نوال السعداوي



نهى عبير
2021 / 3 / 22

فقدنا يوم الأحد 21مارس 2021 الدكتورة الكاتبة الروائية الطبيبة الثورية المعلمة نوال السعداوي.
فقدنا عقلا مستنير، وقلم جرئ، ولسان حر لا يخشى أحد عند قول الحق.
توفت يوم عيد الأم، وهي أول من طالبت بحقوق الام في انتساب أطفالها لها، وذكر اسمها بعد اسمهم وذلك ابسط حقوقها.

في بداية شبابي كنت ناقمه على حياتي، اكره نفسي لكوني ولدت امرأه، أرى انني مكسورة الجناح وضعيفة، لن استطيع القيام بشئ دون مساعدة رجل يتولى أمري ويدير حياتي؛ كأغلب البنات في عمري نرى أن التعليم شئ ثانوي وان الأهم هو الزواج والانجاب، ان الصح والخطأ هو ما يحددهما المجتمع ورجال الدين، وأن التفكير الكثير يفسد العقل ويخربه؛ لكنني كنت احيانا اتمرد واثور ولا أقبل بكثير من افكار المجتمع وأعود ساكنه بعد صفعه او عقاب شديد..
هذا ما زرعوا في عقولنا منذ الصغر، وتربينا عليه، واعادوا على مسامعنا مراراً وتكراراً..
كنت اتسائل دائماً لماذا خلقت أنثى، لماذا وضعني الله في هذا الجسد الذي لا استطيع التحكم فيه الا بإذن المجتمع؟
وجدت إجابة اسألتي في كتب وروايات دكتورة نوال السعداوي، تخلصت من جزء كبير من الحيره، علمت ان تمردي على العادات والتقاليد لم يكن إنحلال بل كان حقي وانتزعته..
حين كنت افرض ضرب الذكور من عائلتي ليه واهددهم بانني ساسجنهم، كان حقي، لم أكن قليله حياء والا امرأة سليطه اللسان.
كان لكتب نوال السعداوي فضل كبير في تعليمي الكثير من الأشياء وتصحيح المفاهيم الطبية والمجتمعية والاخلاقية..

ولكن الدولة والمجتمع عارضوا أفكارها سابقاً، واتهومها بالكفر وانها تدعوا للانحلال الأخلاقي وتعترض على أمر من أمور الدين، حينما طالبت بتجريم الختان، وناقشت بالأدلة العلمية والبحث اضراره ومخاطره على حياه الاناث والذكور؛ وكان رثاء لها بعد مجهود عقود في مكافحه الختان ان الدولة جرمته ووضعت له عقوبه مشددة بالسجن والغرامات الماديه، وشرعت في تنفيذ هذا القرار في السنوات الاخيرة بعد أن عانت كثير من النساء ومات الكثير بسببه..

وعلينا الان ان نلتفت لافكارها المنسيه ونسعى لتطبيقها كالمساواه بين الجنسين، واعمال العقل في كل الأمور دون اخذ اذن من احد، والتمدد على كل العادات والتقاليد الظالمه للمرأة التي تعيق حياتها ونجاحها..

ولمن لا يعرف من هي الدكتورة نوال السعداوي
نوال السعداوي (27 أكتوبر 1931 — 21 مارس 2021)، طبيبة أمراض صدرية، وطبيبة أمراض نفسية، وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص،كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، ٱشتهرت بمحاربتها لظاهرة ختان الذكور والإناث.

أسست جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، كما ساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان.
حصلت على ثلاث درجات فخرية من ثلاث قارات.
ففي عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون مأكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.

شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفي الجامعي. كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة. وأسست جمعية التربية الصحية وجميعة للكاتبات المصريات، وعملت فترة كرئيس تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحرره في مجلة الجمعية الطب وجريدة الاهرام المصرية.