شخصيات كوردية فيلية /3



احمد الحمد المندلاوي
2019 / 12 / 25

بسمه تعالى
الباحث /احمد الحمد المندلاوي

زينب خالد .. الشاعرة التي تنطق عن الكورد الفيليين
# زينب خالد الفيلي ،هي الشاعرة التي تنطق عن مآسي الكورد الفيليين بجدارة .. و في هذا المقال المتواضع سنلقي الضوء على جانب من حياتها الثقافية لا سيما في مجال إبداعها الشعري.
هي زينب خالد محمد الفيلي من مواليد محافظة بغداد لعام 1988م،أكملت فيها دراستها الأولية ،ثم نالت شهادة البكالورويس في الهندسة عام 2009م،تعمل حالياً في وزارة الموارد المائية،وتجيد عدة لغات منها:الإنكليزية،والفرنسية،والعربية،و الكوردية (لغة الأم)،كانت تهوى نظم الشعر منذ نعومة أظفارها،حتى أنتجت ثلاث مجاميع شعرية لحد الآن ،و هي:
1. محكمة الهوى – 2009م .
2. رسائل تأبى الضياع – 2010م
3. ما وراء القصيدة – 2012م
و قد حصلت الشاعرة المهندسة زينب على عدة شهادات تقديرية،و دروع من خلال مشاركتها في المهرجانات و المؤتمرات و ذلك تقديراً لفنها الجميل ، و إبداعها الأصيل.و الآن تواصل مرحلة (دراسات عليا) في الهند . يمتاز شعرها بالرقة في المعنى و الجمال في المبنى..و قد وظفت الشاعرة زينب شعرها في الدفاع عن الكورد الفيليين ،و بيان مظلوميتهم و مرارة مآسيهم ، على أيدي حكام الجور في الحقبة الماضية.
هنا نذكر قصيدة لها بعنوان (فيلي) من ديوان رسائل تأبى الضياع:
إنّي فيلي..عدا الستينَ عمري
و لهذه اللحظة؛لا أحدٌ يعترفُ بحقّي!!
إنّي عراقي ..
و دمي يشهدُ بعرقي
إسألوا الأرضَ ..
فأنّها انبسطت بوطأة أقدامِ أجدادي
أيعقلُ أن يذبحَني من يشاركُني بأرضي
في السابق ..جرّدوني من هويتي ،
ورموني خارجَ بيتي..
قالوا بأنّي أعجمي،ونُفيتُ بعيداً عن وطني
يا لحظي ..
أصدقائي قُتلوا أمامي ،أولادُهم تشرّدوا
وعانوا أكثرَ مما أعاني،
وآخرون إمتلأت بهم السّجونْ..
ولليومِ هم مفقودونْ
عوائلهم سمعوا أخبارَ المقابرْ..
ذهبُوا وفتّشوها .فوجدوا جماجمَ و أظافرْ
لم يتعرفوا على أبنائهم وكيف هذا ؟
لا...لا تتعجبُوا !فإنَّ الرفاةَ لا تشيرُ الى المظاهرْ
*****
أخوتي تُركوا في صحراءَ رمالُها ألغامْ
تفجّرت بهم ؛وصاروا رماداً وحطامْ
مازلتُ أتذكرُ المشهدَ كأنّه منذُ بضعةِ أيامْ
تركوني ورحلُوا .. بقيتُ كالمجنونْ
أخدشُ وجهي ،وأصرخُ أريدُ عودتَهم الآنَ
أركضُ إليهم..ويمنعُني الجيرانْ
فقدتُ أعصابي ،ونسجتُ برأسي الأحزانْ
*****
أبي كان يحملُ بيده قرآنْ
وبرفقته أمي ..إهتزّت لدعائها الأكوانْ
كانت تبكي ناراً ،غضبتْ لدمعاتها الأديانْ
ماذا جرى؟ لماذا فاضَ بحرُ الهجرانْ
أغرقَ أهلي ؟ وأغرق الأصحابُ والخلانْ
نجوتُ لوحدي فأحرقَني بركانْ
علّل جسدي و فؤادي..لكنَّه لم يحرقْ الوجدانْ
أحنُّ الى أرضي الى البيت العتيقِ،
و الى الجدرانْ
*****
يسكنُ ببيتي منْ قام بطردي..
إجتثَّ أزهاري ؛وزرع أشواكه بحديقتي
حرقَ ألبوم صوري،و شاهدتي، و كتبي
ووضع بغرفتي طاولةً للخمرِ و القمارْ
تسعٌ و عشرونَ عاماً
في غربَتي تطاردني كوابيسُ تخنقني.. تعذبُني في وحدتي
أريدُ العودةَ الى بلدي ..فهنا الأحضانُ تنبذُني
اليومَ عدتُ الى أرضي ..أطالبُ باسترجاعِ هويتي
و الجميعُ لا يعطوني ما هو ليّ ،
أنا مشوّشٌ لا أدري الى أين أنتمي
*****
لم تتغيرُوا ...ما زلتُم كما كنتُم في ذلك العهدْ
إنَّكم عاجزونَ على تقبّلي! لماذا؟
إسألوا الأنهار ؟
فانََّها لن تنكرَ دمعي،
و الرياحُ ستثبتُ أنَّها أنفاسي
و إن فكرتُم بالجبالِ..
ستعرفونَ بأنَّها شمخَتْ من كبريائي.
*****
أحمد الحمد المندلاوي
باحث في التراث الكوردي الفيلي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ