ابنتك ياايزيس ٣٨



مارينا سوريال
2020 / 12 / 5

مريم الصغرى
صبت كل غضبها على من تبقى فى البيت الكبير ولكن اعترف ما اشفقت على ما فعلته بأولئك النسوه الشامتات بامى العزيزة..تريزا لم يوقفها احد ولكن تلك اول مره ترفض فيها فى العلن ..رحل خطيبها بعد ان علم بهروب شقيقتنا الكبرى من بيتها وبرغم ان زوجها يوسف بات غريبا فى لحظة نظن انها ميتة لامحاله على يديه وفى لحظة اخرى نظن انه يخشى عليها بجنون!! اول من طرب بعد نبأ قيام الثورة غضب منه والده وابى كلاهما يحاول ان يفهم كم ستكون خسارته ..ابى فقد الهيبه عندما اطيح بحزبه الذى عرفه منذ كان فتى صغيرا وكبر معه وربما احبه اكثر من بناته جميعا.. خفت مثلما فعلن جميعا عندما علمنا بخبر الاصلاح الزراعى فكرت فى بيتنا هناك فى الصعيد وارضنا الواسعة التى تخيلت بها قدمى سليمة فأركض مع الفلاحات وسط الحقول ..كبر جسدك ولكن عقلك لايزال كما هو يا مريم ..كانت اخر كلمات امى الراحلة قبل ان تغيب عن دنيانا بفعل ما فعتله سيزا..
فرحة يوسف الوحيدة من كانت قادرةعلى اعطائى الامان وسط كل ما يحدث بعد شهور طويلة من الانقطاع عاد ابى الى البيت الواسع بيت هيدرا جدنا ولكن مصحوبا بامراة تتسربل الاسود وتسير من خلفه تراقب كل قطعة اثاث دون ان ترفع الراس الى الاعلى ..زوجته قالت تريزا ..هل اشعر بالراحة لان ابى عاد؟ام اكرهه لانه قتل امى مرتين الاولى عندما حطمها بفعله سيزا والاخرى عندما تزوج بعد رحيلها بامراة اخرى ولم يفكر فى العودة الينا سوى ليسعى جاهدا للحفاظ على ارضه الواسعة ..
كرهت ابى عندما سمح لها ان تعيش بغرفة امى رغم بكائى له طويلا الا يفعل ..لايستمع يغيب طيله النهار واحيانا يظهر مع واصف بك والد يوسف!!كلاهما يبحث بكل الطرق ليتمكن من الحفاظ على كل شبر فيها بينما يلعن واصف بيك يوسف الذى لم يجد زوجته ويقوم بتأديبها الى الان او قتلها اذا ارتكبت المعصية فى المقابل هو احب شباب الثورة بل انغمس ليكون قريبا من بعضهم تاركا اسم العائلة على الالسنه بعد ان تسرب خبر هروب سيزا بعد ان كذبنا جميعا واخبرنا الكل انها ببيروت لكن احدى نساء عائلتنا فعلت ما يلزم لتعرف السر ..اتهموا احدى قريبات المناسبات اللواتى يحملن معهم الخير الوفير فى طريق عودتهن لبيوتهن محملات من بيتنا الواسع ضامرات السوء لاهل البيت..اردت ان اوقفهم لاقول ان من فعلت ذلك هى صباح لكن ما كان احدا ليصدق مريم العاجزة وكان عجز ساقى هو عجزا لقلى ايضا لااحد يهتم لما ارى واقول سوى امى وقد رحلت وتركتنى اشاهد الكل يتسابق فى الصراخ عندما بدأت الارض تتسرب من بين ايديهم واحدة تلو الاخرى ..لم يتحمل واصف بيك صياع جزء لاباس به من ارضه توفى نائما فى فراشه كمدا دون استيقاظ تاركا لعنته على ابنه الوحيد يتحدث عنها الجميع ..لم نسلم من فم حماه سيزا التى لعنتنا مع شقيقتنا الخاطئة التى كانت وجه الشؤم على زوجها وابنها الوحيد متوعده بقتلها بيدها فور علمها بمكانها بعد ان يأست من صبيها الوحيد يوسف المخدوع بالثورة الجديده تاركا عائلته وابيه وامه وارث اجداده ..كنت احب يوسف عندما تزوجته سيزا كان الوحيد الذى رأى وجودى وعلم اننى وريثة سيزا فى الاعتناء بحديقتها ..اخجل من عرجى امامه فيبدأ بسؤالى عن ازهارى المفضلة ..غضوب على اصغر الاشياء لكن ضحكته صافية رأيت صفائها قبل ان تعرفه سيزا التى ما كانت ترى سوى بشاره وهو يركض من فرقة لاخرى ينتظر فرصة ليثبت للجميع انهم اخطأوا ..لم يبالوا بى عندما كنت استمع الى احاديثهم عن السينما والافلام عن حبه للتمثيل ورغبته فى الانضمام الى اى فرقة مسرحية ليبدأ منها قبل ان يذهب للسينما كمدرسة للتعليم بينما تعشقه سيزا بعيناها وتشاطره الحلم ذاته اراقبهم وافكر ماذا لو كنت فتاة سليمة ؟هل كنت لاكون صديقه لسيزا!! حينها ربما اكون مرئية ربما يحق لى الحلم مثلها واحظى بتعليم مثلما حصلت عليه ..سيزا كم حصلت على كل الاشياء التى اردتها فى الحياه الجمال والحب بينما تكره جمالها وتضيع حبها وتركض من خلف اخر ابكى لاجلها..لو حققت ما اردت لعلمنا وراينا لكنها اختفت وكان الارض ابتلعتها ..لشهور طويلة تبع ابى ذلك لومانا ليعلم مكانها وكل ما حصل اليه انه قد غادر الى اليونان ..سقطت قلوبنا اذا رحلت مع رجلا غريب هاربه من زوجها الى بلادا بعيده ..اردنا ان نعلن موتها لنستريح انا وامى لنفكر فيها ليلا دون ان يعلم احدا ..ان تكف تريزا عن لومنا لكن الخبر انتشر باختفائها واصبحنا حكاية تتردد حول هروب ابنه العائلة المتزوجة مع رجلا اخر..تمنيت لو حققت سيزا ما ارادت اعتقدت انها رحلت لاجل ما احبته حقا التمثيل وليس لاجل لومانا ..تمنيت ان تصبح بطلة وان يشير اليها الجميع ..اه لو كنت بجسد كامل ربما لاصبحت نجمة تصبح فى كل حكاية ورده جديدة بلون ورائحة وحبيب جديد..وكانهم ارادوها بعيده لينسى الناس امرها ولا تعود للظهور من جديد ..ابى الذى اراد قتل عبدلله وتشفعت فيه نبويه لدى خالتى رفقة ما نجا ..شعرت انها كان لينجو فى كل الاحوال هل كان ابى قادرا على فعلها ؟اردت رؤية سيزا من جديد ولكن ابى لم يعد ابى ايضا ..عدت احفظ مزاميرى من جديد لولا ان امى علمتنى كيف اقرأ لاقرأ الانجيل والمزامير ما علمنى احدا ..اصلى لها فى صلاتى قبل النوم وعند استيقاظى ان تكون روحها الان مستريحة مع القديسين فهى لم تخطىء فى حياتها كانت امى باره تحب الناس لكن الناس لم يحبوها ..فازدادت لعنتى عليهم فى قلبى يوما بعد الاخر وزادالامر ان وجدت يوما تريزا وزوجة الاب تتناولان الفطار سويا وكان امى لم تكن هنا من قبل ..تخيلت نفسى للمره الاولى بساق سليمة ولكن ليس بسبب اننى اردت ان اصبح اما بل لاقتل تلك المرأة التى حصلت على ما لايحق لها ابدا ..