شعار الدولة مكتوب على اجساد النساء



منال حميد غانم
2020 / 7 / 16

كما يفصل نزار قباني من جلد النساء عباءة عندما قال " فصلت من جلد النساء عباءة وبنيت اهراما من الحلمات ) كذلك هي الحكومات في شرق الارض وغربها، وهنا فقط لا تشعر دول شرق المتوسط انها ذات ميزة سلبية عظيمة تتوسم صدرها لوحدها بل تتشاركها مع دول أخرى متقدمة ورجعية في ان واحد .
فنلاحظ ان الحكومة بشكل عام اذا جاءت عبر انتخابات حرة او عبر انقلاب او ثورة وتمرد او اجتياح أو غيرها من سبل تغيير الحكومات فأنها تلجأ إلى خط شعار المرحلة الجديدة على اجساد النساء من خلال تكثيف الاغطية أو زيادة التعري بما ينطوي تحت ذلك من ضرورة وضع حجاب رأس أو خلعه او من خلال ايضاح شعار الدولة بخطه على تصرفات النساء من دعوة الى زجهن في المنازل بين اواني الطبخ واكوام الملابس المتسخة او دفعهن الى سوق العمل وتفعيل مشاركتهن في الاقتصاد والسياسة والشأن العام اجمالا.
نعم انهن المنسيات بعد كل ثورة ، صاحبات المطالب التي تتدحرج بعد كل ثورة الى اخر سلم الاهتمامات بالحكومة الجديدة ليقال ( في هذا البلد هناك اهم من حقوق المرأة ) وكأنها تطالب بجملة امور ترفية وكأنها لا تشكل جزء من هذا البلد الذي يغير ساسته وحتى نظامه من اجل المزيد من الحقوق وكأنها لاتشكل وقود الثورات الدافعة بها الى الامام .

عندما يغير النظام من جلده يخرج النساء من على الرفوف ويعرضها على مسرح الدمى اما لعرض يتباهى فيه بتحرره كما كان يتباهى الشاه رضا بهلوي بتحرر نساء ايران وهن على الشواطئ بالبكيني وكما فعل اتاتورك ايضا وكما فعل غيرهم عندما ارسلوا النساء ضمن وفود وحضرن مؤتمرات مهمة جدا ولكنهن موصات بعدم الكلام او الكلام ضمن نطاق ضيق فهو لم يحررهن بل اراد نظرة عالمية تثبت انه مع اخر صيحات حقوق الانسان بدليل وجود النساء بين مفاوضيه او ساسته .

وكذلك قد يحاول النظام ان يثبت انه مع الدين السائد لجذب المزيد من المؤيدين له حتى اولئك المتطرفين منهم عندما يبدأ بالضغط على فضاء النساء وحصره في مجالات ضيقة واشاعة الحجاب بشكل جبري كما في ايران أو اكراهي كما في دول اخرى التي تزدري وتضيق الخناق وتقلل فرص من لا ترتديه بل وتعرضها للمضايقات والتحرش بسبب عدم ارتدائه ويعد العدة لجيش كامل من الإعلاميين ورجال الدين لتسويق فكرة حجر المرأة في دارها طوعا كما فعل نظام مبارك في مصر حيث تعاون مع عدد من الممثلات من اجل لبس الحجاب والاعتزال ليكن بذلك قدوة للنساء وجاءت الخطة بتنفيذ صحيح وسليم وتمت مغازلة الاحزاب الاسلامية وكسب ودها كما يجب .

كل هذه الحوادث التي ثبتها التاريخ يجب ان نطلع عليها ونقرأ عنها لكي نعرف ان الثورات وحتى تلك التي تشارك بها النساء بشكل مساوي تماما للرجال لاتضمن حصولهن على حقوقهن لاحقا بل من المؤكد ان يتم ارجأها الى مرحلة استقرار الدولة بعد الثورة هذا الاستقرار الذي قد يتطلب سنوات او لايأتي مطلقا .
لذلك يجب ان نبقى متمسكات بمطالبنا ومدافعات عنها ومشاركات بكل لجنة تفاوض وأدارة لكي نثبت هذه المطالب التي يجب ان تظل مرفوعة من اول يوم الى اخره دون تنازل عنها لصالح مطلب اخر فلا يوجد مطالب نسوية ثانوية .

ويجب ان نُعلِم الجميع بأننا نعاني الظلم المركب لكوننا مواطنات في هذا البلد بالمقام الاول ولأننا نساء بالمقام الثاني ونحن نموت وتصادر حقوقنا من السلطة وممن نعيش معهم وليس من السلطة فحسب .
هناك المئات من النساء المعنفات او المضطهدات التي نعرف عنهن كل شيء وهناك الاف يعشن ويمتن تحت وطأة حكم العبودية ونحن لانعلم عنهن شيئا ، فغالبية النساء هنا مغلوب على امرهن ويعشن كأدوات قابلة للتبديل بيد السلطة وبيد الازواج او الاباء او الاخوة وجزء يسير منهن يعشن عيشة إنسانية وهذا الجزء فقط هو من يقف امام النسويات في الحجج من قبل المجتمع الذكوري ليقولوا من قال لكن ان النساء مضطهدات ؟