دور المرأة في النقابات العمالية



تضامن عبد المحسن
2020 / 5 / 8

حققت المرأة العاملة على مدى عقود من الزمن انجازات سياسية واجتماعية واقتصادية، بعد أن عانت ما عانت من ظروف قاسية في مجالات الحياة المختلفة. لكن هذه الانجازات تبقى غير مكتملة، خاصة في مجالات العمل، إذا لم تكن للمرأة مشاركة فاعلة في الاتحادات والنقابات العمالية.

منذ انطلاق الثورة الصناعية استُغِلت المرأة العاملة بشكل قاس جدا. فساعات عملها طويلة واجورها أدنى من أجور زميلها العامل، كما انها ظلت تزاول اعمالا مرهقة لا تناسبها.

ونتيجة للاضطهاد والاستغلال اللذين لحقا بالطبقة العاملة من كلا الجنسين، تشكل وعي هذه الطبقة في تلك الفترة، فكان اول اضراب لعمال الطباعة عام 1539، ثم اضراب عمال النسيج عام 1681 في اوربا، وفي هذا الاضراب كانت مشاركة المرأة العاملة كبيرة وواضحة.

وكثمرة لهذا النضال الطويل، الذي تبعه اضراب العاملات عن العمل في نيويورك للمطالبة بحقوقهن وتخفيض ساعات العمل الطويلة ومساواة اجورهن مع أجور الرجل، تحققت مطالب للنساء العاملات، واستمر نضالهن حتى اصبحن من القيادات في الاتحادات والنقابات العمالية، بما يضمن حصولهن على حقوقهن في العمل.

اما المرأة العاملة العراقية، فهي الأخرى كان لها دور كبير في المطالبة بحقوق الطبقة العاملة من خلال مشاركتها الفاعلة في التظاهرات والاضرابات العمالية. فكانت حاضرة في اضراب عمال السكك عام 1948 واضراب عمال مصلحة نقل الركاب عام 1953، كذلك في اضراب نقابات الميكانيك والخياطة والمطابع. وكان للمرأة العاملة دور كبير وفعال في تعبئة الطبقة العاملة في المصانع والمعامل للمطالبة بحقوقهم والدعوة الى تأهيل المعامل ومصانع القطاع العام لغرض بناء صناعة وطنية تساهم في دعم اقتصادنا الوطني وتنويعه.

ومن المؤكد ان من أبرز المهام النضالية للمرأة العامة هي ان تتواجد بقوة في المواقع القيادية العمالية، وان تسعى الى المشاركة في الانتخابات العمالية من خلال تشكيل اللجان النقابية في معامل القطاعين العام والخاص.

اما اليوم، وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي وجائحة فيروس كورونا وفرض حظر التجوال الوقائي، فقد بدا دور المرأة العاملة واضحا من خلال عملها التطوعي، خاصة عاملات الخياطة اللاتي يقمن بإنتاج الكمامات وملابس الوقاية وتوزيعها على المواطنين والكوادر الصحية مجانا، إضافة الى مساهمات النساء في حملات توزيع السلات الغذائية.