توريث المرآه عار على رجال الصعيد



نصر القوصى
2006 / 7 / 3

على العكس ما ينادى به المجلس القومى للمرآه وهى المساواة بين الرجل والمرآه تشهد محافظات صعيد مصر وقائع غريبة تعيد الى الأذهان عصور الجاهلية فمن خلال فحص العديد من القضايا الموجودة داخل ساحات المحاكم المصرية والصعيدية على وجه الخصوص تأكدنا أن هناك نبرة جديدة خرجت على السطح وهى أن توريث المرآه عار على رجال الصعيد فلا بد من عدم توريثها أمام ذلك قمنا بأخذ اراء السيدات التى حرمنا من التوريث بسبب اقاربهم أو أخواتهم فقالت لنا "س.ج" أنا شقيقة لأخ يكبرنى فى السن توفى والدى منذ عشر سنوات تاركا وراءه ثروة هائله من أراض زراعية وعقارات لم يكتب بها وصية ولم يقم بتقسيمها علينا كما شرع المولى عز وجل لثقته فى شقيقى الذى أصبح المتصرف الوحيد فيها وعندما كبر اولادى وأكملوا تعليمهم وأصبحوا بلا عمل طلبت من أخى أن يعطينى نصيبى من الأرض ليزرعوها ولكنى فوجئت به يرفض بل وطردنى من البيت وأسرعت الى رجال العائله وأكابرهم لأشكو لهم ظلم أخى لكن الصدمة انهم ساندوه وقالوا لى بالنص معندناش حريم تطالب بحقوقها فى الميراث فاضطررت الى أقامة دعوى قضائية ضده مع علمى أن المحاكم حبالها طويلة وحتى الأن وبعد مرور ثلاث سنوات استنزفت خلالها أموالا كثيرة لم يصدر حكم لصالحى وكأن القانون يؤيده أيضا
أما "س.ى" لا تختلف كثيرا حيث حرمها أشقاؤها من الميراث بعد تضليلها وأقناعها بأن والدها مات مديونا ولا يملك سوى بعض العقارات وبعد سنوات عثرت على خطاب من البنك يؤكد أن رصيد والدها 130 الف جنيه وعندما أخبرت أشقاؤها بذلك رفضوا الكلام معها ولم تجد سوى المحاكم التى تتردد عليها منذ 5 سنوات دون فائدة أما "ف.م "تقول أستخرج شقيقى الأكبر شهادة وفاة لوالدى بتاريخ 11/11/2004 على الرغم من أن وفاته كانت فى 3/9/2004 ليتمكن من خلالها من سحب مبلغ 73 ألف جنيه من حساب والدى فى أحد ينوك القرية بموجب التوكيل الذى ينتهى سريان مفعوله بوفاة الموكل عنه وبذلك حرمنى من كل هذه الأموال ولم يترك لى سوى الفتات وعندما طالبته بحقوقى قال لى معندناش بنات ترفع عينيها فى وش أخوها ولم أجد مفرا إلا اللجوء الى المحاكم
أما "م.م" 52 سنه تقول توفى والدى وأنا مازلت فى مراحل تعليمى الأولى وتولى شقيقى الأنفاق على إلى أن أكملت تعليمى الجامعى وبعد أن تزوجت طالبته بنصيبى فى الميراث ولكنه رفض بدعوى أنه أنفق نصيبى فى تعليمى وزواجى وعندما علم زوجى بذلك دبت المشاكل بيننا وطلقنى بسبب الميراث الملعون وخسرت صلة رحمى بأفراد عائلتى وأنا الآن فى أنتظار العدالة الإلهية
وفى ذلك يقول الباحثين إن السبب يرجع الى العادات والتقاليد المتوارثة ولقناعة الأباء بأن الأرض ملك لرجال العائله ولا يحق توريثها للابنه خوفا من طمع زوجها مشيرا الى أن جهل المرآه وخوفها من الأخ ساعد فى انتشار هذا السلوك وأكد أن الله عزوجل قد حسم هذه القضية بقوله فى سورة النساء " يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" وفى النهاية نؤكد أننا لم نذكر أسماء السيدات كاملا خوفا عليهم من بطش الأشقاء وأكتفينا فقط بالحروف