اخت القمر1



مارينا سوريال
2020 / 1 / 23

تجلس ممدده على الارض دون حراك واضعة يدها اليمنى مقبوضة على صدرها بينما يدها الاخرى تحاول التشبث بالارض من تحتها محاولة تذكر اغنيتها الى بدات بها كل شىء وهى فى السابعة فقط من عمرها وهى رغم شجار الكبار من فوق رأسها رغم انها اعتادت النوم نصف جائعة وسط عدد لابأس به من الاخوه وشجار الام الغاضبة واب لاهث يعود متذمرا الى البيت متهمها بالاسراف وعدم الفهم..لكنها كانت تضحك ويمكنها الغناء بشغف..الان يحاوطها الخوف من كل من كان ..رن الهاتف صرخت فى فزع قبل ان تحاول التماسك من جديد ظل قلبها يخفق حتى توقف الهاتف..هل هو من جديد؟يعلم عنها كل شىء ..كل شىء يخبرها ان تنضم للعمل لهم فحسب لابد ان يؤدى كل شخصا ما عليه القيام به ..ظنت ان عملها كفتاة استعراضية قد يجلب السعادة لمن يشاهدونها او لاسرتها الصغيرة لشقيقات اصغر منها قدمن من امهات اخريات كانت تدعمهن بالمال..لم يعد شىء ليسد فراغ شقيقتها الصغرى شبيتها فى هذا العالم..ماتت فجاة دون كلمة رحلت فى حادث سيارة كان يفترض بها ان تنقلها للمدينة الساحلية لترقص وتسعد على الشاطى لكنه نقلها لعالما اخر لن تتمكن من رؤيتها من جديد..
رن الهاتف من جديد ارتعشت كان عليها ان تجيب هو يعلم انها هنا الان ومن يدرى قد يكون على علم بسكنات انفاسها الان..استغرقها الامر ثوان قبل ان تهدا يرتخى وجهها وهى تسمع صوت الدافىء كان يطلق ضحكة مرتفعه مجلجة تزلزل كيانه الضخم فهو صاحب سبع صنائع وبخت لاباس به يرسم يكتب يرى الكل جميلا لديه حماسه للغديخبرها بدعابه انها مدعوة لحفل عشاء لصديق لم يشاهدوه منذ اشهر شاعرا سيطلعهم على قصيدته الشهيرة من جديد لقد تناقلوا بعضها من قبل ولكنها قد تكون الفرصة الاخيرة لسماعها كاملة بصوته هو شخصيا دون حذف..تناست الوجه العابس وهى تتذكر ضحكه البشوش..انتقت ملابس بسيطة وهى تاركة شعرها مقسوما على جبتها حتى المنتصف..ستصبحين فتاة احلام كل شاب ومصدر حسد لكل فتاة تذكرى كلماتى هذه؟كان صوت يرن فى اذنها وهى تهبط الدرج مسرعة الى ذلك الموعد المجنون..
لم تتوقع رؤية كل تلك الوجوه فى تلك الليلة فى منتصف الشتاء مجتمعين لسماع قصيدة اودت بحياة صاحبها للابد للمرة الاخيرة..شاهدتهم يعدون جهاز التسجيل وهو يرتل انشودته الاخيرة غير ابهين باطلاقه للسباب واللعنات اللاتى ما استطاع واحدا منهم قولها فى العلن..هاهى كل شىء الحقيقة كاملة فى كل ما يحدث يضحكون يتهامسون يشخرون معه بينما جلست هى على الارض سمعت صوتها يضحك ضحكتها التى اشتهرت بها محدثا اثرا واضحا بين الاصوات..غير ابهه بما قد يحدث لها فى الغد..

ارتفعت الشمس فى السماء منذره بموجه حاره واليوم يقترب لمنتصفه عندما اصطفوا غير ابهين خلف الحواجز المسموح بها ارتفع صوت البكاء وهو يرون النعش يهبط من بعيد من متن الطائرة كانت الوجوه جميعها هناك حتى وجوها لم يتوقع احدا قدومها لاجل وداعها الاخير ..النعش يتحرك ببطء بينما تلقى عليه الازهار الحمراء صوت البكاء يغطى على كل شىء..لم تبلغ من العمر عاتيا بعد فكيف رحلت بتلك السرعة ..صحيح انها قررت الاختباء عن الجميع لكنها كانت دوما حاضرة لاتزال هناك فى مكان ما تطل بصوتها العذب الذى بدا يشكو من المرض والحزن فكيف ترحل ؟ّ!