للمرأة كذلك حق في ممارسة الحياة...



محمد عبابو
2020 / 7 / 16

المراة في الإسلام معززة ومكرمة ولكن أخذ بعض مرضى النفوس يعتبرون المرأة عورة وإنها لا يحق لها مزاولة الحياة كما يمارسها الذكر، كالدراسة والعمل، معتبرين إياها فقط لخدمة الزوج والإهتمام بشؤون المنزل، وعليها أن تقدم نفسها كآلة للجنس وإشباع رغبة الزوج، فهذا كله منافي للشرع وضد حقيقة وقانون المرأة الوارد ذكره في نصوص القرآن والسنة النبوبة، لأنه وبالنظر في كيف كانت تعيش الصحابيات عامة أو زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة، نرى ذلك الفرق الشاسع ما بين المرأة في ذلك الزمن وما تعانيه المرأة في زمننا هذا، فقد أصبحت المرأة تحرم من الدراسة والشغل بداعي أنها عورة وتجلب العار، ليصل الأمر إلى جعل المرأة آثمة إذا كانت تدرس أو تشتغل أما الذكر فهو بريء لأن الرجل حسب اعتقاد بعض أهل الفتوى و الدعاة المضللين هو الذي تسند له الدراسة والعمل والتصرف كيف يشاء، والمرأة ما يجب عليها ان إلا أن تمكث بالبيت وفقط، فهذا جهل وظلم وعنصرية، فالمرأة ليست فقط للجنس، أو الهيمنة المفروضة عليها من طرف زوج متسلط وعنيد، يفعل ما يريد في الشارع و يقتفي المحرمات و الشرور ولكنه يزعم أنه ينبغي عليه ان يحافظ عن شرفه، لذلك ليعلم كل ذكر ظالم لحق المرأة أن ما يفعله هو فقط شر وقسوة ضد المرأة، وعليه ان يعرف أن تطور ورقي المجتمع يكمن في تحرير المرأة من قيود الجاهلية واستبدالها بحياة سعيدة وفق ضوابط الوجود؛ على الأنثى ما عليها وعلى الذكر ما عليه كل له حقوق وعليه واجبات، أما القهر والعنف ضد المرأة فهو ليس من شيم المسلم الصالح خاصة و الإنسانية عامة و لا نكتفي بالكلام وفقط بل نستعين بالأدلة التي تثبت أن المراة لها الحق في ممارسة الحياة بطريقة مشروعة، لنكتشف أن ما يدعيه بعض أبناء الأمة من الجاهلين و الدعاة المضللين ما هو إلى محاولة لظلم وتعدي على حقوق المرأة، وهنا بعض الأدلة التي تثبت كيف كانت النساء في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم،
عملهن في الزراعة:
روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال، ولا مملوك، ولا شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه، واستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن... وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: طَلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدّقي أو تفعلي معروفاً" رواه مسلم، ومعنى تجدي نخلك: تقطعي ثمره
اشتغالهن بالأعمال اليدوية:
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً" فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً. قالت: فكانت أطولهن يداً زينب رضي الله عنها، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق، وإنها كانت امرأة قصيرة، ولم تكن أطولنا" أخرجه مسلم
وكانت رائطة امرأة ابن مسعود رضي الله عنهما امرأة صناع اليد، فكانت تنفق عليه وعلى ولده من صنعتها... رواه أحمد
اشتغالهن بالتعليم والفتوى، وهذا مشهور بين أزواجه صلى الله عليه وسلم، بل نص العلماء على أن من الحكم من تعدد زوجاته - صلى الله عليه وسلم - أن يطلع الناس على سيرته في تعامله معهن ليكون قدوة للأزواج في تعاملهم مع أهليهم، وكان أشهرهن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما

من هذه الأدلة نلاحظ أن المرأة في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تعيش حياة سعيدة، وتمارس الحياة اليومية كالعمل، وطلب العلم دون مشكل، لذا فإن التصرفات الغير لائقة التي يمارسها الرجل ضد المراة في زمننا هذا تنافي وتخالف الشريعة.