مارس يقودنا للحكاية واصلها بدمعتين وورده



عصام احمد
2019 / 12 / 7

الدموع تملأ المأقى وتختزل كل الحكايات فأمامنا جميعا تتبختر القصص والذكريات وكل الاقاصيص الورقية المخبوءة فى اداراج العقول عندما كنا صغارا لكننا ماكرون نعرف كيف تؤكل الكتف خصوصا عندما يقسو الاب ويقطع المصروف لنتسحب كاللصوص الى فرع السماء الذى يمتلئ عطرا وحنوا من رب العرش ..
جيلا يمتلك ميزات كبيرة خصوصا ان الكثير منا افتقد الام او الاب او الاثنان مبكرا لكن كان لى اكثر من ام بكل المعانى اذكر انه بمرة كانت احد امهاتى تعتصم امام الصليب فسالتها احداهن ليس لك ابنا معتقلا فى ذاك الوقت فقالت امى ابنى عصام معتقل ..
وتلك الحكاية تتكرر بل وتكررت معى ومع غيرى حين كنا لا نخدش حياء بعضنا وحين كنا نملك دمعات حقيقية وابتسامات حقيقية وحين كانت تحتوينا اما واحدة نعشقها لذلك كانت تعشقنا وهى فلسطين التى خدشنا حياءها بالكذب والرياء والتسلق والمصلحة وقدسية المال وسوء الاخلاق ..



المرأة رسول الملائكة فى الارض وعمق نظرة الخالق للجمال ..
الام حكايانا الثلاث وحكاية الاب الواحدة .. طهارة عمق انتمائنا لكل ما يستحق الانتماء والصلاة وقدسية اسباب وجودنا ففى البدء كان الخلق وفى البدء كانت سيدة الشامخين ومنتهى رقة العشق للوطن هل وجدتم امرأة اكثر حرية من امرأة تقاوم رقيبة على نفسها لا تنتظر الا ان تحلق فى سماءاتنا لترشنا بعطر وتنفخ فى ارواحنا طهرا ووطنا ..
لقد كانت ترضع طفلها قبل لحظة ونحته بحنان لجانبها ووقفت لتعلن صرخة الموت لعدو يكره طفلها كما اطفالنا واستشهدت لنتحدث عنها لاطفالنا بدلا من قصص رسخت فينا الخوف من مجهول لا نعلمه اسمه الغول وبيقينى انه ما زال حيا فى نفوس الكثيرين فهى يتحول حسب الوقت وحسب متطلبات من يوجهونه ..
قالت لى صديقة ان الفلسطينية مدللة استغبيت لاعرف مرماها فعلمت بانها تقرأ الحكاية بعمق المثقف وللمثقف كثيرا من الهفوات فى التحليل ..
امى غادرت قبل الميلاد او بعده لا فرق فالبون شاسع وعدد السنوات اكبر من ذاكرتى التعبى والتى مزقتها الحكايا والهبتها قصص بعض النساء من يعتقدن بانهن امهات ونساء هن يملكن الصفات فسيلوجيا لكن الحقيقة تقترب من سوهو عاصمة القمار والدعارة والفكر المنحل ..
لامى
و
لامهاتكم
سلام