حول المرأة الاصل والمجتمع الامومي



نساء الانتفاضة
2020 / 10 / 5

تختلف حياة المرأة اليوم بشكل كبيرعما كانت عليه قبل عقود قليلة مضت، فعندما كان مجتمع النظام المشاعي البدائي كانت تتحقق وسائل العيش الضرورية بواسطة أدوات انتاج بدائية، على اساس الملكية الجماعية لوسائل الانتاج والعمل الجماعي والتوزيع المتساوي للمنتوجات كانت المرأة هي محور المجتمع. وقد وُجد النظام الأمومي بين جميع الشعوب بلا استثناء انذاك حيث لم يكن الزواج والعلاقات في المجتمعات القديمة محكوماً بقوانين وضوابط كما الان. فقد كان تعدد الأزواج للمرأة مقبولاً، وبسبب ذلك لم يكن ممكناً معرفة والد الأطفال، أمّا الأم فهي معروفةٌ دائماً. لذا كان الأولاد ينسبون للأم ويُعرَفون بإسم أُمّهم وعشيرتها لا أبيهم، وما يترتّب على ذلك من حقوق اجتماعية واقتصادية كالميراث، حيث كان الأبناء يرثون أمّهاتهم بالتساوي مع بقية إخوتهم وكان للام سلطة على الرجال في كثير من الأحيان، لكونها المسؤولة الأولى عن حياة الأطفال وتأمين سُبل العيش لهم، من خلال العمل الذي كانت تقوم به يعد المصدر الرئيسي للغذاء كالزراعة وتربية الحيوانات كما هي التي اكتشفت النار والزراعة ونقلت الإنسان من مجتمع الصيد والالتقاط الى مجتمع الانتاج. وهي التي كشفت الادوية من خلال جمع الاعشاب الصالحة للشرب.
ان حالة الاستبداد والتبعية والخنوع لم تكن من خصائص المرأة، بل هي صفات الحقت بها بشكل ممنهج نتيجة تطور نشاط الرجل عند ظهور الملكية الخاصة. وهي الملكية العبودية مكنت اقلية من مراكمة الثروة فتركزت بيد الرجل، مما جعله يحتل المرتبة الاولى ويزيح المراة الى المرتبة الثانية، حيث فقدت نشاطها الاجتماعي مجرد خادمة خاصة لفائدته ولخدمته. تلك المرحلة مازالت مستمرة فالملكية الخاصة عملت على انتاج واعادة اضطهاد النساء عبرهياكلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والايدلوجية.
وبهذه الصورة اقصيت المرأة عن الانتاج الجماعي وتحولت الى عبدة للبيت وسقط الحق الامومي واصبح الابناء ينسبون للاباء. وكما قال انجلس "ان اسقاط الحق الامومي كان هزيمة تاريخية لها فاخذ الزوج دفة القيادة في البيت وحرمت الام من مركزها المشرف واستذلت وغدت عبدة رغائب زوجها وامسيت اداة بسيطة لانتاج الاولاد".
اقتضى التطوّر التاريخي أن يسقط النظام الأمومي ويحل محلّه نظيره الأبوي، وتشكلت العائلة البطريركية التي قمعت المرأة وربطت مفاهيم "الشرف والعفة والخيانة الزوجية" التي تبلورت بسلوك المرأة دون الرجل.
أمّا اليوم، فنحن لا نريدُ مجتمعاتِ أبويّة ولا أمومية، نحن نُطالب ونسعى نحو مجتمع المساواة، حيث لا توجد هيمنة لجنس على الآخر أيّاً كان، والكلُّ يعيش سواسية بسلام ورخاء.