قعدة رجالة



رشا الخفاجي
2020 / 6 / 8

منذ مدة شاهدت بالصدفة برنامج مصري اسمه (قعدة رجالة) فكرة البرنامج الجديدة جذبتني لمتابعته وتقريبا مشاهدة جميع حلقاته، تقوم فكرته على ثلاثة فنانين، هم مكسيم خليل وإياد نصار وشريف سلامة، في الموسم الأول، وأحمد فهمي وباسل خياط وكريم فهمي في الموسم الثاني، على استضافة فنانة في كل حلقة في منزلهم الرجولي.

تبدأ الحلقة باجتماع بين الثلاثة لدراسة شخصية الضيفة والطريقة التي يستدرجونها في الحوار، يختار الثلاثة واحداً منهم ليستقبل الضيفة، بينما يساعده الاثنان عبر سماعة في أذنه في طرح المزيد من الأسئلة للنقاش واستدراج الضيفة لموضوعات لها علاقة بالمرأة والرجل.

الانطباع الاول
كانت هذه فكرتي الاولى بعد مشاهدتي لاولى حلقات الموسم الاول، التحدث عن البرنامج والمواضيع التي جميعنا نعرفها وهي المساواة بين الرجل والمرأة في العمل في السفر في الارتباط في الزواج وبالاضافة الى التطرق لعش الزوجيه والملل والنكد والقفص الزوجي وتربية الاولاد والتقصير والزن و......
لكن بعد اكمالي للموسمين تغير خط سيري في الكتابة وتحول الامر من بوست لمقال، علما ان هذا ليس المقال الوحيد فبنظرة خاطفه على موقع غوغل، ستجد ابحاث ومقالات وكتب لا حصر لها تتحدث عن هذا المقال بل وصل الامر الى حصول بعض الباحثين على رسائل ماجستير ودكتوراه في هذا الموضوع.
فتساءلت ما هو مفهوم المساواة الحقيقي الذي تطالب به النساء ويأبى الرجال منحه؟؟

اختلاف ثقافات

يقول الدكتور بن أيدامو المغربي (ان كل حوار حول التمكين السياسي او الحقوقي أو القانوني لابد له ان يتأسس على الحوار الثقافي، لكون المداخل الثقافية تشكل دائما المدخل لبلوغ المشترك وتعظيمه والبناء عليه)، يدفعني قوله لتعميق سؤالي أكثر، هل الثقافة النسوية الاولى التي نزلت الشارع مطالبة بحقها في الحياة بتساوي مع الرجل، هي ذات الثقافة التي نشهدها اليوم ؟ هل تطورت، ام تسطحت؟!

للمساواة وجوه عدة
أرى نوعين من النساء المطالبات بالمساواة والحقوق الكاملة اليوم، المرأة الاولى التي تطالب بحقها في السفر (وهذا موضوع بحد ذاته يحتاج لمقالات عديدة للالمام به لاستناده على اسباب منع كثيرة، منها اعراف وتقاليد ومنها يختص بالدين)، والمطالبة بالحب وحرية الملبس، العمل، ركوب دراجة، والتنزه والخروج مع الاصدقاء والصديقات باوقات مفتوحة من اليوم وليس محدده، بل حتى المطالبة بحق الحصول على صديق.

وهناك نوع اخر من النساء المطالبات بنوع اخر من المساواة، وهي المطالبة بحق التعلم، عدم الختان، أختيار شريك حياتها، حق الرفض، الحصول على الطلاق، الوصول الى مراكز قيادية، الاحترام والتعامل على اساس الشخص او المهنية وليس الجنس، و أتخاذ القرارات دون الحاجة لتوسل هذا وذاك للموافق عليها.

التعليم سلاح بيد من؟
اعتقد ان اختلاف الثقافات النسائية وعدم وجود ارضية مشتركة تجمع هذه الثقافات خلقت تفاوت في المطالب مما خلق فجوة كبيرة بين الاطراف فحصلت البعض على حقوقها بينما ما زالت الاخرى تعافر طريقها، ان ثقافة المرأة اليوم هي من تحدد كمية الحقوق التي ستحصل عليها.
كما ان اصرارها واسنادها من نساء المجتمع سيساعدها في الوصول لمبتغاها، نساء الشرق الاوسط بحاجة اليوم للتعليم عليهن ان يوحدن مطالبهن صوب التعليم، لان التعليم سلاح.
نعم مقولة سمعناها كثيرا منذ الصغر ولكن هل كان يقصد بها النساء والرجال على حد السواء؟؟.
لا نعلم ولكن اذا لم نكن نحن المقصودات بها يمكننا استعمال سحرها لدحض غرور وأنانية الساحر واخضاعه لسحره بدل اخضاعنا لذكوريته.