الإسلام يقف حاجزاً في وجه مجتمع مدني سعيد



محمد قاسم علي
2021 / 4 / 8

إن الشرخ المجتمعي و التفاوت الكبير بين حقوق الرجل و المرأة ما هو إلا سِمة سائدة في العالم الإسلامي، مما يُولد من منظور آخر مأساة و شرخ كبير، عصي على الإلتئام أحياناً.
وإن القوانين التي تستند الى الأحكام و الأعراف الإسلامية، ما هي إلا قوانين تعزز من هدم "الهيكل المتداعي"، و تُقوض البُنية الأساسية التي تحتاجها الدولة للبناء.
أما بخصوص كون الإسلام يتدخل في قوانين وضعية وضعها الإنسان لتنظيم حياته المدنية، فهذه هي الكارثة الكبرى، في بعض الأحيان تكون نتائجها متفاوتة من حيث الضرر من بلد الى آخر، لكنها في نهاية المطاف كارثية، وأقصد هنا البلدان الإسلامية.
نتناول ما يحدث في العراق مثالاً:
وفق القانون الذي يقف مع الرجل جملة و تفصيلا، والذي يُذعن في إهانة المرأة، من حق الرجل أن يتزوج دون عِلم زوجته، كما أن القانون يقف معه " شرعاً" بأن يُطلّق زوجته غِيابياً. كُل هذا مُدَعّم من قِبَل الشريعة الإسلامية. وبهذا سيواجه المجتمع ظُلماً بلا حدود، لأن نصف المجتمع في حالة إنهيار.
هذا ما سيتولد من مجتمع يُخول الدين الإسلامي في الوقوف وراء القوانين المدنية الحديثة. أما بما يَخُص الرجل دون المرأة بالزواج من أربع في آن واحد، لهو أمر يدعو الى السخرية من حيث الحجة الضعيفة التي يستند إليها، الحُجة هي، بدلاً من أن يزني الرجل و يكون غير مُخلصاً لزوجته ، يكون من الأفضل أن يتزوج نساء تصل الى العدد أربعة في آن واحدة بشرط العدول، وهنا العدول أمر مستحيل، في السابق، أي في صدر الإسلام كانت الحجة مختلفة و تتعلق في الكثير من الأحيان بالابعاد المادية، وإن كانت لا تخلو من النزوات الشخصية و الرغبة في الجنس و السيطرة. إن هذا الموروث موروث الساميين، ليس طعناً في التاريخ ، و للحفاظ على المصداقية، ربما كان هذا النظام الأرقى في ذلك الوقت.
اما الآن، لن يعد يجدي نفعاً. بل إن آثاره سلبية بحتة.
إذا ما عدنا الى الجانب الذي يتناول المرأة، نجد أنها مُنهكة و مُستهلكة بشكل فاق الحدود، و الخطر ينتقل إذا ما أدركنا أنه هي من تقوم بالجزء الاكبر من تربية الأجيال، هذه المهمة تقع على عاتقها. كيف ستكون بيئة الطفل آنذاك؟ هل هي صحية؟ ماذا سينتج؟
الجواب : بيئة الطفل مرتبكة و مشوهة، الجواب يُجيب السؤل الثاني بما أنها بيئة مشوهة إذا أنها بيئة غير صحية، أما النتائج ستكون قاسية جداً من حيث وقوع الطفل في مسار خاطئ منذ بداية شق طريقه في هذه الحياة و إستلام المعلومات في الدماغ. فالحذر من ولادة طفل مأزوب في أسرة مأزومة، المجتمع سيكون مأزوم بلا شك.
العلاقات الجنسية يجب أن تكون متوازنة الى حد كبير، و هذا أمر يصعب تحقيقه بالتنظير، الإحتياج الى العمل الجاد، أمر ضروري.
في مجتمع عشائري كالمجتمع العراقي و العربي تزداد التحديات في وجه التنمية و المساوة و العدالة و تحقيق كرامة الإنسان، من جهة إخرى، الدين يقوض هذه المساعي، الى يومنا المعهود هذا على أقل تقدير. مما يزيد التعقيد تعقيداً.
فكر في الحل!.