هموم إنسانية



رانية مرجية
2020 / 2 / 19

جاءتني وكانت ترتجف ودموعها كانت قانية حمرا ء, كانت تشهق بشدة تبكي حائرة تائهة أو ربما ممزقة .
هي أرملة و أم لثلاث أولاد أكبرهم في الصف السابع وأصغرهم في الصف الأول , ولديها ابنة في الصف الثالث , أجبرتها على وضع الحجاب منذ أصبح عمرها 7 سنوات .
مبررة ما اقترفته من جريمة بحق طفولة فلذة كبدها إخوتي والضغط الذي مورس بحقي ارغمني على ارغامها أن تغطي رأسها وتلبس الجلباب فلا سند لي ولا قوة , ولكن بالأمس طلبوا مني أن امنعها من الذهاب للمدرسة بحجة أنها مدرسة مختلطة وأنا خائفة ومرتعبة ولا سيما انهم قالو لي وبالحرف الواحد ان لم تفعلي فلا تلومينا كيف ستكون ردة فعلنا وانا حائرة خائفة فالقتل عندهم كشرب الماء
لأول مرة اجد نفسي عاجزة عن فعل أي شيء وتقديم مشورة يهمني حياة البنت أولا ويهمني ان تعيش طفولتها ولكن ,وحدي لا استطيع مساعدتها واني غاضبة
من مجتمعي لأنه غارق في الجهل ولازال يعيش في عتمة الكفر.