المرأة والنضال الإجتماعي



نساء الانتفاضة
2019 / 12 / 26

هناك منطلق محوري ينطلق منه المحللون في فهم دور المرأة في الثورات وإنخراطها فوراً في الحركات الثورية وتبدل دورها وموقعها بصورة ملحوظة، هما إن العائق الأساسي أمام مساهمة المرأة في الحياة السياسية والإجتماعية هي التقاليد والقوانين.
في الاجواء الثورية تتعطل التقاليد التي تقمع المرأة وتمنع مساهمتها في النضال الإجتماعي، لأن التقاليد الثورية التي تنبثق خلال الحركة، تصبح هي التقليد الأبرز. وحيث إن التقاليد السائدة قبل الثورة هي تقاليد الطبقات المحافظة والرجعية والتي تقوم الثورات لغرض إنتزاع سلطتها وتغيير الأسس التي تقوم عليها. وبالتالي ستكون التقاليد التي تكرس الإستعباد وتقمع الثورية إحدى أهداف التغيير، وسيكون كسر التقاليد الرجعية، ضمنياً، هو من مجريات الحركة الثورية.
العامل الثاني الذي يشكل أحد العوائق التي تزيلها الثورة هو القانون، فخلال الثورة لا تعود القوانين الرجعية التي كرستها السلطة فعالة، بسبب كون الثورة تجري ضد النظام السياسي الذي وضع قوانينه وتشريعاته التي تتطابق مع مصالحه. وحيث أن القوانين الرجعية تستهدف المرأة ومكانتها في المجتمع، وتكرس موقعها الثانوي في المجتمع لما يطابق مصالح الطبقات المسيطرة. خلال الثورة تصبح القوة الثورية والزخم الثوري في المدن وميادين الإحتجاج هي القوة الأبرز مقابل تراجع أو تعطل عمل القوانين التي شرعتها الحكومة خلال فترات من عمر حكمها.