حركات المراة للتحرر



صبيحة شبر
2006 / 7 / 28

رغم ان العالم كله ، يسير نحر التقدم والازدهار في شتى الميادين ، فان الإنسان في المنطقة العربية ، يتراجع حاله يوما بعد يوم ، وتمنى حركات التحرر العربية بمزيد من الانتكاسات ، ويفقد الإنسان العربي العديد من المكاسب التي أحرزها فيما مضى ، وان كان هذا حال الرجل ، فان المراة العربية تتراجع ، وتعود أهمية الحقوق التي يجب ان تحوز عليها الى الوراء ، وانه من قبيل المبالغة ذلك الرأي الذي يذهب الى ان المراة تتطور في عالم اليوم ، كيف تتطور ، وحالتنا تزداد سوءا ، ووضعنا تكثر به التراجعات ، وحقوقنا تغتصب ، استقلالنا يهدد ، وبلادنا تنتهك ، وآلاف من القتلى والجرحى يسقطون ، لا لشيء الا أنهم من هذه المنطقة الغنية المبتلاة ، ويمكنني القول ان حال المراة العربية في تراجع فظيع ، وهي لا تستطيع ان تتقدم لوحدها ما دام المجتمع يتأخر ، ومن يقول ان القرن الحادي والعشرين سيكون للمراة ، يكون متفائلا كثيرا ، وان توقعاته ليست قائمة على ارض الواقع
يتطور العالم ويسارع سيره نحو إحراز المكاسب المالية على حساب الانتصارات الإنسانية ، الحركات التحررية من اجل نصرة الإنسان ،، ومد يد العون له تتراجع ، وتقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الكم الهائل من الانتهاكات ، لنضرب مثلا ما يجري في لبنان والعراق ،، من ارتكاب لجرائم كبيرة ،،في حق البشرية كانت قبل هذا اليوم تقابل بالرفض والتنديد والتضاهرات والاضرابات وردود الفعل التي يمكنها ان تحقق بعض الانتصارات ، وان أحرز الإنسان بعض الانتصارات على الصعيد الشكلي ، فانه بالتالي وصل الى شعور طاغ ،، بالغربة يجتاح الناس في أركان المعمورة ، ويخبرهم أنهم أصبحوا شبه عاجزين عن فعل أي شيء للحيلولة تفاقم هذا السيل الجارف لانتهاك حقوق الإنسان في عالمنا المنكوب
كانت المراة سابقا تعاني من انعدام الحقوق ومن عدم استطاعتها من اكتساب الثقافة العالية ، او من الحصول على العمل المناسب ، أصبحت الآن تدرس وتتعلم لتخرج وتبحث عن عمل مناسب ، فاذا الأعمال شحيحة ، والبطالة متفاقمة ، وتجد نفسها ترزح تحت نير العديد من الأعباء ، وظيفة لا تسد الرمق ان وجدت تلك الوظيفة ، أعباء منزلية لامن معين لها بها ، مع انها نادرا ما تجد التقدير على أعمالها الكبيرة والمرهقة ، أرادت ان تحسن من وضعها وان تحصل على حياة أفضل ،،لأنها تعمل وتساهم في تحسين ظروف الأسرة المعاشية ، فاذا بها لا تجد من ينصفها ، أعمالها خارج المنزل سواء احتفظت براتبها او بذلته كله من اجل الأسرة ، ليس سببا كافيا لنيل التقدير المناسب ، تبقى الأعمال المنزلية على عاتقها ، ويتوقع منها الكثيرون ان تقوم بالعملين معا وهي مبتسمة ، لا تحتج ، لانه قدرها ان تؤدي الأعمال المنزلية كلها ، وان اشتغلت خارج المنزل فهذا تفضل من الزوج لانه سمح لها بالعمل
ونظرا لكثرة الحروب المشتعلة بسبب ،، او بانعدام الأسباب فان عدد النساء بازدياد اذا ما قورن بعدد الرجال ، وبالتالي قلة الفرصة في الحصول على الحب وإشباع العاطفة ، او الاقتران بالرجل المناسب ، وأظن ان حوادث الانتحار التي زادت حدة بين النساء ،، من أهم أسبابها تدهور الوضع الاقتصادي وانعدام الفرصة أمام المراة للزواج السعيد ، وكلا الأمرين متداخلان ، لان الوضع الاقتصادي الجيد يمكن المراة من الحصول على فرصة كبيرة للافتران برجل محب وناجح ، أصبحت العلاقات الزوجية هكذا بعد ان أضحى كل شيء يشترى بالمال نظرا للتدهور الذي نعاني منه بسبب مجيء مباديء لم تكن لدينا سابقا
يمكن المنافسة بين الرجل والمراة من اجل تجويد العمل والوصول معا الى بر السعادة والأمان ، ولكن الصراع بينهما ليس من الأمور الايجابية ، فقد يهدد كيان الأسرة ويشتت الأولاد وينشيء شبابا مرضى سلبيين
كثرت الأحزاب والجمعيات التي تنادي بحقوق المراة ، ان كانت حقوق أدبية او ثقافية فمرحبا بها ، اما حقوق الصراع بين الجنسين فليس محمود العواقب ، من دواعي الحياة السعيدة ان يكون الجنسان متفقين متحابين ، قد يختلفان ، لكنهما معا يتعاونان من اجل الحياة السعيدة ، وتخريج الأبناء الأسوياء
المراة في وضع بائس والرجل أيضا ، ولا يمكن ان يتطور المجتمع الا بإيجاد علاقات الحب والتفاهم لبناء الإنسان ، الذي دمرت حياته الكثير من الأسباب ، منها الحرب غير العادلة والنظر الى المراة ، وكأنها جنس آخر اقل من الرجال