النساء أيضا يتزوجن سرا..لم لا؟



نزار جاف
2006 / 6 / 18

خبر قرأته عن زواج إمرأة يمنية متزوجة من رجلين آخرين بالاضافة الى زوجها الاول، إستوقفني و دعاني للتأمل و الوقوف عنده، ورغم إنني أخالف طابع الاحتيال الذي تميز به طريقـة زواج هذه المرأة، لکنني مع ذلک وجدت إن للأنثى أيضا حق في سلوک الدورب الملتوية التي يبرع الرجال في إجتيازها بکل حذاقة و"شطارة".
إنها ليست دعوة للتحلل الاخلاقي، وليست دعوة لنبذ کل السائد من القيم الموروثة، لکنها دعوة للتمسک بحق المساواة في کل شئ حتى في اللعب على الحبال!
هذه المرأة اليمنية التي يجوز أن حالتها هذه تکاد تکون نادرة أو قلما نجد أختا لها، سوف يضحک الرجال منها ومن طريقة إحتيالها طويلا، لکنهم لن ينتابهم القرف و الإشمئزاز من کل تلک الوجوه البارزة ظاهريا لشخصيات"رجالية" ذات مواقع إجتماعية حساسة وهي توزع قيم الشرف و الاخلاق الحميدة لکنها وفي نفس الوقت تقوم سرا بإنتهاج کل السبل لإشباع شبقها الغريزي بطرق قد تکون معظمها غير لائقة من کل الوجوه.
ذلک الذي تطاول على أخت زوجته في السر، وهذا الذي تزوج صديقة زوجته بعيدا عن الاضواء، و صاحبنا الذي لم يجد من يخطفها سوى زوجة أبيه ليتزوجها في بلاد الله البعيدة، والوزير الفلاني الذي تزوج "عرفا" سکرتيرته التي هي أصغر حتى من بنته الصغرى عمرا، وذلک البرلماني الذي إقترن بغانية لعوب "سرا" ويصرف لها من مال"عباد الله"بکل سخاء طالما بقي الطبق"مستورا، وسوف أتحدث مرة أخرى عن 4000آلاف ملف حالات إغتصاب أخ لأخته و 1200 ملف حالة إغتصاب أب لبنته في بلد يرفع عقيرته ليل نهار بالدفاع عن القيم السمحاء بل ويدفع الملايين لقتل الکاتب الفلاني لأنه أساء الى....و قائمة تطول و تطول وسوف لن تنتهي طالما بقي إنسان مذکر يفکر بعقلية"سيادة الرجل".
هذه التي تزوجت سرا من ثلاث رجال في أوقات متفاوتة، يقابلها صناديد الرجال ممن تزوجوا و يتزوجون برباع و خماس و سداس بل وحتى يجعلونها بأعداد تستعصي عليهم أحيانا حتى مجرد عدها، الحق کانت تراودني کثيرا فکرة الذهاب الى تايلند"على سبيل المثال لا الحصر"و دول إسلامية أخرى"لا أذکرها کي يسلم الشرف الرفيع من الاذى"لأحاول کشف ماخبي من قصص يشيب لها الجنين قبل الرضيع، والتي يرويها الکثيرون بشکل يجعلها تبدو وکأنها تحدث في جزر الواق الواق و بلاد السندباد الخيالية!
هنا في أوربا حيث قصص و مغامرات و ليال ملاح للعديد من"شهريارات"الشرق المنغمسين في ملذات لها أول لکن من الصعب جدا معرفة آخر ما ستستقر عليه، ويقينا أن الکثير من تلک المغامرات تبز و بفارق هائل جدا قرائنها أيام قصور حريم سلاطين بني عثمان وماکان يجري في دواوينها و بلاطاتها من أحداث سطر الکثير منها في کتاب"عودة الشيخ الى صباه" ، لکن هؤلاء المغامرين ما أن يعودوا الى ديار"ليلاهم"المتوشحة بحجاب يکاد يشابه لون بشرة وجهها المصادر نضارته، حتى ويشرعوا من جديد في إشهار سيوف غيرتهم و حميتهم لکل أنثى تتجرأ وتصرح إنها لا تعبأ بأولاد عمومتها و تبغي بعلا من خارج أسوار القبيلة.
يمنية تزوجت في علنا واحدا يظهر إنه کان خائبا وغير فالح في إحتوائها کإنسانة أولا و کأنثى ثانيا، فعادت لتتزوج في السر واحدا آخرا خدعته ببريق ورقة صفراء کاذبة تدعي إنها فقدت عذريتها في حادث تصادم، وکررت الامر ذاته مع ذلک المغترب العائد من بلاد العم سام، وفرح الزوجان لأنهما إقترنا بإمرأة لم تخدعهما کما هما يخدعانها و يخدعان سابع جداتها عن ظهر، لکن ما أن تکشف لهما إنها أم لخمسة أطفال حتى ترکاها و صارت حديث الساعة وطفق الناس يرمونها بحجارة مع يقينهم بأن کل منهم أولى بتلک الحجارات قبلها، لکن السؤال، کم حادثة مشابهة جرت و تجري يوميا وأبطالها"حصريا"من الرجال وجميعها ماخلا نزر يسير منها يطفو الى السطح و ماعداه فسر في بئر عميق و لايعلم بها إلا رب العباد و أصحاب الشأن؟ کم من حوادث جسام جرت لزعماء و أولادهم و أولاد أولادهم مع بنات الرعايا"الغلبانين"وقد يکون من المناسب جدا ذکر إحدى مآثر الابن البکر"الراحل"للقائد الضرورة و رمز الامة الذي مافتأ الکثير يتباکون عليه وهو يتجرع کؤوس الذل و الهوان في قفصه، تلک القصة التي رواها شبيه عدي کيف أن نجل الدکتاتۆر السابق للعراق وهو يرمق فتاة حسناء برفقة شاب يتأبط ذراعها وهما يبتغيان تقضية شهر العسل في مدينة الحبانية السياحية، وإذا به تروق له الفتاة فيأمر جلاوزته بإقتياد الفتاة الى إحدى غرف الفندق و إعتقال الشاب! وبعدها يروي شبيه عدي کيف أن الفتاة إنتحرت من فرط هول الصدمة عليها.
هذه المتزوجة التي تزوجت في السر، قد يکون السبب الاهم و الدافع الاکبر لجنوحها نحو إرتکاب هکذا عمل غير متزن، مرتبط أساسا بوضعها الاقتصادي، لکن الذي حدث و يحدث مع المتزوجين الذين يتزوجون بالجملة سرا، فإن الاسباب و الدوافع کلها محصورة في العامل الغريزي وبس!
وإذا وضعنا الزواج سرا جانبا، وتتبعنا العلاقات الجنسية غير الشرعية و"غير السوية أيضا"للرجال، لکانت المصيبة أکبر، حتى إن مافعله الرئيس الامريکي السابق بيل کلينتون مع مونيکا سوف يکون قياسا بها مجرد دردشة عابرة.
الشيطان إمرأة، أمر طالما تم تلقيننا إياه حتى غدا في عقولنا الباطنية ولمراحل معينة من عمرنا"القصير أصلا" بمثابة بديهة لا تحتاج لبرهان، لکن هذا الشيطان"اللطيف" الذي صنعته العقلية الشهوانية للرجل، هو مغلوب على أمره و يخدع ليل نهار في الشرق أو في الغرب، فإي شيطان هذا الذي يمررون الماء من تحته من دون أن يشعر بنفسه؟
إن الشيطان الحقيقي و الواقعي هو الرجل بحد ذاته، بل ومن الممکن حتى أن نسميه إستاذا و ملهما للشيطان نفسه بما له من حيل و ألاعيب شتى في سبيل بملوغ غايته الجنسية، ولعل الميکافيلية بأبشع صورها تتجسد في الطرق التي يسلکها الرجال لإصطياد الفريسة و إقتيادها لجحورهم المريبة، هذا إذا وضعنا حبه الجنوني للحرب و الجرائم الاخرى جانبا.
هناک يوم عالمي للطفل، ويوم عالمي للمرأة، ويوم عالمي للعمال، و أيام أخرى کثيرة لمناسبات متباينة، لکنني أقترح يوما عالميا للتنديد بالعلاقات غير الشرعية للرجال المتزوجين!