كيف عبث الولد المدلل بأشلاء أبيه



حيدر الكفائي
2021 / 1 / 2

ملاحظة ؛ لم تكن في قرارة نفسي ان اكتب عن هذه المأساة لكن اعادة
القضية من قبل محكمة موقتة في كالگري ستامبيد وثبوت القضية ضد هذا الفتى الآبق واعترافه أمام القاضي هي التي دفعتني لأن اكتب عن هذا الوجع ،،،، طبيبه والمحامي الموكل بالقضية افرزا مسألة اصابته بالذهان المرتبط بالانفصام امام تلك المحكمة وقد اخبر موكله بأوامر كان يعتقدها انها صادرة من قبل الرب بقتل والده واصوات يدعي بأنها تدفعه لفعل الجريمة النكراء ، وقد صرح في وقت سابق باعتقاده انه ابن لفرعون مصر .
ألمنا لازال لم يبرد وجرحنا الى الآن لم يندمل ، الى الله المشتكى .
....................................................................

في مملكة الاردن التقيته كواحد من افراد الجالية العراقية التي كانت وقتذاك تأن من سلطة النظام القمعي وانتهازية الدولة الجارة ليصبح العراقي بين هذا وذاك كالحَمْل الضعيف بين ضواري جائعة ... ابا نور شخصية ناشطة ضمن عدد محدود من العراقيين يتحرك بحدود اكثر اتساعاً واماناً من بقية العراقيين حيث وفر له مكتب الامم المتحدة وللبعض ممن حصل على قبول اللجوء حياة آمنة ريثما يتم نقلهم الى دول المهجر . كنت اتردد عليه بين الفينة والفينة بعد ان تعمقت علاقتنا واصبح هناك تزاور وأُلفة تمخض عنها علاقة عائلية بقيت مستمرة حتى مابعد الهجرة الى دولة كندا . كان لديه ولدان صغيران لطيفان ، (زين) كان الصغير المدلل وكثيرا مايصحبه والده معه ليترك الكبير (نور) في حسرة واحيانا تذرف دموعه لأجل ان يذهب مع ابيه هو الآخر .
رحلة طويلة قضاها هذا الصديق من الاردن الى حيث منتهى حياته في وديان كندا وجبالها وثلوجها وبردها القارص ،، رحلة كانت معبدة بالآمال والطموح قضاها وهو يجوب مدن المهجر ومقاطعاته من مدينة كالگري الى العاصمة اوتاوا ثم الى شرق مقاطعة اونتاريو في هاملتون ، بين الشرق والغرب يتنقل حاملا عياله معه ليرسم لهم مستقبلا زاهرا ، فيدخل في عمل وينتقل الى آخر وربما غامر بعض الشيء في اعماله الحرة التي حصد منها الكثير وافقدته الكثير ايضا . كبر ذلك المدلل الوديع ( زين) في كنف تلك العائلة المحترمة متفوقا بدراسته يستمتع بحياة حرة كريمة . كان آخر اتصال لي مع هذا الصديق هو في ربيع عام 2017م ولم اعلم ان ذلك الصوت الجهوري والحديث الشيِّق وانفاسه كانت آخر شيء اسمعه منه ففي تموز من نفس العام انتشر ذلك الخبر المشؤوم في صحف عدة انتشار النار في الهشيم فقد نزل عليَّ وعلى محبي ذلك السيد الجليل كالصاعقة واحال اوقاتنا الى حزن وكآبة وأسى . ذلك المدلل الوديع انهال على والده بضرب مبرح ولم ينفك عنه الا وقد عبث بجسده ليمزق اشلاءه ويقتطع اجزاءً منه ، حيث استنفرت شرطة المدينة للبحث عن جثته التي صعب عليهم ايجاد كل اعضاءه لولا ان عامل بناء اكتشف كيسا ليجد رأس ذلك السيد فيه بعد ان مارس هذا المدلل بأبيه مالم تفعله حتى الحيوانات المتوحشة اذ كان يحتفظ بجسد ابيه في ثلاجة ليبدأ بتقطيعها ثم دفنها في مكان بعيد عن اسوار المدينة ،،،،،، رحم الله ابا نور الأخ والصديق المحترم .