ثائرة من اليمن



محمد أبوزيد محمد
2020 / 3 / 15

انتبهوا وانصتوا يا بشرية

لـقـصة فـتاتــنا الـيـمـنـية

فـي صـبا العـمر مـا زالـت

حَـمـلت قـضـية وبـندقية

رصاصة الكرامة في حوذتها

تـصيب المُـغـتصب لحُريتها

لم تخشى كتائب الرجال

ولـم تُـبـاليـهـم بـأى حـال

أن تـفنى وتـبقى القضية

فـلتفـنى وتبقى القضـية

رصاصة الكرامة في حوذتها

تُصيب المـغـتصب لحُريـتها

بالقلم نـثَرت حروف ثورية

حـرَكّت الآف نـحو الحرية

هــذه فـتـاة يـمـنـيـة

علمتى معنى للحرية

بعد أن إندلعت ثورات الربيع العربي بِبدأ الشرارة من تونس عام ٢٠١١، و صَدّقت عليها مصر، وبمجرد نجاحها في فبراير كانت الإشارة لليمن، تقول لها آن الأوان فمصر لليمن شريك نضال وتاريخ له سبق منذ الثورة الأولى في الستينات من القرن المُنصرم، قامت الثورة اليمنية في فبراير ٢٠١١، من أحضان مدينة تعز، و ثم تطورت الأحداث وانتهت المرحلة الأولى بمقتل الرئيس اليمني على عبد الله صالح، ثم بدأ الصراع للفراغ الذي تركه الرئيس الراحل وقد خَلّفَ ورائه إنشقاق كبير، وتغيرت الصورة الإجتماعية و الحسابات السياسية برمتها تماما.

هذا التأثير لم يكن من نصيب اليمن فحسب بل وأيضا البلاد التي قبلها وبعدها،وقد فرَدت جماعة الإخوان أذراعها في تونس ومن ثمَّ مصر واندماجهم في السلطة، والصورة التى من خطاب متّبِعيهم من البسطاء أو رجال دين وسياسة أو خلاية متشعبة في أركان الدولة وهيئات ومؤسسات المجتمع المدني، ومحاولات فرض التدين بشكل ما، وتكفير دفين وراء كلمات ناعمة، مما أثار الخوف والشك والتخوين في نفوس المصريين وما أتبعه ذلك من احتجاجات وما نَتج من قتل وتهديد للظباط وأسرهم والعنف الذي شهده المجتمع المصري من بعض الأفعال الفردية والتي انبأت عن سيناريوهات مُروعة وعنف محتمل واختلال في الهوية، لولا تغيير مسار الحدث بالكامل بالثالث من يوليو عام ٢٠١٣، وبالطبع نعلم النتائج التي ترتبت ورد فعل، كان غريب عن هوية المجتمع وتركيبته.

اما الوضع اليمنى والتغييرات الشائكة، فتتحدث رشا كافي عن تلك الفترة:- فما شهدته من قتل " القناصة" الحوثيية، للنساء والأطفال، وحالة من الهلع وعدم الأمان، وقد دفعت المرأة ثمن باهظ، قتل زوجها و نُزع عنها ملبس الأمان، كل ذلك، أحدى تداعياته من جماعات بأسم الله اسكنت الخوف بجفون الاطفال، ووأدت كل خير وكل ود ما تبقى أيضاً إلا التخوين بين أفراد الشعب، وكأنها إحدى السمات والبصمات النمطية التي تتركها هذه الجماعات مهما تعددت وتفرعت، حتى صورة صنعاء تَغيرت، أصبحت مشهد مُطابق من "نجف" بالعراق، وإيران " بيوم عاشوراء" انها هوية مجتمع تتغير بالكامل وهذا اخطر وربما قد يطول تدارك الأمر سنوات.

تلك التغييرات التي طرأت على المجتمع وبنية مفاهيمه وسلوكه، تداعت لها عاطفة فتاتنا الثورية المتأصلة بها كونها، ابنة اليسارية، والحزب الأشتراكي اليمنى، وشرعت في تشكيل أول كتيبة نسائية بدعم من قائدها الشهيد العميد" عدنان محمد الحمادي، القائد الذي آمان بها وبقدرتها ودَعَمها لتكون جزء من اللواء الذي يشغل قيادته، ومهمة تلك الكتيبة اختصت لحماية النساء والأطفال، ومداخل القرى، ليست فقط من الحوثيين، بل أيضا من داعش جماعة الاخوان، وذلك أضرم نيران في نفوس تلك الأخيرتين وقبلهم الحوثيين، فطاردوها ذهاباً وإياباً من تعز إلى صنعاء حتى لم تجد مفر سوى اللجوء إلى القاهرة رغمًا عنها بوصية من قائدها، وقد أعطاها قلمه وقال :- إنه سلاحك في جبهة أخرى.

‏ وبالفعل خاضت على حسابها الشخصي حرب جديدة، رصاصها حروف ثورية، رشا ستظل نموذج للمرأة يمنية الكثير يتعلم منها وتنضم للمناضلات التى كتبن اسمائن بحروف الكرامة والحرية، فقضية المرأة تشغلها ولها نصيب من ملفاتها، والذي اعتب على بعض حامليها من أصحاب دعوة النسوية، وما يَسلكونه عبر مناهضة زائفة لا تُقدم ولاتؤخر، سوى فحسب شُهرة، وربما هي المكسب المُراد، لكن رشا، وهدى صرارى التي فقدت أبنها لأنها أرادت انت تكشف فضائح تعذيب السجون ولم تتوقف حتى وصلت إلى جنيف، وملالا، والام تريز، والكثير هم الذي يجب أن نقف لهم وننحني تحية وتقدير، لأنهم أفعال قبل الأقوال، ولا يحتاجون لمناصرة أو مزايدة، هم لديهم الإرادة والاكتفاء الذاتي لدعم قضيتهم وان كنت طالبا فعلينا أن ننظر لهم ونتعلم

فهذه..

فتاه يمنيه

علمتني معنى للحرية..

تمت.