الصحافة والمرأة



رحاب حسين الصائغ
2006 / 6 / 18

الصحافة اليوم ضاعفت جهودها وكثرة الجرائد والمجلات دليل على ذلك والأيدي التي تحمل قلم المفكر وخاطف الخبر وكاتب التحقيق. كلهم يعملون على بث روح الوعي في المجتمع، السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي، ناظرين إلى ساحل الشمس لعلهم يصلون مفتاح إشعاعها الذهبي.
الكل باحث عن المعرفة وهو حامل رقيته الممنوحة لنفسه لينسج من شروق الصباح علامة مميزة تنعش المفاهيم الصالحة لخدمة بلدهِ، عالماً أن وجنتي الصحف لا توهجها ألاَّ المعلومة الصادقة كي لا يسيل حياؤها خجلاً من الأصباغ المفروضة عليها.
لذلك على من يعمل في الصحافة أن تكون معطياته واضحة وحركتها عنصر جذب اهتمام للقارئ، واكتساب التجربة الصحفية تأتي من المثابرة على طرح الجيد الذي يخدم الجميع، واتباع الأسلوب المفيد وعدم كتابة المسوغات التي تخدش المشهد العام.
كي لا نترك القارئ يتقامز بين الكلمات يريد الخروج من السطور وخاصة المرأة لأنها بحاجة إلى عناية مختلفة عن باقي القراء؛ إن الاهتمام بشؤونها ومفردات حياتها يدفعنا على السعي للنهوض بنفسها.. وما أجده اليوم في الصحف والمجلات التركيز على مقاسات معينة تمس المظهر فقط صحيح أن الأمر يتطلب الاعتناء. ولكن هناك جوانب أخرى تحتاج الانتباه من حياتها وشخصيتها، لأنَّ المرأة بطبيعتها تحب الاهتمام بجمالها غريزياً، ولا تهمل التأنق والاعتناء بشكلها ومظهرها لوجودها في محيط العائلة فهي الأم القدوة والزوجة المحبة لزوجها والشابة الراغبة بالحياة، فلا داعي أن تكون صفحة المرأة بوق دعاية لنوع من الشانبو أو أحمر الشفاه أو مزيل الشعر.
أجد صبّ الأنظار على وعيها وثقافتها الاجتماعية والفكرية لكي تؤهل لمستقبل أفضل، ندعوها إلى قراءةِ كتاب مثلاً يخدمها اجتماعياً أوثقافياً أو سياسياً. ونذكر الجوانب المشرقة فيهِ ونعلمها أن بعد قراءتهِ ستكون أكثر حيوية وسعادة وستشعر بنغمات المفاهيم التي سوف تدفعها إلى قراءة كتاب آخر تبحث هي بنفسها عنهُ، لتجد الابتسامة الوهاجة بين السطور تداعب أفكاراً مستعصية كانت غير قادرة على فك لغزها وقادرة على دحر محاورة أطفالها حين يباغتنونها بأسئلة محيرة، وستعرف كيف تتخلص من الملل الذي يخالجها أثناء وجودها في الأماكن العامة وهي تجهل الكثير من المعلومات بالمشاركة في الحوار، وتثقيف المرأة ضروري جداً بالمطالعة والقراءة ومعرفة المزيد من آلية الوضع الاجتماعي والمشهد العام خارج حدود المكياج والإكسسوارات والمطبخ، والمرأة المثقفة تكون مبتهجة تحمل جمالها الداخلي أينما ذهبت بما تملكهُ من إحساس بالقناعة الكافية في ذاتها وعقلها. لذا علينا أن نملاء صفحة المرأة بالإعلان عن وجود أفضل كتاب تجد فيهِ ما يخدمها اجتماعياً وثقافياً وعلمياً أو ندعوها لحضور ندوة تساعدها على معرفة مكانتها الاجتماعية في تطور المجتمع المدني أو ندوة صحية أوتربوية، علينا دائما أن نجد لها ما يؤهلها للأفضل كإنسانة لها الحق في تقرير مصيرها وليس كسلعة رخيصة، أو جسر هش للوصول لغايات مبتذلة أو شيء تافه لملئ فراغ خارج عن قانون الحياة والحياء، هي أسمى من كل هذا.
نذّكرها بنساء من السلف حاضرات بما قدّمنَ من أعمال جريئة، هكذا نستطيع أن نربط بيننا وبين المرأة علاقة جديدة وجيدة نتقدمها لها، وهي ستكون ممتنة لنا بمساعدتها في شق طرقها نحو مستقبل أفضل.