المساواة واجب وليست حقا فقط



إقبال بركة
2020 / 10 / 11

تسعدنى و تملأ قلبي بالأمال العريضة حركة نساء مصر الناشاطات فى كل المجالات. أن تترك المرأة همومها الخاصة و مشاغلها الأسرية و تكرس بعض وقتها لخدمة بلدها فهذا أمر لو تعلمون عظيم. وهو ليس حقا من حقوقها بل واحد من أهم واجباتها، فهى به ترعى حقوق ابنائها و تعزز تمتعهم بحياة كريمة تليق بتاريخ بلادهم العظيم. إنه إعلان عن شفاء المجتمع من “العرج” الذى لازمه طويلا. نعم هو عرج بل عاهة أصيب بها مجتمعنا منذ أن كف المتعلمون عن قراءة كتابهم المقدس، طرحوه جانبا و نفذوا تعاليم جهلاء “طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون”. كتاب الله واضح لمن يقرأه بإمعان، ففى أى سورة حرم الخالق عز وجل المرأة من التعلم أو من العمل أو من المساهمة في خدمة بلدها و حل مشاكله و الإرتقاء به ليكون مثالا للمجتمع المسلم؟! تسأل فلا تجد إجابة..! و قد ينبرى أحدهم ليذكر ماقاله بن تيمية او فلان او علان، فمن الذى أعطى هؤلاء قداسة يزاحمون بها كتاب الله، بل يزيحونه جانبا ليحتلوا مكانته! “. بعض العلماء ينطبق عليهم قوله تعالى” إتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون”(المنافقون ٢)

ويحذرنا الخالق في كتابه الكريم “هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون” (المنافقون ٤).

كرم الله المرأة وخصص لها سورة كاملة “سورة النساء”، و أكد على مساواتها بالرجل “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” فالفرق هنا في النوع وليس في الجنس كما يزعم العقاد ،

جنس الرجال، وجنس النساء..! والدليل على ذلك (من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) . والجنسان سواء، ولكن للرجال على النساء درجة: قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة: ٢٢٨]

وهى درجة المسئولية فمن الظلم ان يتحمل نتائج القرار من لم يساهم فى صنعه بل لم يؤخذ رأيه فيه، وكانت المرأة فى ذلك الزمان . و فى النهاية ” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ…)

ويؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا “يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن اباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى” (من خطبة الرسول في حجة الوداع).

نخلص من ذلك أن المساواة فى الإسلام واجب.