إنقذوا نساء العراق



حمزة الشمخي
2006 / 6 / 5

أن في مقدمة المتضررين من الحروب والإرهاب والعنف والفوضى في كل مكان من العالم ، تأتي النساء دائما والأطفال كذلك ، وهذا هو حال نساء العراق اليوم ، حيث أصابهن الكثير في زمن الدكتاتورية المنهارة ويصيبهن اليوم من الضيم والظلم والعنف والقتل ، وكذلك حالات الترمل نتيجة القتل الجماعي والإرهاب والجريمة المنظمة في العراق .
حيث تشير المعلومات والأرقام الواردة من العراق ، نقلا عن بعض المنظمات والجهات العراقية الى إن ما بين 90 الى 100 إمرأة عراقية تترمل كل يوم ، وأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ينقل عن سجلات وزارة شؤون المرأة العراقية بأن ( هناك 300 ألف أرملة في بغداد وحدها الى جانب 8 ملايين أرملة في عموم العراق حسب السجلات الرسمية ) .
أن هذه الأرقام والمعلومات المرعبة ، تعكس الوضع المأساوي والمدمر الذي تعيشه المرأة العراقية حاليا ، إنها كارثة إجتماعية حقيقية بكل معنى الكلمة ، لأنها تقتل الحياة وتدمرها نتيجة لمعاناة المرأة وحرمانها من أبسط حقوقها وهي أن تعيش بسلام وحرية وأمان لها ولأطفالها .
أن حالات الترمل الجماعي هذه ، ما هي إلا حرب كارثية مدمرة للإنسان والحياة لإنها تؤدي الى تفكك إجتماعي وضياع الطفولة وإزدياد الفقر والعوز وعدم إستقرار إسري وإلى المزيد من الفوضى في المجتمع .
كل هذا وغيره يتطلب من الحكومة العراقية ومؤسساتها المعنية ، أن تقف اليوم عند مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية لمواجهة هذه الآفة الكارثية المخيفة التي تهدد المجتمع بأسره وليس المرأة العراقية وحدها .
وأن على كل المنظمات والهيئات الإنسانية العربية والدولية منها ، أن تلتفت الى هذه الحرب العدوانية والإبادة الجماعية التي تستهدف الإنسان العراقي وخاصة النساء والأطفال .
أن هذه المنظمات والهيئات مدعوة اليوم كذلك للوقوف بوجه كل أشكال الإرهاب والجريمة لإنها تنال من الإنسان وحريته وكرامته ، وأن تقدم كل أشكال الدعم والمساعدة المادية والمعنوية للمتضررين من الحرب والإرهاب في العراق ، وفي مقدمتهم النساء الأرامل والأطفال قبل أن تستفحل هذه الكارثة الإنسانية .
إنها حقا جريمة كبرى من جرائم العصر التي لا تغتفر أبدا .