اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والإنتفاضة الشعبية الجماهيرية !!



التيار الديمقراطي العراقي في استراليا
2019 / 11 / 23

تتزامن مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25/11 مع إستمرار الإنتفاضة الشبابية الثورية والتي إنطلقت في الأول من تشرين الأول /2019 والتي بيّنت في مجرياتها أبشع صور العنف السياسي ضد المنتفضين وبصورة خاصة ضد المرأة العراقية، التي شاركت أخوانها وكما عهدناها بفعالية في الإنتفاضة . لقد مورست ضد المرأة المنتفضة كل الوسائل التعسفية من قبل الأجهزة الأمنية القمعية، لغرض ثنيها عن هذه المشاركة بدءاً من التهديد ، والخطف والإغتيال والتعذيب ومن ثم إجبارها على التوقيع على تعهد بعدم مشاركتها في التظاهرات الإحتجاجية والعصيان المدني.

ولكن النساء العراقيات أثبتنّ صمودهنّ وتحديهنّ لهذه الأساليب الدنيئة والتي تعتبر إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان فكلما إزداد الضغط عليهن ، يزددن قوة وتحدي للظلم وبنفس الوقت تزداد مشاركتهنّ إتساعاً بمختلف وظائفهنّ ومهنهنّ ، حيث شاركت الطالبة والطبيبة والمحامية والمعلمة والصحفية وموظفات الدوائر والكادحات ، الأمهات والأخوات والزوجات وغيرهنّ. لقد شاركت المرأة عبر السنين الطويلة من نضالها التأريخي ، في التظاهرات والإنتفاضات والإضرابات في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب والنضال ضد الطغاة.

لقد أصدرت الجمعية العامة للإمم المتحدة القرار المرقم (134/ 54) بتأريخ السابع عشر من ديسمبر /كانون الأول 1999 ، حددت فيه يوم 25 نوفمبر /تشرين الثاني يوماً عالمياً لمناهضة العنف ضد المرأة، وكان على خلفية نضال المرأة من خلال منظماتها المدنية، في جميع إنحاء العالم بعد أن أصبح العنف ضد المرأة ظاهرة إجتماعية وسياسية كما إرتبط هذا اليوم وتأريخه بوقت تنفيذ عملية الإغتيال الوحشية في عام 1960 للأخوات ميرابال، الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان وبأوامر من ديكتاتور الدومنيكان آنذاك (رافيل تروخيلو)، ولهذا قررت منظمات المرأة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بأن يكون يوم 25 نوفمبر /تشرين الثاني والذي تبنته الأمم المتحدة ، يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة وزيادة الوعي. لقد كنّ الأخوات الثلاث (منيفرا، باتريا، وماريا تريزا)يناضلنّ ضد النظام الدكتاتوري الفاشستي. أصبح العنف ضد المرأة متعدد الإتجاهات وظاهرة إجتماعية ، فالعنف هو فعل قائم على النوع الاجتماعي ويؤدي إلى الأذى الجسدي ، والجنسي والنفسي والذهني أو أي معناة للنساء يتضمن التهديد والإكراه وحرمان المرأة من حريتها سواءً على الصعيد الشخصي أو العام ، ويعتمد على ثقافة المجتمع ودرجة النظرة الدونية للمرأة ، ولهذا نجد في شعوب العالم صور عديدة من صور الإضطهاد والعنف والتمييز العنصري ضد الملايين من النساء حيث تجلت في أشكال يندى لها جبين الإنسانية ومنها الإغتصاب ، السبي ، بيع النساء في سوق النخاسة ، زواج القُصر فضلاً عن العنف الأسري وتفكك العائلة وتدهور أوضاع الأطفال الصحية وخلق أجواء نفسية مؤذية ومنها الخوف وعدم الثقة بالنفس والإنتحار. أما العنف السياسي فهو ناجم عن تلازم النظرة الدونية للمرأة كإنسانة وحرمانها من أبسط حقوقها وفي المقدمة حرمانها من مكانتها الوطنية ، بإعتبارها كائناً لايستحق المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية ولهذا فأن سلب حرية المرأة في التعبير عن رأيها السياسي وعدم السماح لها بالمشاركة في صنع القرار ومنعها من حق التصويت أو تسنم مناصب في الدولة يعتبر من أهم مظاهر العنف السياسي فضلاً عن الإعتقال والسجن والتعذيب للناشطات السياسيات . ان اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة هو مناسبة للتظاهر والإحتجاج من قبل منظمات المجتمع المدني النسائية في العالم اللواتي يتعرضنّ للعنف في جميع دول العالم . وتنفيذ برامج تثقيفية من أجل نيل الحقوق والتوعية وحشد الجهود والطاقات لإحداث تغيير حقيقي لصالح النساء مع الدعم الكامل من قبل الرجل الواعي التقدمي . وفي هذا اليوم نهتف بالمجد للمرأة العراقية المنتفضة والخلود للمناضلات الشهيدات .

التيار الديمقراطي العراقي في أستراليا