حوار مع الذات ..حول المرأة 5



سامان أمين
2006 / 6 / 6

في كثير من الأحيان ينتابني شعور من الحزن كوني أدافع عن المرأة بهذا الكم من القوة والاندفاع وكوني رجلا ً من جهة أخرى لماذا أ ُحَّمل نفسي واقراني من الرجال كل هذا الظلم نحو المرأة، أليستْ شريكتي في الحياة تتمتع بكامل حريتها والألاف غيرها وربما مئات الألاف يتمتعنَ بنفس الحيز والمقدار من تلك الحرية، اليستْ تُبدي رأيها وتعارض متى ما شاءت، أليستْ لها حرية الخروج والدخول في نطاق الثقة المتبادلة بينها وبيني، أليستْ المسؤولة عن إدارة الصرح الأ ُسَري إلى جانب كونها أمرأة عاملة ؟؟؟
- ماذا تطلب المرأة في النطاق الأ ُسَري أكثر من هذا ؟
فلنغادر حيز البيت والأسرة، ألم تصبح المرأة سيدة أعمال مثلها مثل الرجل وفي كثير من الدول ومنها العراق ( قبل سقوط الصنم) وفي أقليم كردستان ايضا ً، أعلم إنها حالات فردية ولكنها واقعية ومن غير المعقول أن يصبح جميع السيدات والسادة الرجال في اي مجتمع وفي أي بلد رجال وسيدات أعمال حيث سيصبح هذا المجتمع ...مجتمع وهمي وفاقد للتوازن، واذا توسعنا أكثر في هذا النطاق، ألم تصل ألمرأة إلى مناصب عالية في الدولة ، ألم تصبح مديرة ....وكيلة وزير... وزيرة ... وربما بعد فترة من الحياة الديمقراطية الصحيحة نراها في أعلى المناصب إن كان في الدولة أو الحزب، وهذا ما أتمناه من كل قلبي .
_ خلال هذه الافكار هل توصلتَ إلى ما أفكر به ؟

- اليستْ المرأة (بأصنافها) تعاني من أزدواجية مثل الرجل ومثلي ؟
في كثير من المناقشات مع شريكتي أو بعض الصديقات المقربات ألاحظ فلسفة غريبة نوعا ً ما ألا وهي: المبدأ أو القانون الذي ينسجم مع مصالحهن ... توافقن عليه بلا تردد وتبادرن بالقول ....إنه ُ عصر المساواة وليس عصر الحريم، أما نقيض ذلك فأفاجأ أنهن ترجعن إلى الحالة الطبيعية لهن وهي كونهن أمرأة .... ذات مشاعر حساسة وقلب ( رُهَيف ) والذي يتحمله الرجل لا تتحملهُ المرأة ...
- أليستْ هذه أزدواجية ؟
هذه فلسفة أو نظرة عامة وأذا اردنا أن ندخل إلى تفاصيلها بقليل من التمعن والتركيز لابد أن نضرب امثلة، وكوني طويل اللسان وأحب دائماً تسلق جبل المحرمات الثلاثة في المجتمع الأسلامي بصورة عامة لذا تراني اضرب لك مثالاً عن العلاقة الجنسية بين ألمرأة والرجل وفي إطارها الغير الصحيح وتحت مسميات عديدة.... علاقة عاطفية ..زواج المتعة .. المسيار..الفرند .. تايك أ َويّ .. والتي أعتبرها علاقات زنا بعقد رسمي، السؤال الذي يطرح نفسه :
- لماذا تحاسب المرأة الرجل على كل صغيرة وكبيرة في هذه العلاقة ولا تحاسب نفسها لأنها أرتبطت ووافقت دون ضغط أو أكراه على تلك العلاقة؟
- ألمْ تكن هي نفسها تلك الفتاة المتعلمة والمثقفة والمتحررة أو المرأة العاملة التي تعتمد على نفسها ؟

وهذا ما حدث فعلا ً في قضية هند الحناوي والتي أصبحت ظاهرة وكُتبت عنها كتابات ومقالات لا حصر لها وكأنها صنعت معجزة !!!!!
ألا تُعتبر تلك أزدواجية ....؟
" أعتبر نفسي أمرأة عربية متحررة ووالدي أعطاني الحرية الكاملة، درستُ في أحسن المدارس والجامعات، أ ُدلي بصوتي في الأنتخابات وأُرشح من أشاء وابدي رأيّ في البيت واقود السيارة، أخرج مع أصدقائي وصديقاتي ولكن ..... ولكن هذا الرجل الشرقي خدعني بكلام الحب والاحساس الجميل فأرتبطت ُ معهُ بعقد زواج عُرفي وبعد الذي حصل وأنجبتُ منهُ بنتا ً (زي القمر) تَنَكر لي ولأبنته ِ وأملك الحق الكامل بأثبات نسبها أليهِ "
هذا ملخص حديث وكلام هند الحناوي في جميع المقابلات التلفزيونية والفضائية منذ ما يقارب السنتين وحتى إثبات نسب الطفلة إلى الرجل الخداع الكذاب الغشاش أحمد الفيشاوي الذي خدعها واجبرها على هذا الارتباط بقوة السلاح أو ربما أختطفها وفعل بها مالا يُفعل هذا ( الوحش الآدمي) .
قمة الازدواجية والتناقض في شخصية هند بنت الحناوي الساذجة البسيطة والتي جاءت من صعيد مصر ولم ترى البندر في حياتها فكيف وقد رماها القدر إلى قاهرة المعتز !!!!!!
" يا أمرأة ً ضحكت من جهلها وتناقضها النساء قبل الرجال "
ذكرتُ هذا المثال كما أسلفت لأنها أصبحت ظاهرة وقد تحصل هنا في كردستان أو في العراق أو في اي مكان مع أختلاف الشخوص والاحداث بالطبع.
المرأة التي تقبل على نفسها هذا الذل وهذا الخذلان وهذه المهانة لا تستحق أية حقوق، والغريب في الامر إن هذه العلاقات والارتباطات وحسب إحصائيات رسمية من تلك الدول تحدث في أوساط غنية ومتعلمة ومثقفة ربما ولها مساحات واسعة من الحرية، ألا يعتبر هذا قمة الازدواجية أي إن السبب مفقود أو تائه ...
لماذا تُبادرُ الفتاة أو المرأة لهذه الارتباطات؟
الفقر والمال ... هي ليست فقيرة بل من عائلة أقل ما يقال عنها ميسورة الحال.
الحرية والثورة على الواقع ... هي أساساً متحررة .
الحب... حب أيه اللي جاي تقول عليه في زمن العولمة .
لم يبقى سوى الجنس ....
أقولها بكل ثقة وبلا خوف ولا تردد ...
فلتمارس العادة السرية طوال حياتها أفضل من الأرتباط بهذه العلاقات الخاطئة ولو لساعة واحدة

وللشجون بقية ....
ولا تزال الحقوق مهضومة نوعا ً ما ....