الظلم الاقتصادي والاجتماعي للمرأة الفلاحة ( قرى جنوب بغداد نموذجا ).



روزكار عبدالله
2020 / 5 / 1

منذ زمن طويل وهذه المناطق ينحدر اليها الكثير من الناس، بسبب موقعها الممتاز على نهر دجلة مما أعطى لأرضها خصوبة جعلتها صالحة لزراعة كافة المحاصيل الزراعية.

سكان هذه المناطق يعتمدون وبشكل اساسي على الزراعة لكسب قوت عيشهم.

وللمرأة الدور الأكبر في العملية الزراعية فهي تكدح وبشكل يومي من الصباح وحتى المساء.

تقوم المرأة بكافة الاعمال التي تحتاجها المحاصيل الزراعية ابتداءً بعملية الزرع وسقيها ورشها بالمبيدات واعطائها الاسمدة وحتى العملية النهائية وهي جمع هذه المحاصيل ليذهب بها الرجل الى السوق لبيعها.

اغلبية العوائل تعمل مجتمعة رجالا ونساءً في الزراعة لكن القرية لا تخلو من العوائل التي تعتمد على المرأة منفردة في العملية الزراعية.

وفي كلتا الحالتين سواء في العوائل التي تشارك النساء في العمل او التي تعتمد على النساء فقط فإن الظلم الاقتصادي واحد.

يتمثل الظلم الاقتصادي بعدم انصاف النساء من الاموال العائدة من بيع المحاصيل الزراعية.

فقط تغطية احتياجات المرأة من مأكل ومشرب و الملبس.

حيث لا يمكن للمرأة ان توفر مبلغا خاصا بها اي انه من المستحيل ان تستقل اقتصاديا.

اما بقية الاموال فتذهب في جيب الاب بالدرجة الاولى وفي جيب الاخ بالدرجة الثانية.

وليس هذا فقط، هناك عمل اخر تقوم به المرأة وهو تربية الحيوانات(الابقار و الاغنام).

وتقوم بهذا العمل لوحدها تماما

اذ انه لمن المعيب هنا ان يقوم الرجل بالأعمال التي تتطلبها تربية الحيوانات.

والاموال العائدة من بيع هذه الحيوانات تذهب الى الرجل بالكامل.

ولك ان تتخيل الظلم والاستغلال للمرأة.

جل اهتمام الرجل في القرية هو شراء سيارة حديثة يتباهى بها على اقاربه وجيرانه وسكان القرية.

حيث توجد هنا منافسة شديدة على شراء السيارات.

فقد تجد الكثير منازلهم متهالكة و يملكون سيارة سعرها كافٍ لبناء منزل محترم.

ومن الجدير بالذكر بأن المرأة غير مستفادة من السيارة، اذ لا توجد ولا حتى امرأة واحدة تعرف القيادة ولا يسمحُ لها حتى.

وللأسف الشديد المرأة الفلاحة لا تدرك حقوقها وتظن ان ما تفعله هو واجبها، كأنها خلقت لأجله.



هذا شيء من الظلم الاقتصادي وثمة ظلم اخر لا يقل خطورة عن الاول

وهو الظلم الاجتماعي.

رغم ما تقوم به المرأة من اعمال شاقة لصالح الرجل فهي تتعرض لظلم اسري واجتماعي.

ويتمثل الظلم الاجتماعي بعدة امور مثل:

• ارتداء الحجاب بشكل اجباري وفي مراحل مبكرة.

• سلطة الاخ سلطة فعالة جدا في جميع العوائل تقريبا.

• عدم السماح للمرأة بإكمال دراستها وان اقصى حد ممكن ان تصل اليه هو انهاء المرحلة الابتدائية لكن هذا الظلم بدأ ينحسر وبشكل ملحوظ اذ يوجد حاليا عشرات المتعلمات تعليما جامعيا

والعديد من الفتيات في المرحلتين المتوسطة والاعدادية.

• زواج القاصرات وزواج الاقارب واكثره يتم بشكل اجباري او عن طريق الاقناع المتواصل.

● اغلبية النساء هنا ممنوع عليهن امتلاك الهاتف وان امتلكته فممنوع عليها الاتصال بالانترنت الا بعض العوائل التي تغيرت في الفترة الاخيرة.

• عدم السماح للنساء بالخروج من المنزل الا عند الضرورة القصوى.

. تخرج المرأة من البيت اما الى الطبيب او الى السوق برفقة رجل طبعا.

• يسمح لهن بالخروج الى الاماكن الدينية (كربلاء والنجف) مرة في السنة.

وهنَّ لا يذهبن اليها بدافع ديني أبدا وانما هي فرصة للتنفس والخروج من اجواء البيت القاهرة.

اما المولات والمنتزهات او اي اماكن للترفيه فهي بعيدة المنال جدا.