الحلال المر



شهد أحمد الرفاعى
2006 / 5 / 29

بالحياة يمر المرء بالحلو والمر..وسواء كان مانمر به يحمل الحلاوة أو المرارة .فليس بأيدينا سوى كلمة واحدة بالنهاية..وهى لعله خيراً وقبلها الحمد لله..وهناك الكثير من الناس الذين يتعرضون بمنعطف الحياة لبعض الكوارث والمصائب ويعتقدون أنها نهاية المطاف بل نهاية الدنيا ولكنهم بعد فترة يتأقلموا مع الوضع الجديد وتبدأ عجلة الحياة بالدوران من جديد ..فتلك هى الحياة..لا آمان لها ومن يعطيها الآمان ذاق وبال حسن نيته هذه..ومن عثرات الحياة التى يتعرض لها البعض وتشكل منحنى خطر بحياتهم..مشكلة الطلاق..فهو بمثابة الحلال المر..وعلاج مر المذاق ..فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه ::( إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) ولكنه ببعض الأحيان يكون لا مفر منه ..لإستحالة العشرة أو لتنافر الطباع أو لعدم التوافق النفسى والعاطفى ..وقد يتساءل البعض ..وأين كان ذلك من البداية ؟؟وهنا يقفز عامل خطير ويمكن أن أسميه موروث من الموروثات الجينية التى يعج بها مجتمعنا العربى عموماً وهو موروث العيب..فمعظم العائلات إن لم تكن كلها تستنفر وجود مطلقة بين العائلة..وذلك بالرغم من التقدم العصرى الذى نعيش به ..فتظل مقولة واحدة تسمعها الزوجة المحتارة بأمرها ..عيب ..لا يصح..ده كلام كملى وخلاص ..إستحملى آهى عيشة وخلاص..وبذلك يتاح لهرم التباين بين الزوجين فى الإرتفاع دونما النظر لما قد يسببه من مشاكل بالمستقبل وقد تكون أشد وطأة بوجود أطفال لا حول لهم ولاقوة بل ولا ذنب لهم سوى أنهم تواجدوا بين زوجين لا يحملوا من الزواج وشروطه غير أسماء مسجلة بالدفاتر ..تبين صفته كزوج وكزوجة ..ولكن مفتقدين لقوام العلاقة الزوجية والتى من أهمها السكن والمودة والتراحم..
وكيف سيتواجد الحب بينهم وهم مفتقدين ذلك من البداية وأيضاً ما بينهم شىء سوى التباين بكل شىء وليس التباين بعيب بالعلاقة الزوجية ولكنها لو كانت تباين السماء والأرض كانت هنا الخطورة..هنا كان لابد من دخل مشرط الجراح وفتح الجرح الذى تم تركه مدة طويلة دونما علاج فما كان منه سوى أنه تلوث وسمم كيان أسرة بأكملها..وهنا كان لابد من البتر والفصل..والطلاق ليس بعيب ولا حرام ولكنه ربما يكون بداية حياة جديدة لكل من الطرفين..وربما تكون حياة سعيدة ..فلولا أنه حلال ما شرعه الله ..ولكن البعض منا يصر على دفن رأسه بالرمال ويردد مقولة ..الطلاق عيب .. ولو كان هناك أطفال تضاعفت المشكلة ..فالطلاق فى الكثير من هذه الحالات يكون مدمر للطفل..ولكن لو استمر الزواج بهذا الكره الموجود بداخل الأب والأم لبعضهما البعض ووجود شىء بداخلهم يردد لولا هذا الطفل لكنت أسعد حالاً..سينعكس هذا الإحساس لا إرادياً على التعامل مع الطفل حتى وإن كان لا شعورياً..وبذلك يصبح الطفل بين مطرقة الخلافات اليومية والمشاحنات التى لا تخلص أبداص.زوسندان المعاملة الالغير سوية والتى تفتقد للحب من الأب أو الام..وذلك دون وعى منهما..هنا وجب التفريق بين الزوجين..وهنا يكون الدواء المر والحلال المر واجب التنفيذ ..(الطلاق) أبغض الحلال..ولكنه الحل للكثير من المشاكل التى قد تفرز جيل معقد نفسياً وتائه بين أم لا ترغب بزوج يعلقها بين السماء والأرض لا لشىء سوى أنه رجل وبيده العصمة ودفة الأمور..فتحس بالقهر وأنها مجبرة على العيش مع رجل لا تريده..وبين أب لا يحسن أستعمال رخصة حللها الله له ..بل يستعملها إستعمال خاطىء لا يدل على شىء سوى الشعور بالنقص والدونية..عندما يصر على الإمساك بزوجة لا تريده ..فهل العيش بوسط حياة كهذه سيسهم فى خلق طفل سوى..؟؟ ولكن يجب التنبيه إلى أنه لا يطرق طريق ولا درب الطلاق إلا بعد الوثوق تمام الثقة بإستحالة العشرة..فذلك القرار ليس بالشىء الهين..ويعتبر هدم لكيان وبيت وتفسخ لعلاقات إجتماعية بعد ذلك وأيضاً أحياناً يكون بمثابة حالة ضياع نفسى للطفل إن وجد..ولذلك اسبغ الله سبحانه وتعالى صفة الغض عندما شرعه للبشر..وبالنهاية أقول يجب التروى من البداية فى الإختيار عند الزواج..وإمنحوا الشاب والشابة فرصة التفاهم وإستكشاف بعضهما البعض و لا نضع المحاذير الشديدة فى حالة التعارف فلا يمنع من التعارف بالطرق الشرعية الميسرة..كأن يتم اللقاء بوجود الأهل وبفترات متقاربة حتى تستطيع الفتاة تكوين رأى عن زوج المستقبل وتكون على دراية بطباعه من البداية ..وأيضاً بعد الزواج لابد من التروى فى إنجاب الأطفال حتى يتم التيقن من نجاح هذه العلاقة الزوجية وخصوصاً بزواج الصالونات التقليدى..فمعظم حالات الطلاق الآن هى بين الشباب حديثى الزواج..وهذا يفسر أن هناك خلل ما يكون من البداية بهذه العلاقة..فالزواج يا شباب اليوم ليس رحلة ..وليس مجرد أيام عسل وتنقضى..ولكنها عشرة لابد وأن تكتب لها الدوام وأنتم من سيقرر ذلك من البداية ببعض الصبر وأقول الصبر مع وجود الألفة والإتفاق..وليس الصبر مع إنتفاء الحب والقبول .زفهنا لن يدوم الزواج وإن دام سنوات فلابد له من الفشل والتعثر بوقت ما ووقتها لن بنفع العض على الأنامل..ولا قول..ليتنى كنت فعلتها من البداية..او ليتنى ما أنجبت أطفالاً..فلن يكون وقتها سوى المواجهة..ولن يوجد بديل عن الحلال المـــــــــــــــــــــر..وتحيتى