حقوق المرأة في بلد الميليشيات الاسلامية



نساء الانتفاضة
2020 / 1 / 31

عندما يكون الحديث عن الحقوق والحريات التي يجب ان تنالها المرأة في أي مجتمع، فيجب ان يكون هذا المجتمع تحكمه قوى علمانية، تفصل جميع الاشكال التربوية والتعليمية عن الدين، بدون ذلك الشرط لا يمكن بناء مجتمع يؤمن بوجود المرأة في السياسة او السلك القضائي، او حتى الخروج الى الشارع، فالمجتمع الذي يحاكم او يدين سلوكيات المرأة التي شاركت في انتفاضة اكتوبر، هو بالقطع مجتمع تحكمه قوى اسلامية سيئة، غذّت ورسخت وعلى مدار الستة عشر عاما الماضية كل الافكار القروسطية الذكورية القبيحة، واعطت ذلك المجتمع الاستعداد الكافي للقبول بمشاهد قتل المرأة، فضلا عن اللغة السيئة والجارحة.
ان قوى سلطة الاسلام السياسي وميليشياته وعصاباته جميعا، هي التي تحكم وتتحكم بالعراق منذ احداث 2003، وهي من قتلت واختطفت وعذبت النساء بمختلف مسمياتهن وعناوينهن، وهي من حاولت سن القوانين والتشريعات التي تحط من قيمة المرأة وجعلها اداة متعة، وهي من حولت التعليم في المدارس، الى لزوميات الفصل بين الجنسين، او التعليم عن كيفية ارتداء الحجاب والعباءة، او اخفاض الصوت، او كيفية مشي الفتاة، الى حفظ القرآن والادعية والتعاليم الاسلامية وسير رجالات الاسلام الاوائل. لقد قادت هذه القوى الذكورية حملة تدجين قبيحة للمرأة، شملت كل مفاصل الحياة، ما جعل الحديث عن حرية المرأة داخل هذا المجتمع ينظر له باستهجان واستهانة كبيرين، وقد انخرط في تلك الحملة المسعورة الكثير من "المثقفين" و "التنويريين" و "العلمانيين" بل وحتى بعض القوى "الماركسية".
لقد كانت المشاهد الكثيرة، والتي تناولتها وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي، لفتيات مسعفات او متظاهرات وهن يتعرضن للقتل او الاختطاف بعد عودتهن من الساحات، او اعتقالهن اثناء التظاهرات، كانت تلك المشاهد تدمي القلب، لما تراه وتحسه من التعامل الذكوري الفج والقبيح مع المرأة.
ان الحديث عن حقوق للنساء في مجتمعات تحكمها وتتحكم بها قوى اسلامية هو من باب السخرية، ولا مساواة او حرية للمرأة الا بنهاية حكم هذه القوى.