تكريم د. نوال السعداوى



إقبال بركة
2020 / 3 / 22

نشرت مجلة التايم صورة الدكتورة نوال السعداوى على غلافها بمناسبة مرور مائة عام على الاحتفال بيوم المرأة العالمى . وعندما طالعت الصورة و الخبر تمنيت ان يحتفل ابناء كفر طلحة التابعة لمركز بنها بالقليوبية بابنتهم التى رفعت اسم بلدتهم الى المرتبة العالمية . وان يقدروا ابنة بلدتهم نوال السعداوى وجهودها المبكرة لتحرير المرأة . و لا ادرى ان كانت دعوتها لتعليم البنات و احترام حقوق الإناث و مساواتها التامة بالذكور تنفيذا لتعاليم ديننا الحنيف قد اثرت فيهم واتبعوها ام لم تصل لأسماعهم . فوفقا لاحصائيات نشرت مؤخرا ثبت ان اسرا عديدة لم يمتنعوا عن ختان بناتهم و لم يقتنعوا بأن تلك العادة البربرية لا تمت للدين الاسلامى و لا اى دين آخر وانما هى عادة افريقية قديمة تنتمى للعصور البربرية.

انتشرت اراء الدكتورة نوال بين الفتيات بعد نشر كتابيها ” المرأة و الجنس” ١٩٧٢ ,و “مذكرات من سجن النساء ١٩٨٣” , و لعل الكثيرات من بنات ذلك الجيل قد تأثرن بما قرأنه و نفذنه فى حياتهن اوحياة بناتهن. فكيف لم تتأثر به امهات الجيل الحالى ? لعل السبب هو الحجر الدائم على كتابات تلك الاديبة العالمية الذى وصل الى حد تهديد حياتها و اضطرها لأن تبتعد عن مصر طوال حكم الاخوان .
قصة نضال السعداوى و المتاعب الجمة التى لقيتها على طول حياتها المديدة تفوق كثيرا قصص زميلاتها اللاتى احتفت بهن مجلة التايم فى مئوية عام المرأة و عددهن مائة امرأة فى شتى بلاد العالم . فالواقع ان ظلم المرأة تفشى فى كل بقعة من العالم , و بين كل الأجناس , حتى اوروبا التى تحررت فيها المرأة مبكرا مازالت عاملاتها تعانين من التفرقة بين الاناث و الذكور فى المناصب العليا و المرتبات ..الخ . وقد
تنبهت مجلة ” التايم” العالمي اخيرا للظلم الذى وقع على الاناث و اعترفت انها شاركت فيه عن غفلة , و أنها فى نهاية كل عام كانت تختار الرجال الأكثر تأثيرا و تنسى النساء على كثرتهن .
اما فى عالمنا العربى فى تاريخنا القديم و المعاصر فحدث و لا حرج . كم عدد النساء الرائدات اللاتى اثرن فى عصورهن ونلن تقدير معاصريهن والشهرة و المكانة , و لكن المؤرخين تجاهلوهن و خلدوا اسماء الرجال فقط , حتو لوح كان بعضهم قد هزموا فى عصورهم وظلموا شعوبهم و اساءوا لبلادهم . واشك كثيرا فى ان المؤرخين العرب سيعترفوا بأخطائهم و يعيدوا كتابة تواريخ بلادهم بلا تعصب و لا نقصان . واخيرا ارجو ان يقوم محافظه القليوبية بتكريم ابنة المحافظة فى حفل يقام بأكبر مدرسة للبنات بالمدينة. وان يطلق اسم د. نوال السعداوى على المدرسة التى درست فيها فى طفولتها و ان يقرر وزير التعليم على المدارس بنات و بنين دراسة حياة الدكتورة الأديبة و العالمية العالمية نوال السعداوى وافكارها ما تحقق منها و مالم يتحقق .