ارضاء الناس غاية لا تدرك



روژين احمد سليمان
2020 / 6 / 1

رغم ان الامراض تؤدي في كثير من الاحيان الى الموت المحتم - في حاله عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة - ورغم ان الاديان السماوية اكدت دوما على الابتعاد عن الشماتة في حالات المرض أيا كانت نوعها حتى ولو كان المريض عدوا معلنا، الا اننا نرى هذه الايام اعتداءات سافرة من قبل الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التشهير بأفراد من المجتمع ابتلاهم الله بفايروس الكورونا الذي انتشر في ارجاء المعمورة. هنا اود ان اشير الى امر في غاية الأهمية، ولعل الكثيرين يعرفون ذلك جيدا، وهو ان القران الكريم اكد على حفظ أعراض الناس في كثير من المواضع والابتعاد عن الغيبة والنميمة وسوء الظن فقال عز من قائل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } (الحجرات، الآية رقم 12) ولكوننا نعيش في زمن انقطع فيه الوحي من السماء ، وليس هناك ثمة جبريل ينزل قراناً فيه براءة احدهم، مثل الذي حدث مع ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة "الافك" المشهورة اذ نزلت براءتها من الله سبحانه تعالى فقال عز وجل في الآية رقم(11 -18 من سورة النور) {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ . لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ. لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ. إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ. وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ. يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أي أن الذين كذبوا بحقها هم اناس منكم ، وعليه لنكتفي بعيوبنا ومصائبنا ونترك مصائب الناس لرب الناس، فمن المستحيل أن نصل الى ارضاء الناس لأنها ببساطة غاية لا تدرك.