الخريجات تمرد نائم



منال حميد غانم
2020 / 7 / 29

ماذا يعني ان نتعلم ولا ننتج؟ وماذا يعني للسلطة ان كانت موجودة بأننا متعلمات لا نشكل ضرا ؟ ماذا تعني الدولة التي تنفق على التعليم الاولي والعالي ولا تريد ان تحصد محاصيل مابذرت؟ وماذا تتوقع عندما تعطل من يملكون الامل لسنوات كأدوات احتياطية صدئة؟
نحن نشكل اكثر من نصف السكان ولدينا خريجات بالالاف وبشتى الاختصاصات حتى تلك التي تعد مطلبا لدى الكثير من الدول من قبل النسويات كهدف لتحقيق جزء من المساواة ، فمن النادر ان نجد اختصاص حكر على الرجال وحدهم فقط لذلك
من الغريب ان لا نشكل للسلطة تهديدا ولا نبرز تمردا ولا احتجاجا يناسب اعدادنا المهولة المركونة للتخزين من أجل الاتلاف بعد ما لغت مكافآت الجد بالتميز فساوت بين من يحصل على معدلا عال ومعدل واطئ لتتخلص من الحاح الاحزاب الاسلامية بشقيها الشيعي والسني بالحصول على موارد لتأمين تنمية احزابهم وتوسيع نفوذهم على حساب التعليم .
قد يكون من المحتمل اننا كنساء درسنا لنكون امهات صالحات لبناء اسرة قوية فالاسرة هي لبنة المجتمع وكل هذا الكلام المستنسخ المضجر اعادته كأسطوانة مخدوشة ، ولكن هذا الاحتمال ضعيف كون الاسر التي نشأت في عهد أسياد الاسلام السياسي مفككة أو مهشمة او ايلة للسقوط او سقطت ....
ومن المستحيل تعليمنا وعلى نطاق واسع لدرجة انه وصل مجموع الجامعات الاهلية والحكومي ل ٥٢ جامعة انهم يريدون انعاش الصناعة والزراعة والتجارة معاذ الله ، ومن الخيال العلمي الشيق انهم يريدون تعيننا جميعا ونحن الاف مؤلفة في جهاز ادارة الدولة المترهل كبدين جالس على كرسي اوشك على السقوط ليطرحه ارضا ساخرا منه .
لاشك انهم فوضويون كطفل في الثانية ولايخططون لهدف حتى يصلوا اليه ، انهم يحفرون قبورهم بأيديهم عبر تكديس الخريجات والخريجين كأكوام خردة بالية لا نفع منها لأن تراكم الاحباط والوصولية والوساطة والحيف وانعدام العدالة الاجتماعية لا يؤدي الا الى تمرد وثورة ورفض لكل ماهو قائم .

هل نحلم؟ ان الثورة هنا تعيش حالة المدمن الذي يفيق فيثور لأجل جرعة من المخدر وفور حصوله عليها يرجع لينام وهكذا دواليك ، وعلى اثر هذا الحال سوف نسمع المزيد والمزيد من حالات تعنيف النساء والاتجار بهن وبأجسادهن واشتغالهن بأسوء الاعمال التي لاتليق بالمحصل الدراسي الذي حققنه وقد لايعملن من الاساس فيستعبدن ، وتحت ذريعة صعوبة او استحالة الحصول على عمل تراهن يتشبثن بالاعمال الرثة او التي تمولها جهات معينة كبعض المنظمات والمؤسسات ويرضين بذلك لأجل استبقاء العمل ويتنازلن عن النفيس لادامته.
لانريد الاستكانة والضعف نريد ان نعمل فقط من اجل حياة حرة مستقلة كريمة ونريد مجلس خاص بتشغيل النساء يأخذ على عاتقه تشغيل الجميع وفق ظروف حياتها وتحصيلها الدراسي ويوفر بدل الاعانة في حال عدم توفر العمل .
الحق بالعمل مكفول بكل الضمانات القانونية وليس منة او تفضل من جهة او احدا ما كما يحصل حاليا ونحن سوف ننتزعه لا نأخذه .