هل علينا شنق القهوة أم اعدام الفناجين



عدوية السوالمة
2020 / 7 / 29

كم هي كثيرة وكبيرة مآسينا والمفاجأة أن كل حلولنا تخرج من فناجين قهوتنا كل النزاعات تحل في جلسات فناجين القهوة تلك حتى وان كانت قتلا وازهاق أرواح خاصة اذا كان فيها نساء
كل القوانين والشرائع تبتعد خجلا أمام هذه الجلسات التي يرعاها مجتمع العشائر
ندعي الحضارة والمدنية والاحتكام الى القوانين التي وجدت كحاجة لتطور المجتمعات وتشابك واتساع وتعقد العلاقات الإنسانية في حين أننا في الحقيقة لم نغادر خيمتنا نحن هناك طوال الوقت لا ثقافة اثرت فينا ولا علوم طورت رؤيتنا للحياة مازلنا نقوم بالوأد بذرائع مختلفة وبحماية القانون الذي يغض الطرف ويسكت عن تسويات فناجين القهوة
في كل جريمة قتل نسوية تخرج قبيلتنا عن صمتها وتؤكد أننا معشر النساء دنس لا تستحق ارواحنا اكثر من فنجان قهوة ليذهب غريمنا حرا طليقا تحت مرأى قوانينا التي يبدو أنها تصفق للرجولة الغير مسموح اثباتها إلا في قضايا تتعلق بالنساء فقط
في عيد المرأة العالمي وفي عيد الام وفي كل الخطابات التي نجامل فيها الغرب بشأن المرأة ونيل حقوقها نحن نكذب بصدق منقطع النظير
أبسط حقوقنا هو حقنا في الحياة الذي تنكره مجتمعاتنا وبشدة في صميمها من خلال قوانينها اللاغية لأي حقوق والرافضة تطبيق العين بالعين والسن بالسن حين يتعلق الامر بالنساء
لابد من الايمان بقدرتنا على التغيير والايمان بأننا تجاوزنا النظام العشائري وايماننا بقدرتنا على الضغط باتجاه مقاومة الفكر العشائري الذي لا يرانا اكثر من شياه في مرعاه والذي يقف كسد منيع في وجه أي محاولات اصلاح مقترحة قد تطيح بسلطان قوانينه
ايماننا بأننا ما زلنا قبائل نستظل بظل قوانين الرعي في البادية دون ان نوهم انفسنا بأننا تجاوزنا تلك المرحلة
ان نعرف أين نحن هي البداية بدل الاختباء وإقناع الذات بقشور المدنية
لا نريد فناجين قهوة تلغينا وتلغي حقنا في الحياة نريد قوانين حقيقية رادعة حامية آمنة تمنحنا الحياة والمستقبل والامل والكرامة
ولا نريد خطبا عصماء تمجد عطاءنا وصبرنا وتحملنا نريد كفالة حقنا في العيش الذي وهبته لنا الحياة ولننهي مهزلة صلحة على فنجان قهوة