ثقافة تبرير التحرش



سلوى فاروق رمضان
2020 / 7 / 10

تمكن الشيخ عمر عبد الرحمن من الحصول على الـ "دكتوراه"، من جامعه الأزهر الشريف وكان موضوعها؛ "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"،
من أجازله هذه الرساله هو د محمد سيد طنطاوى .
سورة التوبة هى أخر السور التى نزلت بها الأحكام الشرعية ، وهى السورة الوحيدة التى لم تبدأ بالبسملة ، وبها أيه يسمونها الفقهاء أية السيف ، وهى الأية الخامسة من سورة التوبة (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) .
هناك من يقول أن هذه الأية نسخت الأحكام التى قبلها ، وأخرون لا يرون ذلك ولا يؤمنون بناسخ او منسوخ ، ما يهمنا هنا ، ان الازهر رمز الوسطية والشيخ محمد سيد طنطاوى الشيخ الوسطى ، وافق على رسالة دكتوراة تبرر أن نعامل مع غير المسلمين بهذه الأية ، نصا بلا تأويل ، وأين ذهبت الأية الكريمة (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ، او (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) . طبعا كلمة الخصومة التى وردت فى عنوان رساله الدكتوراه لا تعنى من اعلن عليك الحرب ، فهؤلاء الشيوخ امثال عمر عبد الرحمن يرون مجرد إختلاف العقيدة خصومة .
لم تعتذر مؤسسة الأزهر عن إجازة هذه الرسالة لنيل رسالة العالمية ( الدكتوراه ) بل إجازتها وما زالت تسمى نفسها مؤسسة وسطية ، فأين محاولة المؤسسة للم شمل المجتمع او نشر المحبه وقيم التسامح فى هذا المجتمع ، هى فقط اخذت إسم مؤسسة وسطية .

تذكرت حكايه الشيخ المتشدد عمر عبد الرحمن عندما رأيت الأزهر يدين الشيخ الذى يبرر التحرش بسبب لبس البنات ، الحقيقة سواء المفتى او مجله الازهر موقفهم غاية فى الرقى و التحضر ، عندما رفضوا التحرش جملة وتفصيلا ورفضوا ان يكون له أى مبرر ولو كان لبس البنات ، ولكن هل يكفى فعلا الهجوم على الشيخ الأزهرى عبد الله رشدى ! هل هذا سيحل مشكله التحريض على النساء ؟ من أين اصلا أتى هذا الشيخ بثقافة التبرير وإهانة النساء !
جاء من الخطاب الدينى الذى ركز على أجساد النساء ، فهى تأتى بصورة شيطان وتدبر بصورة شيطان ، فهى الفتنة الأعظم على الأمة ، النساء حبائل الشيطان .
وكثير من الخطاب التحقيرى على النساء ، أليس الأزهر مسؤول عن هذا الخطاب الموجه ضد النساء ! الى حد اعتبار أن ليس لجسد المراة حرمة وخصوصية وهى ملك لغيرها كما قال الشعراوى الأزهرى ان تبرج المرأه هو إلحاح منها لعرض نفسها على الرجل !
من الذى زرع فى عقل الشباب ان غريزته الجنسيه اهم من حريه النساء واهم من كرامتهن ؟ ، فهى تتحجب وتتكفن حتى لا يثيرك شعرها وتتزوج من النساء بالجمله من اجل غريزتك ولتذهب كرامتهن الى الجحيم ، أليس الأزهر مسؤل عن هذا الخطاب التحقيرى للنساء كما كان مسؤول عن تخريج عمر عبد الرحمن وغيره ؟!
من كثرة ما تبنى الأزهر خطابات فيها تشدد أصبح هو نفسه عرضة للتنمر إذا أصدر خطاب بشكل انسانى .
اذا أرادت المؤسسة الأزهرية العريقة أن تطمن البنات حقا فعليها تجديد الخطاب الذى يزرع فى عقل الرجال أفكار تحريضية ضد النساء ، هذا هو الأمان الحقيقى ، بالعمل وليس بالتصريحات ، وإلا أصبح مجرد تقية.