خطب الجمعة قنابل موقوتة ، خطبة مسجد الحاج إبراهيم في أربيل نموذجا



قيس قره داغي
2006 / 8 / 8

في الوقت الذي يمر البلد بمرحلة تعد من أصعب مراحل التأريخ خطورة من حيث هدر أرواح الناس أفرادا وجماعاتا بلا طائل ، نجد أن البعض من طلاب الشر وسفك دماء الابرياء من خلق الله في بيوت الله قد أطلقوا العنان لسهام شرهم وسحقوا ( صدقة ) الله بأقدامهم حينما محقوا ( الكلمة الطيبة ) في قاموس خطبهم في أيام الجمعة ، هؤلاء الذين منحوا مخيلاتهم من دون أرادة الى النصف الحالك من الاسلام ، النصف الموصوف بالارهاب والتخريب وإلغاء جماليات كوننا الآمن والمتخندقين أبدا لوقف مسيرة التطور وأعتباره رجسا من عمل الشيطان ، والسلطات الامنية واقفة في موقف المتفرج أزاءهم تاركين حبال شركهم على الغارب تصيد المخيلات الشابة من جيلنا المبتلى بهم وتسوقهم الى مجاهل أرتكاب الخطايا والجرائم المخلة بأمن الوطن والمواطن على حد سواء . قرأت اليوم في صحيفة أسبوعية كوردية تصدر في العاصمة اربيل مقتطفات من خطبة لخطيب مسجد الحاج ابراهيم كردي وأدعت الصحيفة بأنها تحتفظ بالتسجيل الكامل للخطبة ، والخطوط الرئيسية لتلك الخطبة اللامسؤولة تقف بحزم ضد المحاولات الرامية لتأسيس المجتمع المدني في كوردستان والسير قدما في مسيرة الحريات الاساسية للمرأة فتبدأ بتحريم الأختلاط في المدارس بكامل مراحلها وتمر بشجب ظاهرة قيادة السيارات من قبل المرأة وأعتبارها من المحرمات لانها تؤدي الى الخلوة كما يقول الخطيب المبجل والخلوة حسب الخطيب ساحة مفتوحة للشيطان وثم يشن هجوما أنتحاريا مفخخا ضد المؤوسسات والاتحادات النسوية الداعية الى المساواة وإحقاق حقوق المرأة ومن ضمنها مؤسسة ( خانزاد ) وليختتم كلامه التافه بالدعوة الى ( الاستشهاد ) وقوفا ضد كل من يبث مثل تلك الافكار والضغط على حكومة كوردستان ليفتحوا أبواب المساجد ليل نهار أمام الشباب ) للتآمر على خلخلة الامن والاستتباب في كوردستان قائلا أن صبرهم قد عيل أزاء ما يجري داعيا أخيرا من المولى أن تكون عاقبة هؤلاء كعاقبة فرعون وصدام وأمثالهم من الجبابرة ، وهذا ما يعيل صبرنا نحن الداعون الى عكس ما يتمنى الملا إسماعيل خطيب المسجد المذكور الداعي الى أفغنة المجتمع الكوردستاني لنقول لحكومة أقليم كوردستان ، كفى سكوتا أزاء القنابل المصنوعة في بيوت الله المحتلة من قبل هؤلاء الناس الذين باتت حشاشاتهم مملؤءة بالشر حتى الدهق وهي نفس الاوكار التي كان شيخهم زانا البرزنجي يزرع فيها الزنا واللواطة والخراب لينتهي مصيره في شباك رجال الآسايش الابطال ولكن بعد ماذا ؟ بعد حفر حرج أخلاقي عميق في وجنة المجتمع الكوردستاني الاصيل !! ، القوانين والدساتير في العالم ومن ضمنها دستور العراق تعتبر الدعوة ألى العنف جريمة ودعوة هذا الذي يحث ( شباب الاسلام ) الى الشهادة دعوة من ذلك النوع ولا يقبل التفسير والتأويل ، فهو يدعو الآخرين للوقوف أمام المد الحضاري الذي بدأناه منذ فترة طويلة حتى أصبح من مسلمات المجتمع الكوردستاني ودعوته ليست من النوع الذي تهضمه المجتمعات الديمقراطية فالدرب الذي يود أن يسلك وصولا الى المبتغى درب قان أحمر يكلفنا المزيد من الدماء البريئة وشماعته هي الدين الاسلامي وما علينا الا سحب فتيل الامان من قنبلته تلك وواجب وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كوردستان ممارسة دورها ومتابعة مايجري في منابر المساجد ، فرجل الدين إن مارس دوره الحقيقي فبكون بأمكانه المساهمة في إصلاح كل ما يحتاج الى الاصلاح في المجتمع وإن أختفي خلف آيدلوجيات الاحزاب والحركات الاسلامية الراديكالية والتكفيرية سيكون دوره مخربا وخطرا لانه يجتمع بالمصلين خمس مرات باليوم ومخيلة النشئ الجديد من أؤلئك الناس كالعجينة بيده والمشكلة الكبرى تكمن هنا فيما أذا نظرنا الى اعمار الزمر الضالعة في جرائم التفجيرات والقتل الحلال تحت ذريعة الجهاد في سبيل الله ، فمتوسط أعمار معظمهم هو في العقد الثاني من العمر ، فإذا علمنا أن الكثير منهم قد سيق حتى الى ممارسة الموبقات والدعارة بنفس الذريعة المذكورة فلا يبقى لدينا بد الا تطبيق القوانين المرعية بحذافيرها بحق الداعين الى العنف ، فمن أجل إدامة الاستقرار الموجود في كوردستاننا ، ذلك الاستقرار الذي نعتز به وقد ضحينا بالغالي والنفس من أجله ، ومن أجل العمل على أتساع رقعة ذلك الاستقرار وتلك السكينة نطالب حكومة أقليم كوردستان بمتابعة كل من يحاول أستغلال الاديان والمبادئ وصولا الى أهداف شريرة من شأنها زعزعة الأمن في كوردستان مستقبلا ،ولنكن جميعا رقباء على المتصيدين في المياه الآسنة ونحصي أنفاسهم كي لا يتمادوا في نشر الرذيلة في كوردستان