وجها التخلف والتقدم في الموقف من المرأة



أشرف عبد القادر
2006 / 6 / 6

كانت إحدى أهم المحاور التي ناقشها أسبوع "المدى" الثقافي الرابع، مهرجان الربيع،الذي انعقد في إربيل في الفترة ما بين 22-30 نيسان 2006 محور المرأة بعنوان "وجها التخلف والتقدم في الموقف من المرأة ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية"، حيث ترأست الجلسة الخاصة الفنانة العراقية مي شوقي،قدمت في الجلسة خمسة أوراق، كانت الورقة الأولي للدكتور محمد حسين الأعرجي،بعنوان "المرأة في الشعر العربي"، حيث أوضح الباحث أن هناك تمييزاً ضد المرأة وإعلاءً من شأن الرجل في الشعر العربي من خلال استخدام صيغة المذكر دائماً حتى ولو كانت الأغلبية نساء،مركزاً على شعراء كالبحتري وجرير والجواهري ونزار قباني،مشيراً إلى أن معاينة المرأة من زاوية الغزل في الشعر العربي قد ساهمت في ترسيخ النظرة الدونية للمرأة حتى أصبحت تعتقد أنها موضوع جنسي لا غير. أما الورقة الثانية فكانت للكاتبة العراقية لينا مظلوم بعنوان "الحجاب المادي والمعنوي"،ذكرت فيها أن هناك عوامل اجتماعية ألقت بظلالها على قضية الحجاب تاريخياً، منها العامل الطبقي حيث يصبح نوعاً من التستر على الفقر. كما تحدثت أيضاً على الحجاب المعنوي إذ خضعت مسألة الحجاب إلى أهواء وتفسيرات شخصية أفقدت المرأة كثيراً من المكتسبات التي حصلت عليها. والورقة الثالثة فكانت للكاتب العراقي حسين درويش العادلي وكانت بعنوان "العنف ضد المرأة، الأسباب والنتائج" موضحاً إلى أن العنف فعل بشري يتسم بالعداونية يوجه ضد الآخر، وينطلق من الفرد أو الجماعة، أو من الدولة لحمل الآخر على الخضوع وإقصاء شخصيته ووجوده، وقدم عدداً من الإحصائيات التي تؤكد ممارسة العنف لا سيما ضد المرأة في المجتمعات المتخلفة والمتقدمة على حد سواء،مؤكداً على أن هناك أنواعاً من العنف (مادي،ومعنوي،نفسي،وجسدي) تقع على المرأة،مرجعاً أسباب ذلك إلى التخلف الثقافي والتوظيف السيئ للسلطة، وسيادة الثقافة الذكورية وحراسة الرجل لها، وللاستبداد السياسي ولضعف المرأة في الدفاع عن حقوقها.أما الورقة الرابعة فكانت لي بعنوان "على المرأة أن تتحرر من كل القيود" نشرتها في إيلاف بتاريخ 21/4/2006 أوضحت فيها أن أحد أهم أسباب تخلف مجتمعاتنا العربية هي النظرة الدونية للمرأة، وأن من يكره المرأة يكره الحياة،وأن الشعوب كلما ازدادت بداوة احتقرت المرأة،وكلما ازدادت تحضراً احترمتها ، وأوضحت إننا بتهميشنا للمرأة نعطل نصف طاقة المجتمع ليعيش عالة على نصفه الآخر،كما أوضحت أن فرض المتأسلمين الحجاب على المرأة ليس المقصود به حجب شعرها بل حجب عقلها لجعلها قاصرة أبدية، وقالوا أن لها خرجتين واحدة من بيت أبيها إلى بيت زوجها، والثانية من بيت زوجها إلى القبر، وجعل المرأة لعبة في أيديهم القصد منه إحكام السيطرة على المجتمع، واسترقاقهم للمرأة هو مقدمة لاسترقاقهم للمجتمع كله. أما الورقة الخامسة والأخيرة فكانت للكاتب العراقي ناهض الخياط وعنوانها "وجها الموقف من المرأة"، أكد فيها على أن تغيير الموقف من المرأة يرتبط بتغيير المجتمع عموماً، وأكد على أهمية دور المثقفين في تفعيل دور المرأة وإغناء تجربتها وتصحيح الموقف المتخلف للرجل في نظرته للمرأة، وأشار إلى أهمية تحرير المرأة من نفسها.
وعقب المداخلات وخرج المؤتمرون بهذه التوصيات:
1- المواطنون العراقيون ذكراناً وإناثاً متساوون أمام القانون وفقاً للدستور.
2- اعتماد نظام (الكوته النسوية) في كافة مؤسسات الدولة الرسمية على ألا تقل النسبة عن 25% وهذه النسبة هي نسبة النساء في برلمان كردستان العراق.
3- إلغاء المادة (41) من الدستور وإعادة قانون الأحوال الشخصية (188) لسنة 1959 وتعديلاته.
4- التأكيد على الحماية القانونية والقضائية للمرأة في كافة الميادين والحقول.
5- دعوة المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية إلى إنتاج خطاب معتدل يؤكد على المساواة والتكامل بين المرأة والرجل في كافة الميادين والحقول.
6- اعتماد كافة المعاهدات والبروتوكولات الدولية الضامنة للحقوق السياسية والمدنية للمرأة والعمل على اعتمادها في المناهج الدراسية والمؤسسات التعليمية.
7- دعم المنظمات النسوية العاملة في المجتمع المدني.
8- اعتبار 8 آذار/مارس يوماً وطنياً لتأكيد حقوق المرأة الإنسانية والوطنية.
فهنيئاً للمرأة الكردية بما حصلت عليه من امتيازات غير مسبوقة في العالم العربي، فلقد سبقت المرأة الكردية بحصولها على نسبة تمثيل في البرلمان وصلت إلى 25% المرأة التونسية التي كانت تفخر بأعلى نسبة تمثيل في البرلمان وهي 20%. وأتمنى أن تتبني حكومة كردستان القوانين الشخصية التونسية الصادرة 1956، والتي ألغت تعدد الزوجات،والطلاق التعسفي من الرجل، وعدم أهلية المرأة لتزويج نفسها ...إلخ. لازالت معركة المرأة في العالم العربي طويلة لتتساوى بالرجل في الحقوق والواجبات،وتصل لأعلى المناصب لتتساوى بالمرأة في العالم.فمتى تحكمنا جولد مائير، وأنديرا غاندي، وحتى بناظير بوتو من العالم العربي، سواء أكانت مسلمة أو غير مسلمة، عربية أو كردية؟!.
[email protected]