رعاية الأطفال الأيتام في العراق وفق المنظور الدولي خطوة لتحقيق ألأصلاح والتطوير



سوسن شاكر مجيد
2021 / 2 / 19

فقد الكثير من اطفال العراق احد الوالدين او كلاهما نتيجة الحروب اواعمال العنف او الحوادث او الأمراض وغيرها . وان عملية الفقدان بحد ذاتها تعد مشكلة نفسية واجتماعية خطيرة يمكن ان تصاحب الطفل طوال حياته وتؤدي الى معاناته من العديد من الضغوط النفسية والاجتماعية والصحية التي قد تمنعه من الأستمرار في ممارسة شؤون حياته بشكل متوازن اذا لم يجد اليد التي تمسك به وتساعده على تجاوز محنته.
واشارت الكثير من الدراسات العلمية الى ان اهمال الأطفال الأيتام قد يؤدي الى التأخر الدراسي او ترك المدرسة، او ألأصابة ببعض العقد النفسية فضلا عن تدني القدرات العقلية والفشل في مواجهة المهمات التعليمية.
ففي دراسة مسحية اجراها الجهاز المركزي للأحصاء حول خارطة الفقر توصلت الى ان نسبة ألأرامل في العراق بلغت 8,3%، كما اشارت دراسة اخرى حول المسح الوطني للنازحين في العراق لسنة 2014 الى ان 21% من ألأناث و19% من الذكور تعرضوا للعنف والأساءة وفقدان احد الوالدين نتيجة النزوح. اما اعداد الأيتام في العراق فلم تعثر الباحثة على اية احصائية في هذا المجال. ولكن احصاءات وزارة التخطيط لعام 2014 تشير الى ان اعداد دور الدولة لأيواء الأيتام بلغت (22) دارا في عموم محافظات العراق وتضم (366) يتيما منهم (242) من الذكور، و(124) من الأناث. وترى الباحثة ان نسبة مايتلقاه الأطفال الأيتام من رعاية من قبل الدولة مازالت ضعيفة جدا.
ومن الملفت للنظر ان تقارير ديوان الرقابة المالية ومن خلال تقييمها لعمل دائرة رعاية القاصرين ( اي انها الجهة الرسمية المسؤولة عن الودائع المالية للأيتام القاصرين والأطفال المفصولين عن احد الوالدين) توصلت الى النتائج التالية:
1- عدم اعتماد الدائرة مجالات لأستثمار اموال القاصرين وانما اعتبرتها ودائع ثابتة لدى الجهاز المصرفي مما أدى الى تآكل وانخفاض قيمة ارصدة القاصرين عبر الزمن
2- تدني نسبة الفوائد المتحققة على الودائع الثابتة لدى الجهاز المصرفي وبنسبة 6%
3- عدم قيام المديرية بأبلاغ القاصرين عند بلوغهم سن الرشد لمراجعتها لغرض استلام الأموال الخاصة بهم وألأكتفاء بأبلاغ بعض القاصرين شفويا خلافا لتعليمات قانون رعاية القاصرين.
4- تدني نسبة الزيارات من قبل الباحثين الأجتماعيين في الدائرة للقاصرين اذ بلغت الزيارات 3564 زيارة خلال عام 2013 في حين ان مجموع القاصرين ( 630519) قاصرا وقاصرة وبنسبة 1% خلافا للقانون.

ومن اجل رعاية الأطفال ألأيتام وتحقيق احتياجاتهم لابد من ألأطلاع على خبرات وتجارب الدول المتقدمة في هذا المجال وتعرض الباحثة بعض من الجمعيات والمؤسسات المعنية بالأيتام في العالم عسى ان يستفيد العراق منها من اجل ألأصلاح والتطوير وهي:



جمعية ألأيتام العالمية Worldwide Orphans WWO

تأسست الجمعية من قبل الدكتور جين ارونسون عام 1997 اذ كرس حياته في العمل مع ألأطفال ألأيتام من جميع انحاء العالم، واولى اهتمامه بصحة ألأطفال الجسدية والعقلية والتعليم والقدرة على التخطيط كي يكونوا اعضاء منتجين ومثمرين في بلدانهم.

الرسالة:
تغيير حياة ألأطفال الأيتام من اجل مساعدتهم في ان يصبحوا أصحاء ومستقلين واعضاء منتجين ونافعين في مجتمعاتهم والعالم.
الأهداف:
-ضرورة تحقيق التكامل للأطفال الأيتام في مجتمعاتهم المحلية والثقافات الأخرى وتحقيقا لهذ الغاية فأن برامج المؤسسة هي مخصصة للأطفال الأيتام.
-تحديد احتياجات ألأطفال ألأيتام في ألأطر المؤسسية وتلبية ألأحتياجات من خلال البرامج الطبية والتنموية والنفسية وألأجتماعية والتربوية التي تخدم المعايير الثقافية في كل موقع.
-رعاية ألأطفال الأيتام وتقديم الحب وألأهتمام وهو حق طبيعي لكل طفل حتى انه يمكنهم من النمو وتعلم اللعب التي تحقق الحياة الكريمة لهم وللكبار.
-تشجيع الشراكات الأستراتيجية مع المنظمات المماثلة لها سواء داخل البلد او على الصعيد الدولي من اجل توسيع انتشارها. -استخدام الموارد على نحو فعال وضمان استدامته.

-التركيز على البرامج المجتمعية وبناء القدرات في البلاد بما في ذلك الرعاية الصحية المجتمعية وبرامج التوجيه ، وبرامج التدريب، ومركز موارد الأسرة.
-التدخل المبكر وتشمل البرامج العلاج المهني والمادي والتقييم ومساعدة ألأطفال المعرضين للخطر، وخاصة في مجال الرعاية الصحية والتعليم وتعزيز الثقة بأنفسهم وتوثيق علاقتهم مع الكبار.
-تقديم الدعم التعليمي للأطفال وتدريب المعلمين والتوجيه والأهتمام بأحتياجات ألأطفال الذين يعيشون في دور ألأيتام.
-تشجيع الأبداع والتعبير عن الذات من خلال أقامة المخيمات التنموية للأطفال.
-تقديم برامج الفنون العالمية وممارسة الرياضة البدنية والعمل الجماعي والمنافسة السليمة والعمل الجماعي والقيادة
وتقع الجمعية في الولايات المتحدة الامريكية ولها فروعا اخرى في بلغاريا، واثيوبيا، وهايتي، وصربيا، وفيتنام.

جمعية اليتيم ألأمريكية The Orphan Society of America
الرؤية:
تمكين ألأطفال الذين تيتموا لأسباب عديدة ومنها العنف.
الرسالة:
تقديم الدعم الأجتماعي والتربوي للأفراد الذين تيتموا لأسباب عديدة ومنها العنف.

كل عام يتم عزل الآلآف الأطفال والمراهقين لأسباب العنف في الولايات المتحدة هؤلاء ألأطفال الذين فقدوا احد الوالدين بشكل عفوي، وغير طبيعي نتيجة جرائم القتل والأنتحار والحرب والكوارث الطبيعية والحوادث والموت المفاجيء.
وتقدم الجمعية الخدمات والموارد التعليمية وزيادة الوعي والدفاع نيابة عن ألأيتام.
وهي المنظمة الوحيدة المكرسة لتوفير برامج للأفراد الذين تيتموا بسبب العنف. وتلتزم الجمعية بتقديم المنح الدراسية بعد الثانوية للأطفال لتحقيق الأهداف الشخصية المهنية مثل كليات المجتمع والمدارس المهنية او البرامج التجارية.
مساعدة ألأطفال على ألأستعداد الكلي من خلال توفير المساعدات المالية وتلتزم الجمعية بتقديم المساعدات المالية للأطفال من اجل تخفيف الضغوط المالية المؤقتة التي يعانون منها.
ان مالايقل عن 3,000,000 ملايين طفل يشهد حوادث العنف المنزلي كل عام في الولايات المتحدة. وان حوالي 400,000 الف طفل فقد احد والديه بسبب فيروس نقص المناعة.

مؤسسة اليتيم The Orphan Foundation:

هي مؤسسة غير هادفة للربح تهدف الى مساعدة وانقاذ ألأطفال اليتامى، وان هناك 143,000,000 مليون يتيم في العالم وهناك 20,000,000 مليون طفل نازح في العالم.
تأسست عام 2006 من قبل وزيرة الخارجية في كاليفورنيا، وتهدف الى مساعدة الأيتام وخلق حياة هادفة ومثمرة بمجرد دخولهم للجمعية وتقديم الدعم المالي للأسر المعتمدة. من خلال وكالات التبني المؤهلة والتعليم والمساعدة المالية والتعليمية للأطفال الأيتام من ذوي ألأحتياجات الخاصة.
ورسالتها القضاء على العوائق التي تحول دون ألأعتماد من خلال توفير الدعم المالي والمعلومات للأسر المعتمدة وخدمات للأيتام في جميع انحاء العالم فضلا عن تقديم المنح.
وتقوم المؤسسة بتلبية احتياجات الأيتام وتهدف الى :
- تقليل الحواجز المالية للأعتماد عن طريق تقديم المساعدة المالية والمعلومات للأسر المعتمدة.
- زيادة الفرص امام ألأطفال للأعتماد من خلال توفير التدخلات الصحية والطبية اللازمة والأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية.
- زيادة فرص الأطفال ألأكبر سنا للاعتماد على انفسهم من خلال توفير الحوافز والأتصال مع الأسر المعتمدة.
- تأسيس مجموعة من المتطوعين الذين يساعدون ألأطفال الذين هم في دور انتظار ألأعتماد ومنع تطور المشاكل الصحية والبدنية والعقلية
- المساعدة في انتقال اليتيم الى نمط حياة منتجة.






المقترحات:
1- تشكيل لجنة عليا في وزارة العمل يقع على عاتقها وضع الخطط والبرامج الكفيلة للارتقاء بمؤسسات الايتام في العراق الحكومية والخاصة تضم كل من وزارات التربية والثقافة والشباب والرياضة والمراة ومنظمات المجتمع المدني والمختصين
2- وضع استراتيجية وطنية لرعاية ودعم الاطفال الايتام في العراق بالتعاون مع المنظمات الدولية كاليونسيف والاستفادة من الخبرات الدولية المتخصصة في هذا المجال.
3- انشاء قاعدة بيانات ومعلومات عن الاطفال الايتام في العراق موزعين وفق النوع والعمر والمحافظات للأستفادة منها من قبل المخططين والباحثين ومتخذي القرار.
4- ايلاء الاهتمام بالاطفال النازحين المعرضين للعنف والاساءة وفاقدي احد الوالدين وتوفير مقومات الحياة الكريمة والتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية لهم.
5- تسليط الضوء اعلاميا حول اساليب الرعاية والتنشئة الاجتماعية للاطفال الايتام وتشجيع العوائل العراقية على التبني او دمج الاطفال الأيتام مع اسرهم.
6- توأمة دور الدولة للايتام التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية مع مؤسسات الايتام الدولية والاقليمية والعربية من اجل دمج الاطفال وتبادل المعارف والخبرات والثقافات بين المؤسسات.
7- ايجاد مراكز تاهيلية نفسية لمعالجة الاطفال الايتام المعرضين للصدمات والعنف والاساءة واليتم ومحاولة تكييفهم ودمجهم مع المجتمع
8- دعم الاطفال ماديا من خلال تخصيص رواتب لهم من اجل توفير سبل العيش الكريم وسد النفقات الدراسية والصحية وغيرها.
9- تخصيص منح دراسية للايتام وخاصة اولاد الشهداء والعمليات الارهابية والمفقودين من اجل اكمال دراستهم
10- تشجيع الجامعات على اجراء البحوث والدراسات التربوية والنفسية عن الاطفال الايتام وتقديم الدعم المالي لهم
11- اقامة المؤتمرات والندوات المتخصصة التي تهتم بمعالجة المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية التي يعاني منها الاطفال الايتام واسرهم ودعوة المختصين اليها.
12- تشجيع منظمات المجتمع المدني على تأسيس دور رعاية ألأيتام من اجل ايواء وتأهيل واحتضان الأيتام علميا وتربويا ونفسيا
13- ضرورة وجود المرشدين النفسيين والتربويين في المدارس ألأبتدائية والثانوية في العراق من اجل تشجيع ألأطفال ألأيتام على ألأندماج ألأجتماعي والمشاركة في ألأنشطة ألأجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية التي تقيمها المدرسة
14- استثمار اموال القاصرين في المشاريع الأستثمارية المدرة للربح وبما يعود بالنفع على الأطفال مستقبلا.
15- محاسبة الفاسدين الذين يسرقون اموال الأطفال الأيتام بشتى انواع الحيل والأساليب واتخاذ العقوبات الرادعة بحقهم.
16- ضرورة مساعدة الأيتام وخلق الشخصية الأستقلالية لهم وتوفير ألأحتياجات المادية اللازمة للعيش الكريم خاصة بعد خروجهم من المؤسسات ألأيوائية.
17- وضع النظم والتعليمات التي تحدد مكانة ودور الأسر البديلة او الأم المتبناة بحيث تصبح وظيفتها رسمية وعلى وزارة العمل اعطاء هذه الوظيفة قيمتها في نظر اصحابها ونظرة المجتمع بما يحقق الأطمئنان النفسي للأسرة او الأم البديلة والطفل.
18- اجراء عملية التقويم الشامل للمؤسسات ألأيوائية الخاصة بالأيتام وتحديد جوانب القوة والضعف فيها واحتياجاتها المستقبلية من اجل الأصلاح والتطوير.