التوافق بين الزوجين



صبيحة شبر
2006 / 8 / 3

يقدم الناس على الزواج ، لأسباب عديدة ، منها أنهم لا يريدون ان يبقوا لوحدهم في الدنيا ، وأنهم بحاجة الى من يشاركهم الحياة ، ويتفهم أفكارهم ، ويتعاطف مع مشاعرهم ، بعض الناس يضعون رابطة الحب والأحاسيس الدافئة ، والمشاعر الجميلة التي تربط بين رجل وامرأة من شروط الزواج السعيد وتكوين الأسرة القوية المتفاهمة ، وهؤلاء الناس يحجمون عن الزواج ، ان هم لم يحبوا ، او أنهم أحبوا لكن لم تتح لهم الفرصة بالارتباط ممن أحبوه ، لهذا يختارون ان يبقوا بلا زواج على ان يرتبطوا بمن لا يبادلهم العواطف ،، ويشاركهم المشاعر الجميلة
ولكن الحب ، تلك العاطفة السامية , وذلك الشعور الرائع بالجمال ، وتلك الأحاسيس الجياشة من البهجة ، هل هي قادرة ان تبني البيت السعيد والأسرة المتفاهمة ، ولو نظرنا الى قصص الحب التي توجت بالزواج في مجتمعاتنا ، لهالنا ان نجد ان اغلبها قد انتهت الى فشل ذريع ، اما بالانفصال العاطفي ، وبقاء الزوجين في منزل واحد وكأنها غريبان عن بعضهما وكأن احدهما لم يحب الآخر ولم يذب به عشقا ، واما ان يختارا الانفصال النهائي ، وكل منهما يذهب الى بيته المستقل ، ولو درسنا هذه الحالات لوجدناها من الكثرة تفوق عددا الحالات التي بقي الحب رابطا بين الزوجين ، فلماذا يفشل الحب بين الزوجين ، وتنطفيء تلك الشعلة من الجمال والبهجة ؟ التفاهم بين الزوجين والتقارب بينهما في الأفكار والاهتمامات ، والآراء السياسية ، والتدين ، هو الذي يوحد الزوجين ويقوي العلاقة بينهما ، مثلا لو احب رجل متدين نشأ في بيئة محافظة ، تقنن كل شيء ، ولا تبيح أمرا الا بقانون الحلال والحرام ، وتنظر الى رأي المجتمع ،، بخوف وترقب ، ولا تبيح لأولادها وبناتها الا الأمور الضئيلة جدا والتي لا تتعارض ابدا مع الحرام وقانون العيب ، اذا تزوج هذا الرجل من امرأة نشأت في بيئة متحررة تبيح كل شيء ، فماذا يحدث للعلاقة الزوجية ؟ الأغلب ان كل خطوة تخطوها الزوجة ، يفسرها الزوج وكأنها تحرر زائد عن الحد وفوق المعقول او بمعنى أدق ( قلة أدب) ولو كان العكس صحيحا ، ان الزوجة قد نشأت في أسرة متدينة كثيرا ، تعمل حسب قواعد الدين وحسب ما يبيحه المجتمع الذي يكون حادا وقاسيا في بعض مناطقنا العربية ، كيف تتصرف المراة التي ترتبط برجل بدافع الحب وهي متدينة تصوم وتصلي وقد تكون محجبة أيضا ،اذا تزوجت من رجل يشرب ويلعب القمار ويرى في الحب انه حرية يمكنه ان يحب كل يوم واحدة ، لابد ان كلا من الزوجين يصبر اولا بدافع العاطفة الجميلة التي ربطت بين الاثنين ، ثم بعد ذلك يجد ان حبه من كثرة الخلافات قد تبخر ، وانه من الأفضل لكلا الطرفين ان يودعا بعضهما بالحسنى ، وهذا مع الأسف الشديد لا يحدث ، يبقى الاثنان منتظرين وخاصة النساء حيث يخشين من كلام الناس ، ولكن الذي يجب ان نخشاه ، ان تموت العلاقة الزوجية الجميلة ، ويبقى الزوجان غريبين ، ينجبان الأولاد المعقدين