صور من الانحطاط الأخلاقي للبعثيين والاسلاميين هيفاء زنكنة وماري محمد



نساء الانتفاضة
2020 / 11 / 5

يكاد يتطابق نظامي "البعثي والإسلامي" اللذان حكما العراق، في الكثير من الوجوه، فالبعثيين حكموا العراق ومنذ 1968 بالحديد والنار، واشتدت قبضة حكمهم منذ تولي صدام حسين للسلطة عام 1979؛ والاسلاميون أيضا حكموا المجتمع بميليشياتهم وعصاباتهم وفتاويهم، ذات الأساليب القمعية والدموية، والامثلة والصور كثيرة.
هيفاء زنكنة، اعتقلها البعثيون وهي في عمر العشرين، كانت تهمتها "الانتماء للحزب الشيوعي العراقي"، احتجزت في مركز اعتقال "قصر النهاية"، أشرف على استجوابها جلاد البعث الأشهر "ناظم كزار"، كانت تقف عارية تماما امامه، تلقت الركل والضرب في كل انحاء جسمها، أطلق سراحها بعد ستة أشهر من التعذيب، ثم اعيد اعتقالها، أخيرا أجبرت على كتابة الإفادة التالية ((أنى الموقعة ادناه... اعترف انني لم انضم للحزب الشيوعي لأسباب سياسية، بل لممارسة الجنس مع الرجال، وقد عوملت جيدا من قبل قوات الامن)) ثم أجبرت على تسجيل ما كتبته صوتيا، بعد سنة من السجن اطلق سراحها.
ماري محمد، ناشطة في انتفاضة أكتوبر، شابة يافعة في العشرين من عمرها، تقدم العلاج للجرحى من المتظاهرين، وتقدم الدعم المادي لهم، اختطفت من قبل عصابات الإسلام السياسي الحاكمة، غيبت وعذبت كثيرا، أجبرت على تسجيل اعتراف بأنها مارست الجنس مع بعض أعضاء مجلس النواب، بعدها أطلق سراحها، وبعد عام اخرجوا التسجيل.
هل هناك فرق يذكر بين الإسلاميين والبعثيين، ذات الأساليب القذرة، لا يوجد فرق بين ناظم كزار او صدام حسين او طه ياسين عن كل قادة ميليشيات وعصابات الإسلام السياسي، ففي الانتفاضة مارست هذه العصابات كل فنون القمع، والى اليوم يقبع الالاف من الشبيبة في معتقلاتهم وسجونهم، ويتعرضون لكل صنوف التعذيب، لقد قتلوا واغتالوا "زهراء القره لوسي، انوار جاسم، ساره طالب، ريهام يعقوب، هدى خضير، جنان الشحماني" وغيرهن الكثير.
هيفاء زنكنة أصبحت رسامة وكاتبة وروائية، هي تعيش اليوم في لندن، تقول انها تكتب حتى لا تفكر مطلقا بالعودة "الى بلد ما زالوا يمارسون فيه طقوسهم المقيتة".
وماري أيضا هي اليوم تعيش خارج هذا البلد، الذي يسرح ويمرح فيه الإسلاميون، بطقوسهم الشريرة، ووجوههم القبيحة والنتنة؛ فتحية منا لهيفاء زنكنة ولماري محمد.