المرأة ومشاركتها في الحياة العامة



نساء الانتفاضة
2020 / 9 / 1

ان اهمية مشاركة المرأة في الحياة العامة ومساهمتها الفعالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية هو شيء ضروري وهو جزء من قضايا المجتمع ككل.
نسمع من الذكوريين من الرجال وحتى الاناث بأن المرأة قاصرة في التعليم والتعلم، وهي غير قادرة على ادارة شؤونها والتشكيك في أدائها، أستغرب كيف يكون هذا التصور في ذهنية الذكوريين، مع العلم هو الكامل الاهلية كما يقولون، يا ترى كيف يقبل الرجل العاقل ان يطلب من المرأة ان تقوم بواجباتها في المجتمع وهو يُحرمها من حقوقها الإنسانية والاساسية؟ كيف تؤدي المرأة واجباتِها كاملة والقيم والتقاليد العشائرية تعتبرها ناقصة عقل؟ كيف تقوم بواجباتها وعملها وبعض القوانين غير العادلة وتَعتبرها انسانه وحقوقها اقل بكثير من الرجل؟ وكيف تكون عضوه كاملة في المجتمع وهي لا تساهم في المؤسسات الديمقراطية الرسمية طبقا لمسؤوليتها السياسية والاجتماعية؟ كيف يمكن بناء الدولة المدنية الديمقراطية الدستورية بدون حرية لجميع المواطنين بغض النظر عن الجنس؟ المجتمع الذكوري يضع مجموعة من العراقيل والمطبات اما المرأة ويأتي ليقول ان المرأة قاصر وغير كامل الاهلية.
حين نفكر بمأساة المرأة في العراق نجد ان الاف النساء العراقيات فقدن حقوقهن الإنسانية الأساسية لا لشيء سوى أنهن نساء، وتعرضن للاغتصاب او الخطف والتعذيب والضرب في الظروف القاسية التي مر بها البلاد، والجُناة احيانا في مأمن من اي عقاب. وقد أصبحت المرأة احيانا كالسلعة في يد الذكوريين وسلطة والدين للمتاجرة بهن. هذا إضافة الى التمييز الفاحش بين الرجل والمرأة في الإعالة والتعليم والعمل والأجور والمشاركة السياسية والزواج برجال لا يرغبن في الزواج بهم او ممارسة الجنس معهن دون إرادتهن.
بالرغم من كل الجهود المبذولة من اجل الغاء التمييز ضد المرأة سواء في المؤتمرات الدولية الخاصة بالمرأة او بإصدار المواثيق وعقد الاتفاقيات الدولية التي تنتصر لحقوق الانسان والمرأة، مثل الاعلان العالمي لحقوق الانسان، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، فمازالت قضايا المرأة تطرح في معظم البلدان، لتأكيد على اهمية الالتزام بالمواثيق التي تنص على حقوق الانسان والمرأة وانهاء التمييز.
وهذا يتطلب تأكيد تمكين المرأة للمشاركة في الحياة العامة بمجالاتها كافة، وخصوصاً لجهة مشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وتصفية الطابع التمييزي بين النساء والرجال في هذا المجال، وان تكون تلك المشاركة حقيقية وفاعلة، لا مجرد مشاركة شكلية، تزيينية، هدفها تجميل وجه النظام السياسي، والايحاء بتوجهه الى معالجة قضايا المرأة وتمكينها.