حفيدة السيدة الحرة في زمن الخذلان



رجاء مساري
2020 / 7 / 18

أنتمي مجالين إلى أرض قيل في حقها أنها أنجبت واحدة من أهم الزعيمات اللواتي عرفهم المغرب عبر تاريخه الطويل، "السيدة الحرة"، اميرة شفشاون وتطوان، والتي كانت توفر الغطاء الشرعي والسياسي والحماية لكبار قادة البحر وعتاة القراصنة الذين كانوا يشتغلون تحت امرتها، ويدينون لها بالولاء المطلق، في بيئة كانت المرأة ممسوخة الهوية، فاقدة الأهلية، منزوعة الحرية، لا يقمة لها تذكر، أنطلق هنا من واقعي المعاش بعد أن "خذلوني أولئك الذين ظننت الحياة معهم ستكون أفضل، فليتهم اصطفوا ضدي، ولم يصطفوا خلفي ليتقاسموا ظهري بخناجر غدرهم المسمومة، تركت لهم ظلي ورحلت، لأنني لا أحمل رغبة الانتقام من أحد، والأيام كفيلة برد اعتباري" أنا لست إنسانة عدمية، لكن العدمية كما أفهمها ليست تمردا على الأخلاق، العدمية انتفاضة ضد القيم المتعالية، ضد تبخيس الإنسان، العدمية رفض للوضع المائل، رغبة في الاستمرار بشكل وروح ثانية، العدمية ليست تمردا على وجودك بقدر ما هي احتجاج على غيابك أو بالأحرى تغييبك، هي الرفض للوضع العقيم بعد أن انفجر الصبر وأصبح الوضع جحيما، يؤسفني كثيرا أيها المجتمع ألا تؤمن بي كما آمنت بك، وألا تبالي بما أكنه لك.
لا أعتقد أن هناك ما يمكن قوله بشأن دور المرأة على مستوى المؤسسات، فالمغرب ومند الاستقلال حاول تمكين المرأة وتفعيل دورها، لكن ثمة ما يقال حول هذا الموضوع على مستوى الثقافة السائدة في المجتمع، إذ في طني أن المرأة لا تحظى مجتمعياً بالمكانة نفسها التي تحظى بها مؤسساتياً. هناك نظرة تقليدية للمرأة في مجتمعنا تضعها دون الرجل، فهي أنقص عقلاً، وأقل كفاءة، على الرغم أنا الوقائع والأرقام والإحصائيات تكذب الثقافة الذكورية السائدة.