اللعوب ومهيضة الجناح



حنان محمد السعيد
2020 / 6 / 17

تتقبل المجتعات الشرقية نوعين من النساء، المرأة اللعوب والمرأة مهيضة الجناح، فكلاهما تشبعان حاجة ماسة لدى الرجل الشرقي، أما أن تكوني مؤهلة مثقفة واعية متعلمة فالويل لكِ.

المرأة اللعوب

في العلن يظهر الرجال رفضهم لهذه النوعية من النساء، وفي الحقيقة فإن الجميع يتقرب منها ويسعى لأن ينال قدر ما يمكنه من المتعة الجسدية من خلال قربه منها.
هو يدعي التدين ويرتدي رداء الوقار على طريقة سي السيد ولكنه في الواقع لن يتواني عن السعي لإشباع شهواته ولو من خلال صور وأفلام يتحصل عليها من خلال شاشات الكمبيوتر وإلا ما تصدرت دول عربية قوائم مشاهدة الأفلام الإباحية وقوائم التحرش أيضا.

مهيضة الجناح

وهي أيضا تشبع حاجة ماسة لدى الرجل الشرقي، فهي تشعره بأنه قويا وبأنها دائما في حاجة إلى دعمه ومساندته، وهي خاضعة يمكنه توجيهها وإملاء أوامره عليها مهما خرجت تلك الأوامر عن حدود المنطقي والصحيح.
هي ترتدي ما يريده وتفعل ما يرغب فيه، وهي تحت أمره ورهن إشارته وقتما رغب، وحتى في هذه الحالة لن يتوقف الرجل عن الشكوى من الحمل الملقى على عاتقه، ومن أنها قليلة الحيلة لا يمكنها الاعتماد على نفسها في أبسط الأمور.

القوية

هذا النوع من النساء يثير حفيظة المجتمع ككل، فالرجال لا يقبلون بك أن تسيري على قدم المساواة إلى جوارهم أو أن تسبقيهم بخطوات وربما أميال، فهم يريدونك دائما في ظهورهم لا يمكنك الحياة بدونهم، فإذا كنت مثقفة مؤهلة لديك عمل مهم يدر عليك دخلا أكبر من دخلهم، وإذا كان منزلك مثالا للنظافة وأولادك نموذجا للتربية الحسنة، فهذه المميزات ستجلب لك بغض الرجال وحسد النساء، وإذا كان كل ذلك مضاف إليه قدرة جيدة على التعبير وإبداء الرأي، فأدليت بدلوك في الشأن العام والسياسة فقد حفرت قبرك بيديك لأن ذلك سيجلب عليك عداء النظام ذاته.
إن المرأة القوية المثقفة تجذب مقدارا ضخما من الإنتباه فالناس ستسعى لتحقيق فوائد على حساب تفوقك ونجاحك المهني وقوتك الذاتية، وإذا لم يجدوا منك ما يسعون إليه من فوائد سينقلبون عليك بشكل كامل وسيكونون بمثابة معول هدم في حياتك إذا ما أتيحت لهم الفرصة.

سياسة دولة

لقد أدركت الأنظمة العربية من خلال ثورات الربيع العربي مدى خطورة هذا النوع من النساء على وجودهم، فالمرأة القوية الناجحة الجريئة صاحبة الرأي الحر كانت في مرماهم طوال الوقت.
إنهم يحاولون كسرها بمختلف الطرق، من تحرش لإنتهاك حرمة الحياة الخاصة، لتشهير وتعذيب.. الخ
هم لم يتركوا وسيلة تنكيل إلا واستخدموها مع الناشطات في مختلف المجالات، والمؤسف أن المجتمع الذي وجد منهن المساندة لم يساندهن بل أنه لم يخفي شماتته بهن ومارس ضدهم الإضطهاد بأكثر مما فعلت الأنظمة العربية نفسها.
أن تكوني مثقفة قوية واعية في مجتمع عربي يعني أن تخوضي حربا لا هوادة فيها ضد الجهل والعنصرية والأمراض والعقد النفسية المتراكمة، وحتى ولو لم يكن لديك الطاقة أو الرغبة في خوض هذه المعركة.
إن ذلك دفع بالكثيرات للإنزواء أو الصمت أو الإصابة بالإكتئاب وربما حتى الإنتحار بعد المرور بأزمات نفسية شديدة، فمن العسير على أي إنسان سوي أن يفهم سبب كل هذه القدر من البغض لإنسان لم يرغب إلا في تحقيق الخير للجميع!