المساواة بين المرأة و الرجل



كاثرين نجيب
2006 / 5 / 22

عندما نتحدث عن المساواة فى غالب الأحوال نخلطها بالتماثل و تطالب المرأة ان تكون مماثلة تمامآ للرجل ليكون هناك مساواة تامة بينهما، ولا نستطيع أن ننكر الفوارق الواضحة بين الجنسين، لكن مبدأ المساواة لا يتأثر بهذه الفروق، فالفروق ليست موجودة بين النساء و الرجال فحسب، هناك فوارق واضحة بين الزنوج و البيض و هى بالتأكيد ليست فروقآ ثانوية لأنها تتعلق بالقدرات البدنية و حجم الجسم و لون البشرة و أسلوب الحياة....الخ

و حتى داخل جنس الرجال توجد الفروق الفردية، بداية من لون البشرة و الطول و اختلاف الطباع و القدرات البدنية و حتى درجة الذكاء، و لو كانت المساواة مرتبطة بالتماثل لانعدمت المساواة تمامآ، و لعمت التفرقة حياة البشر فى كافة تفاصيلها، لأن ساعتها لن نساوى بين الضعيف و القوى، ولا بين القصير و الطويل، ولا بين الغبى و الذكى، و بما أن هذه الفوارق لا تمنع المساواة بين الناس ولا بين الأجناس، فكذلك المساواة بين المرأة و الرجل هى مطلوبة على الرغم من اختلافهما.

اذا نظرنا إلى لاعبى كرة السلة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتأملنا كيف أنها تكاد تكون لعبة الزنوج، و الزنوج فقط. بالطبع هذا يعود إلى قدراتهم البدنية المتفوقة و زيادة متوسط الطول بينهم عن متوسطة عند البيض، لكن هذا لا يمنع الأبيض إذا توفرت فية الصفات التى تجعلة لاعبآ كفئآ لممارسة هذة اللعبة و منافسة الزنوج فيها، كلاهما أمامة الفرصة ليكون لاعبآ محترفآ بشرط اثبات الكفاءة و الإجادة، دون ان يغلق باب الفرصة امام أى منهما، و هذا هو المعنى الحقيقى للمساواة ألا تغلق الأبواب، أية أبواب، فى وجة النساء لأنهن نساء

فالمساواة هى مساواة فى الفرص بناء على الجدارة و الكفاءة و أحقية الفرد بالدور الذى يتقنة و يتفوق فية عبر فرص و منافس مفتوحة لا تحيز فيها لجنس على أخر ولا ظلم فيها لأحد على أساس الجنس ، فالمطالبة بالمساواة كما اوضحناه ليست مطالبة بأنجازآ او انحياز لجنس النساء، و ليست انقاصآ لحق من حقوق الرجل، أنما بالتأكيد انحياز و أنجاز لمصلحةالمجتمع بأكملة و استثمار قدراتة الى أقصى حد و بذلك تتاح الفرصة للجزء الخامل من المجتمع ان يساهم فى أنشطة مجتمعه و ذيادة إنتاجة.

فقضية المساواة بين الجنسين تمس عصب مشاكلنا الاقتصادية بالشرق الاوسط ،و إلا فلماذا تهتم مؤسسة اقتصادية دولية كبنك النقد الدولى بقضية المساواة بين الجنسين ، و بدإ الاهتمام بهذه القضية فى السبعينات من القرن الماضى. و تزايد اهتمام البنك الدولى لهذه القضية بعد انعقاد المؤتمر العالمى الرابع للمراة ببكين عام 1995 راميآ الى تخفيض أعداد الفقراء، حيث قدمت ابحاث و دراسات تثبت انتعاش الاوضاع الاقتصادية فى الدول الممارسة لمبداء المساواة بين الجنسين و ارتباطة بالنمو السريع للاقتصاد و بالرفاهية، بينما يرتبط الفقر بالتفرقة و قمع النساء و قهرهن.

فكفانا تكبد الخسائر و الحاق الضرر بمجتمعاتنا تحت شعارات دينية و ثقافية مضى عليها الزمن و ولا ، ارضاء لذاك الشيخ و ذلك الداعية، الذى يغتنى من وراء تجميدنا فى فترة زمنية من التاريخ و يحف شواربة بأسم اللة و الدين على حساب مستقبل اطفالنا