المرأة الكويتية في مواجهة ممثلي طالبان



فهد ناصر
2006 / 6 / 20

يتندر الكويتيون وكلما أطل عليهم الاسلامي السلفي د.وليد الطباطبائي عبر شاشات التلفزيون او شارك في ندوات وحوارات ما،فانهم يقولون عنه (ممثل طالبان في كيفان)، هي ليست سخرية من شخصه،قطعا في رأيي الشخصي، لكنها سخرية مريرة من الافق او المصير الذي يسعى لفرضه على المجتمع الكويتي هذا المستقل جدا إإإ،الطبأطبائي او التيارات الاسلامية السلفية التي تتماثل معه فكرا وممارسة وتزمتا وكراهية لكل ماهو أنساني ومتحضراو يتناغم وأيقاع تطورات العصر الذي نعيش فيه،و كراهية لايمكن ان تصدر عن أنسان يعيش وسط هذا العالم وتطوراته الاجتماعية والثقافية للمرأة والاستماتة في سحق حرياتها وحقوقها المشروعة،السياسية والشخصية تحديدا،أذ انهم وعلى الرغم من الدبلوماسية المقيتة التي اظهروها في تقبل قرار ممارسة المرأة لحقوقها السياسية ألا انهم الان يشنون حملات تشهير شنيعة ضد كل أمرأة ترشح نفسها لعضوية مجلس الامة،فبدأ من ممثل طالبان في كيفان المذكور الذي يؤكد حتمية عدم وصول أية أمرأة الى مجلس الامة، الى من هم على شاكلته او اتباعه من السلفيين والقبليين الذين يشنون حملات مسعورة ضد المرشحات او استعدادهم لاصدار فتاوى التحريم والتكفير في مسألة ترشح النساء لمجلس الامة او اصدار التهديدات للنساء المرشحات او أطلاق كل ما بحوزتهم من تفاسير وقيم ومعايير تتعفن يوم بعد آخرلعلها تتمكن من الابقاء على صورة الرجل السلفي او القبلي المتحكم بكل شيء.
ليس خافيا على احد المسارات التي مرت بها نضالات الحركة النسوية في الكويت من أجل الحقوق السياسية وهذا ما يعطي الحركة النسوية الكويتية تميزا واضحا أزاء الحركات النسوية الاخرى التي تطالب بمختلف الحقوق باستثناء الحقوق السياسية للمرأة،هذه النضالات التي توجت بالحصول على تلك الحقوق بما يدفع بوضع المرأة والحركة النسوية في الكويت الى مرحلة هامة وحساسة جدا.
التهميش السياسي الذي فرض على المرأة الكويتية لم يأتي من فراغ بل هو تحصيل حاصل التجانس والتلاقح السياسي والاجتماعي للتيارات الاسلامية السلفية او القوى القبلية التي أوجدت طرقا مسدودة ولعقود طويلة أمام اية محاولة ،ليس لأطلاق الحقوق السياسية للمرأة ،بل وقطع الطريق امام اية محاولة لمناقشتها او تبيان فائدتها من عدمه.
التيارات الاسلامية السلفية في الكويت حالها حال كل تيارات الاسلام السياسي في العالم العربي والاسلامي التي تتخذ من تهميش المرأة سياسيا واجتماعيا وسحق حقوقها وحرياتها اداة لمواجهة المجتمع وأشاعة أجواء الرجعية فيه ومواجهة كل مطالب التحرر والتمدن التي أصبحت مطالب واقعية وملحة جدا، المراة التي تتمتع بحقوقها وحرياتها تكون عدوا مباشرا لهذه التيارات.
حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية وتحولها الى منافس لمرشحي التيارات التي طالما وقفت ضد حقوقها بل وشوهت مكانتها الاجتماعية،قد وجه صفعة قوية ومدوية للتيارات الاسلامية السلفية والى مشروعها القادم في الكويت او على الاقل لافقها واملها المنشود،أقامة دولة أسلامية او فرض قوانين الشريعة الاسلامية وأطلاق يد عصابات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مما يعني سحق كل ملامح التمدن في المجتمع وتحويله الى غابة يحكمها رجال الدين وتفاسيرهم وشرائعهم.أن تيارات يرعبها ممارسة المرأة لابسط حقوقها وحرياتها الانسانية مثلما يرعبها أسم لصالة سينما ما او قدوم فرقة موسيقية او برنامج تلفزيوني،لايمكن ان تتواجد في مجتمع معاصر او يتطلع للالتحاق بركب الانسانية المعاصرة وان يكون للانسان بحرياته وحقوقه مكانة فيه،بل هي تيارات تعيش خارج العصر وكل ما يعنيها هو العودة بالمجتمع قرون الى الوراء.
السخرية من التيارات السلفية ورموزها في الكويت التي تدور على ألسنة نساء وشباب الكويت وكل أنسان يعي مكانة المرأة ويسعى للعيش في مجتمع أنساني خال من قيود الاستلاب والتهميش وسحق الحقوق ،ان كانت تحمل دلاله شديدة الوضوح فأنها تتضمن قدرا كبيرا من الرفض لكل المشاريع والافاق المظلمة واللاأنسانية التي تسعى التيارات المذكورة لطرحها وفرضها على المجتمع.
على الرغم من كل الحملات المسعورة ضد المرشحات لمجلس الامة الكويتي،ورغم كونها تجربة أولى بالنسبة لنساء الكويت الا أن وجود أمرأة ما تنافس من قضوا سنين طويلة يتربعون على كراسي المجلس المذكور فهذا بحد ذاته تجربة مشرفة ومشجعة جدا.وصول المرأة الكويتية الى مجلس الامة وعلى الرغم من أهميته وضرورته السياسية والاجتماعية لنساء الكويت،الا ان كل أمرأة تصل الى كرسي السلطة التشريعية عليها ان تدرك ان وصولها كان جهود ومعانات الاف النساء في الكويت .جهود تواصلت سنين طويلة وان عليها ان تكون بمستوى التطلع والامال التى أوصلتها الى كرسيها.وجود النساء في البرلمان سيعطي لمحة أنسانية لكل ما يصدر عنه وسيكون حتما عائقا امام من يسعى للعودة بهذا المجتمع الى الوراء ..