مجتمع يسوده اللامساواة ، تهميش المراة وعبوديتها يتغلغل في كل اعماقه



صوت الانتفاضة
2020 / 3 / 1

مشهد ليس بغريب على اي منا نراه يوميا في مجتمعاتنا الذكورية رايته جديرا بالتامل:
نزلت من الباب الخلفي لسيارة الاجرة امراة موقرة يبدو عليها في الاربعينيات من عمرها وطفل لا يتجاوز عمره السابعة في المقعد الامامي بجنب السائق.
هذه الحالة كل شيئ الا طبيعية وفقط نراها في مجتمعات ذكورية وان خلفها يقف قرون من العادات والتقاليد المفروضة علينا والتي يتم اعادة انتاجها يوميا. كل هذا يتجلى في تفاعل عابر بين الاشخاص الثلاثة (المراة، الطفل وسائق التاكسي)
فكونه طفلا هو من حقه التمتع بحماية من ذويه. ولكن لمجرد كونه ذكرا- حتى ولو كان طفلا- ينيط به المجتمع وعلى غير دراية منه مسؤلية الوصاية على الانثى، التي هي المفروض ولية امره، مهما كان عمرها او مكانتها في المجتمع. فمنذ الطفولة تغرس التقاليد الابوية لديه. بالطبع لو كانت هنا طفلة لكانت المعادلة مختلفة تماما.
وبدورها المراة ربما تشعر بشئ من الامان باجلاسه بجانب السائق تحسبا من الاحكام المسبقة من ذوي العقول المريضة.
ففي مجتمعاتنا تعامل الانثى كانسانة من الدرجة الثانية متناسين بانها كائن مستقل المفروض من ابسط حقوقها اختيار طرق ذهابها وايابها.
نرى ان هذه التقاليد الذكورية مشينة بالرجل ايضا كونه ملزم على الدوام باثبات حسن نواياه تجاه اية امراة في تعاملاته اليومية.
ففي مجتمع كهذا تنعدم كل معايير الحرية والمساواة فيها ليس فقط للمراة بل لكل افرادها وان تحرر المراة شرط لخلاص المجتمع باجمله من كل ترسبات التخلف للعصور الماضية.
فتحت انتفاضة اكتوبر في العراق افاقا كبيرة امام المراة للارتقاء بنضالها التحرري بالرغم من كل العوائق والعقبات وقفزت قفزات كبيرة في هذا المجال بحيث لارجعة ونحن الان امامنا فرصة ذهبية لمحاولة ترسيخ مكتسباتنا والمضي قدما نحو تحقيق المزيد. فعندما نتحدث عن العنف و التمييزضد المراة فاثاره متوغلة في كل منافذ الحياة علينا الوعي بها والتخلص منها.