بالعامية المصرية آنسة ولا مدام



سلوى فاروق رمضان
2020 / 5 / 30

روحت للدكتور النهاردة فالسكرتيرة قاعدة أخذت أسمى بتقلى أنتى مدام ولا آنسة ، يعنى عاوزة تعرف انا ( بالسلفانة ولا لأ)على الرغم من قلة أدب السؤال بس من كتر الناس ما بتقوله بقى حاجة عادية ، المهم قلتلها لا بالسلوفانة قصدى آنسة، قلت أجارى الموقف فراحت وجات و نسيت تكتب وصف جهازى التناسلى مدام ولا آنسة ، فقلتلها تانى مرة آنسة فجالها تليفون فشافت الأسم مكتوب فيه
( سلوى ) سلوى كدا حاف بدون تفرقة إذا كنت مدام ولا آنسة ، طبعا لازم تقوم بمهمتها العظيمة وتدينى لقب زى ما كان أيام العبودية حرة وأمة توارثنا أيضا ثيب ولا بكر اللى هى آنسة ولا مدام ، أمال فاكرين العالم قدر يلوى دراعنا ويمحى مننا العبودية بالسهولة دي ولا ايه أحنا اتلوى دراعنا ولاغينا ملك اليمين عي الورق بس ، بس فى الواقع احكام الستات أو وصفهم جاى من عصر العبودية . المهم نرجع لموضوع السكرتيرة الهمامة رجعتلى لتالت مرة وأصرت إنى مدام ولا آنسة ، بينى وبينك أنا حسيت إنى واقفة فى كشوف عذرية أبتديت أستشعر الخطر على جهازى التناسلى العظيم فقلتلها بإبتسامة صفراء أنتى مالك أنا متجوزة ولا لا ، فردت بإنفعال أه طبعا لازم أكتب الأسم باللقب ، رديت بنفس الإبتسامة الصفراء الموقرة اللى متعرفهوش ممكن تقوليله يا أستاة ،
إنفعلت وأتعصبت وإعتقدت إن كدة دي حاجه بتغظنى مش فاهمة المغزى فقررت إغاظتى أكتر وقالتلى لا معندناش إحنا أستاذة ، فطلبت من السكرتيرة اللى جنبها تكتبلها آنسة قبل إسمى . اللى فات دا حمادة واللى جاى دا حمادة تانى خالص.

تعالوا بقى نحلل اللى فات دا كله ، فى ثقافتنا الشرقية العربية فاكرين ان العفه دي حصر لينا وكل نساء العالم عاهرات وكل رجال العالم ديوثين ، وفى الأخر بنطلع احنا اللى مهوسيين جنسيا ، بندى للنساء ألقاب تخص جهازهم التناسلى مطلعناش أصحاب عفة وفضيلة ولا حاجة ، من الملاحظ برضه فكرة الإغاظة والمكايدة إنى أقولك بلاش كدا بس برضه بتصممى تقررى لقب غيرك ماخترهوش على نفسه ، حاجه كدا بتفكرنى بكلمة نصارى ، على الرغم إنهم قرروا على نفسهم إنهم مسيحيين ، بس لا على مين هما نصارى ، عاما اللقب اللى بيطلع على الناس إما يقصد إحترامهم أو وصمهم ، والاخيرة دي هى اللى حصلت مع الستات والمسيحيين والأقليات ،نطلع إسم ملحد على اللى نختلف معاه ( ألحد عن الحق ) ونطلع نصارى أما الست نلخصها فى مدام ولا أنسه ونقزم دورها فى جهاز تناسلى
يعنى امعانا فى الإهانة إسمك مش حيخصك مش هيسبونا إننا نقرره ولا لا دا بقى ملك المجتمع غصبا عنك هنوصفك باللقب اللى يرضى المجتمع ، المجتمع هيقرر عنا إسمنا زى ما بيقرر عنا أى حاجة ،المهم الكلام اللى حاولت أتكلمه بالذوق مع البنت وأطلب منها بأدب بلاش آنسة ولا مدام ليه أخد شكل تصادم منها وعداوة وكأنى جاية عليها ؟ دا بقى اللى بحب أسميه (تحدى الجوارى) ، .
تحدى الجوارى دا بنشوفه أما واحدة تدافع عن نفسها ضد التحرش فتلاقى كام جارية وقفوا بجانب المتحرش ضد الضحية ويقولولها بكل تحدى وإصرار إنتى اللى غلطانة ، الغريبة إنهم مختاروش إنهم يحطوا لسانهم جوة بقهم لا دا اتدخلوا طب ليه أصلا لإن (الجوارى والعبيد ) ليهم هدف مش عايشين وخلاص ، هما هدفهم إنهم يستقطبوا على قد ما يقدروا كمية جوارى وعبيد زيهم لإن الحق عندهم بيقاس بالعدد مش بالمنطق كل ما الفكرة دافع عنها أكثرية تصبح عندهم حقيقة ولو أصبحت الأكثرية قله هيمارسوا التقية ويروحوا للفكرة اللى فيها عدد أكثر لإن العدد عندهم هو اللى بيحدد إذا كانت الفكرة صح ولا غلط . طب وايه فكرة الإغاظة عند الجارية أو العبد ، دي بقى هنلاقيها متوارثة من عصور ملك اليمين لإن زى ما العدد عندهم هو الحق فإحساسهم إنهم قادرين على التأثير على الغير بالإغاظة بيعطيهم إحساس بالأهمية ، وإنهم ضحايا الحق ( يستفزوك وبعد رد فعلك يقولولك احنا معملناش حاجة دا هو ولا هى اللى غلطانين هما اللى جم عليا ) ما تتخيلش إن احساس الاستفزاز دا مهم ازاى لنفسية العبيد دي الفرصة اللى بيحسوا بيها إنهم قادرين على الفعل والتأثير ، الحر هو مؤثر بعمله بأخلاقه بعيد تمام عن فكرة المكايدة والإغاظة ، بمعنى أصح الجارية ولا العبد هما بلا قيمه فى المجتمع اللى هما نفسهم بيدافعوا عنه بس مش مدركين العلاقة بين قيم المجتمع اللى ضدهم وبين وضاعة مكانتهم فيه ، عشان كدا هما مش بس بيقفوا ضد الاحرار دول كمان بيشتغلوا ضد نفسهم عن طريق تبنى قيم غير إنسانية ، كل اللى فات دا مش بس على الإصرار إننا نقيم الست بجهازها التناسلى لا ،دا تحليل لشخصية الجوارى والعبيد، فى كل القضايا هتلاقيهم بينحازوا للى ييجى على كرامتهم أكتر قضايا زى تعدد الزوجات و الإغتصاب الزوجى والتحرش ...). )
طيب ايه العمل ؟ تخيل أما تاخد وقت ومجهود وتشقى عشان تتكلم عن حقوق ناس فتتشتم منهم ، الإكاده بقى هما اللى هيستفادوا فى الأخر من تعبك دا ، كلنا شفنا ستات كتير بتدافع عن تعدد الزوجات مثلا عشان فاكرة إن ربنا هيزعل منها وهى نفسها فى أمان من الخيانة المشروعة إما لأنها عارفة إن زوجها مخلص أو هى ست قوية تقدر تحمى نفسها ، فبتاخد ثواب كما تعتقد على حساب ست غلبانة ، زوجها شهوانى وهى أضعف من ان تحمى نفسها ، وفى الاخر بعد ما تشتم الأحرار هى اللى مستفادة من عملهم ونضالهم، لولا الناس اللى بتشتمهم مكنش زمانها بالقوة إنها تحمى نفسها كدا ، طب وبعدين! ،كدا نضال الاحرار بيستفاد منه ناس مش مستحقية لكدا فعلا ، بل بالعكس دول بيكونوا وبال على غيرهم وبيورطوا غيرهم فى اللى هما مش هيقبلوه على نفسهم .

الحل اللى شايفاه ضرورى هو إننا ناخذ القاعدة اللغوية دى ونطبقها فى حياتنا ( التناقض يوضح المعنى ويقويه ) بمعنى إننا نوقف فكرة النضال من أجل قانون عادل للجميع ويكون نضالنا فى سكة إننا نفعّل قانون نحمى بيه الأحرار، زى ما فيه قانون للأحوال الشخصية للمسلمين والأحوال الشخصية لغير المسلمين يبقى فيه قانون أحوال شخصية للنسويات والنسويين اللى هما بمعنى ( البشر اللى بيعتبروا الستات جنس بشرى )
هكذا أُحب أُعرف معنى النسوية ، اللى عايزة تتجوز، عندك قانون يبيح لجوزك ضربك وخيانتك و يطلقك شفهيا وووو دة إسمه (قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ) وفى جواز تانى ممنوع فيه الطلاق دة اسمه (قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين ) ، أما بقا اللى هتتعامل بإنسانية وإحترام وعدالة ومساواة عندك قانون ( الأحوال الشخصية للنسويات) ، مع الوقت والتطبيق العملى للقانون هتبقا جارتك بتتضرب وتتخان وبتتطلق شفهى وغيابي وشايفاكى انتى محترمة وحرة ، ساعتها بالتناقص دة هيفهمو المخفى عنهم وهم لوحدهم هيختارو قانون يحمى حريتهم بدل مايشتمو الأحرار .