كنت اراقب غروبه مثلما اراقب رحيلها الوشيك لكن لم اتوقع ان يكون على هذا النحو..

نعمه
اخبرتهم ليس لسيدتى سوى بيتها لايمكن لهؤلاء الاطباء مساعدتها..كانت بخور العطار المعبقه بروائح الاقدمين هى الشافى لكره سيدتى للطعام..لم تنس الزوجة الاولى كيف احضر السيد فتاة صغيرة لتحل محلها فى كل شىء ونبذها لسنوات حتى مات بين يدى تلك الصغيرة ولم يرى وجهها قط..لم تغفر..ارغمتنى على فعل ما فعلت..كانت سيدتى نادية ترحل لكنها لم تقبل ان ترحل بهدوء كملاك ..ارادت لها ان تصبح ملعونة كسباب على ألسن النسوه..لاشىء يوقف بطش عثمان منذ صغره يكفى ان تخبره الخادمة بما رات من ذلك الغريب..كيف ان الحب من جعل جسد السيده الصغيره يهمد ويرقد ..كان المشفى هو سبيلها لتكون هناك لتراه..من يمكنه ان يخبرنا بمن سنحب ؟!..كانت كلمات هامسة تكفى لاشعال النيران ..انتقلت الكلمات من بيت الى بيت عبر حارتنا اصبحت سيدتى حكاية النسوه يهمسن كيف فعلت ؟تلك الصغيرة ذات الجسد النحيل ؟كانت كمن تعلم بما فعلت تراقبنى بضعف تراقب الباب تنتظر قدومه فى اى لحظة ..رايت نظراتها للصبى رأيتها تدمع تشفق تتوسل فى بضع ثوان..لكن الصبى لم يتحرك بوجهه الجامد عنها كان ينتظر يراقب ما سيحدث كامراة غريبه عنه!! كل شىء حدث فى ثوان منذ ان انفتح الباب امامه وفى يده سكينه حتى انتهى الامر بينما هى لم تتحرك ..وكأنها مسحورة فى عالما اخر تشاهده بينما جسدها هنا يتلقى الطعن حتى انتهى ..مثلما دخل غاضبا خرج ولم يوقفه احد..كانت زوجة السيد شاهدة مثلى تراقب لكنها لاتحمل الذنب ذنب الخيانة مثلى ..صدقت ان ابن السيد يمكنه ان يتزوج خادمة سوداء من بلادا بعيده وتصبح سيده الدار الجديده..

باميلا
دموع تسيل على وجهى دون توقف ..دموع لم تقبل ان تظهر فى قلب الخوف عندما علمت بهلاك عائلتى هناك فى مدينتى على يد النازية والشيوعية من بعدها ..لكنها خرجت الان وهى تراقب ملامح طفلة ترى الطرقات للمره الاولى داخل شريط سينمائى..مصر فى زمن اخر..احتفظت بها بداخله الى الابد الان هى لم تمت بل عاشت بعد ان رأت كل شىء..عندما ذهبت لزيارتها فى بيتها لم افهم لما ارادوا رحيلى سريعا عنهم..لقد فهمت لكونى امراة غريبة ربما تركونى او ربما لان ذلك القاتل لم يكن هناك..رايت الفراش الذى رحلت عليه دمائها ..الكل يعلم مكان عثمان ولا احد يتحدث يعتبرون موتها غسل شرف..ماذا فعلت نادية؟انها لم تصنع اى شىء ..لقد احبت غريب دون ان تتحدث معه لو لمره ولم تتعلم لغته قط غريب رأها روح من ارواح الاقدمين ربما يحصل منها على المعرفة كلاهما من عالما خاص..غريب..لقد رحلت نادية لاجل لا شىء..اذكر ابتسامتها ضمتها القوية لجسدى بعد ان رات كل شىء ..

امل
مضت اشهر منذ رحيل س.ص الكل يحتفى بالفيلم الاخير للنجمة القتيلة لقد صنعوا من حياتها اسطورة ومن لحظة النهاية خلود..كان عليه ان اعود الى البداية من جديد لابحث عنهن..كان على س.ص ان تتالم مثلها حتى تعلم كيف يكون ألم انتهاء كل شىء قبل بدايته..لااحد سيفهم اذا تحدثت..ما كان عليها ان تعبر من دونى والان صارت فى العالم الاخر وكان عليه البدء من جديد..طلبت منى ح.ك ان اكون مساعدتها الخاصة بعد ان رحلت منافستها..لاتزال الصحف تتحدث عن دور نادية لايزال الكل يحقق مكسبه المادى من خلف رحيل اسطورة زائفة قد صنعتها بنفسى..اسمع صوت ندائها من جديد ..س انها تنادينى تريد ان تعود الى عالمها كل شىء حيث هى باهت لايضىء..كانت نادية تخبرنى عن ذلك البراح بينما س.ص تتحدث عن ضيق كل شىء من حولها!!والان عليه ان احضر ملابس ح.ك بينما تزجرنى س.ص غاضبة لااستطيع التوقف عن الضحك بينما اشاهده يداعب ابناءه فى شرفة شقته يكاد لايرانى ولا يتذكر من اكون..بينما انا لم استطع النسيان ..