حوار مع الذات ...حول المرأة 2



سامان أمين
2006 / 5 / 26

في المادة الاولى من الفصل الاول من لائحة حقوق المرأة الكردستانية

ب- تتمتع المرأة في كردستان وبصرف النظر عن حالتها الزوجية بكافة الحقوق والحريات المقررة على قدم المساواة مع الرجل .

هذا ينافي الواقع جملتا ً وتفصيلا ً، لا وجود لأي حقوق ولا أية ِ حرية للمرأة المطلقة أو الارملة وقد كتبت رأيي في طبيعة النظرة الذكورية إلى تلك الاصناف من المرأة في الجزء الاول من هذا المقال، ومن جهة أخرى حتى المرأة المتزوجة وفي حالة العيش وحيدة وتحت أي ظرف من الظروف ليست لها الحرية الكاملة في هذا المجتمع المتخلف ، أنا شخصيا ً أعرف ُ الكثير من السيدات الكرديات رجعن إلى كردستان مع بناتهن أو أولادهن وأشترين َ بيوتا ً ولكن بدون أزواجهن لظروف العمل والعقد المتبقي لأزواجهن في الخارج ..... وأعرف ُ سيدة تعاني ألأمرين من جيرانها حيثُ نظرات الشك والتساؤل وربما الاعجاب والتمني والتشهي تلاحق هذه السيدة، ومن باب الطرفة الممزوجة بالسخرية والغضب والمُتبّلة بالتخلف .... أروي لكم هذه الحادثة ........
" نظرا ً لعدم وجود الطاقة الكهربائية في أربيل ووجود المولدات الكهربائية الاهلية لتوفير قسط من هذه الطاقة بنظام الامبيرات والقاطع الكهربائي، وقد يحصل أحيانا ً أن تنقطع الطاقة بسبب الحمل الزائد ففي هذه الحالة يجب على صاحب البيت أن يخرج حتى يُرجع القاطع إلى حالتهِ الاولى، فتلك السيدة خرجت لهذا الغرض فتفاجئت بفحلين من جيرانها يسألونها اين تذهبين يا أم فلان ، فأجابت مبتسمة وبنوع من الاستهزاء والخوف أيضاً لأنها كانت تعيش في أوروبا ولا مجال لهذه الاسئلة التافهة والسخيفة هناك : " والله أذهب لأ ُصلح الفيوز ....."
أرأيتم مدى التخلف الذي نعانيه ؟؟؟؟
أنا لا أقول لنصبح مثل أوروبا لأن هناك الكثير من الصفات والعادات انا شخصياً لا أحبذها هنا ولكن أضعف الايمان ألم يحن الوقت ونحن نعيش في الالفية الثالثة وفي هذا التطور العجيب والخطير في جميع المجالات أن نتطور ولو قليلاً وندع الخلق للخالق ؟؟؟؟؟
قد يسأل سائل أو قارئ قد يكون السؤال من باب الحرص أو الخوف أو حقوق الجار؟
نعم هذا وارد في مجتمعنا العراقي ولكن إن تكررت التساؤلات وبأسلوب مُبطن أو ربما خبيث فهذا لا يدل على الخوف والحرص وحق الجار، ومن المعلوم في علم النفس هناك وسائل ولغات أخرى للتخاطب فضلاً عن اللسان مثل الايحاء ولغة الجسد ولغة العيون وتغير نبرة الصوت وكل هذه تعبر عن شخصية المتكلم نفسه ُ وعلى سبيل المثال حين يقول الرجل ...." هل هناك مشكلة ....أأستطيع مساعدتك في شيء ٍ يا أم فلان ؟؟"هذا الاسلوب وهذه النبرة تدل على الشخصية الحضارية للمتكلم والحرص على أمرأة أو سيدة تعيش لوحدها .....
أما اذا كان صيغة الكلام كالآتي " ها.... أم فلان ألى اين ..كلما أخرج أراك ِ أمامي "
ماذا تُسمي هذا النوع من التخاطب عزيزتي القارئة ..عزيزي القارئ ؟
فلنبين قليلاً من الاحترام والحق للمرأة ثم بعد ذلك نفكر بحق الجار .....
لا تعليق لدي ....

إذا كانت هذه حال المرأة المتزوجة ولكن بدون زوجها لظروف خارجة عن ارادتهما وربما ظروف مؤقتة، فما حال المرأة المطلقة أو ألارملة ؟
" الجواب باين من عنوانه "
وهذا يؤدي بنا إلى دربونة أخرى من درابين الصراع الأزلي بين أولاد آدم وبناته ِ .... وهي دربونة العزباء .

المادة الرابعة من الفصل الأول
ب- يكون للمرأة سواء بسواء مع الرجل حق أختيار الزوج بملئ حريتها ولا ينعقد الزواج الا برضائها التام .

هل من مُشرع أو قاضي أحوال شخصية بادر بسؤال البنت الباكر أو غير الباكر ....أتقبلين بهذا الكائن الذكوري الذي سيجعل ايامك ِ سواد في سواد ويجعلك تندمين على هذا اليوم وتعضين أنامل الندم .... زوجاً لك ِ بملئ حريتك ِ دون إجبارٍ أو ضغط ....؟

وللشجون بقية .....
ولا تزال الحقوق مهضومة ....