اخت القمر2



مارينا سوريال
2020 / 1 / 27

ربما بدأ كل شىء فى ذلك اليوم منذ ثلاثون عاما..حينما كانت محاصرة فى تحركاتها كل هفوه تحسب لها كل لقاء كل ضحكة تخرج منها بعفوية لنكته قد القيت ليصرخ بها انت متزوجة لست حرة والكل يعلم من هو زوجك لن تجعلى منى اضحوكة..لاتعرف بما تجيب تتشنج تبكى خافت حتى من ان تشكو لصديقهما المقرب مخافه ان يغضب منها اكثر كانت زوجته ولكن ليس للعلن ليس لجمهور عريض من الفتيات يعشقن صوته يطاردهن فى احلامهن كل ليلة يتحدثن بلسانه وينتظرن جوابات عشق من المحبوب مثلما يفعل هو من تجرؤ على اغاظته الان..كانت وحيده لاتجد من يقف معها يرمم هشاشتها..منذ اعوام قليلة خرجت للضوء وكأنها لعبه ولكنها ادركت حجو المخاطر الى تتعرض لها ..لاتفهمكل شىء تعجز عن الاستيعاب ..ماذا لو حطموها؟احيانا تفكر فى الاختباء فى الاحتماء بمنزله تصرخ به ان يعلن زواجهما ان يعيشا بشكل طبيعى مثل الجميع ان تصير زوجته..كانت لتقبل فقط للتخلص من الخوف..لكنه لم يجرؤ على فعلها بل قد نفاها ساخرا..
تعانى الارق منذ عده ليال ..تنفر من شقتهاالضيقة تتركها لبضع ايام تشغل عقلها بترتيبات عملها الجديد..تبدأ فى تحضير ملابسها فى عناية انفعالاتها بعناية اكبر..الى الان تشعر بالخواء العالم يدور من حولها ولكن ماذا تشكل هى للعالم ؟ العالم يبدو جميلا من دونها..رن هاتفها ليخرجها الى الشمس من جديد..تقابله بضحكته المجلجل يسمعها اخر قصائده بينما تقدم شقيقته لها فنجان من القهوة.. يبتسم لها بامل :كل الامور ستتحسن اصبرى غدا ستصنعين اشياء ذات قيمة كما تحلمين وما تصنعينه الان لاجل البهجة..البهجة انت ضحكتك اليس هذا يكفيك الان
تضحك تغض عيناها وتضحك من قلبها عندما تتحدث اليه فقط تشعر بالارتياح تعود الحياة لها من جديد..يصطحبها لسهرة ترى خلالها جميع من يختمون اسمائهم فى الصحف والمجلات والشاشات ..يندس وسطهم وجوه جديده تحاول ان تصنع لها موضع قدم وسط الجمع..لاتستطع سوى الابسام ثم البكاء عندما يبداون فى الحديث عن احوال من لايجدون الطعام او الموشكون على فقده يلمس كل هذا قلبها قبل عقلها لم تنس كيف كانت الصغرى وسط اخوات واخوه والقادم ضيق ..كيف عو والديها نقص الماده بالشجاركيف نالت حصتها من الالم والجهل..لولا موهبتها لما تمكنت من ان ترى وتسمع عن العالم..ليست كل اخواتها محظوظات لتلك الدرجة بعضهن سقط فى جهله واخريات يحاولن النهوض بمساعده الاقدار..منذ ان رحلت شقيقتها الاقرب اليها وهى تراها فى كل مكان كلما كانت وحيده..سمعتهم يتحدثون عنه تجمد وجهها لثوان تحاول ان تبدو منشغله .لما لم يعلن للجميع عنها الكل يعلم ولا يعلم متزوجة ام ليست متزوجة ؟ليس بيتا كالاخريات تريد واحدا لنفسها لتكن امراة طبيعية لمره واحدة فقط..تذكرى انه تذكرةحمايتك حاولت ان تشتت ذهتها عنه من جديد..عادت لتسمعهم يتحدثون عن عالم جديد يجلجل بضحكته يسمعهم اشعاره تراقب غيره مشعل السيجاره فى هدوء كم انت محظوظ اشعار ورسم وكتابة تملك كل شىء وتبدو كمن لايملك اى شىء..يصرخ بهم توقفوا سنستمع الى حفلة الست بعد قليل الكل يتحدث عنها..تعلم بعضهم قال ذات مره امامها لم تعد السيدة كما الماضى بدات امراض الشيخوخة تعتريها صوتها يقول كل شىء..هل سياتى الوقت وتصبح هى ايضا عجوز..شعرت باحتراق اسفل معدتها..لايمكن ان تكبر ابدا..
.