تمكين المرأة الى اين و لماذا...؟!!!



خالد قمبر
2006 / 8 / 10

لا ينكر دور المرأة الكبير فى الأسرة و فى المجتمع .. و لكن مؤخرا بدأ مرثون ما يسمي بتمكين المرأة فى التصاعد خاصة فى المجال السياسي ..!!! و هنا يطرح مجرد سؤال ما هو المقصود بمصطلح التمكين للمرأة ..؟؟!! هل المقصود تمكينها من الخروج من البيت .. او تمكينها من مزاولة كافة مجالات العمل ..؟؟!! او تمكينها من الرجل ..!!! او تمكينها من كل عمل ...!!! او تمكينها من القضاء ..!!! او تمكينها من كل شيء ..!!! فالمرأة فى البحرين اليوم قد خرجت من البيت و هى الان تعمل فى كافة المجالات التربوية و الاجتماعية و الصحية والاقتصادية واخيرا دخلت او مكنت من المجال السياسي ...!!! و كان الهدف لدواعي اقتصادية بحته .. البعض من النساء تفسر هذا التمكين بأنه تحقيقا للذات او تحقيقا للشخصية وتارة تحقيقا للاستقلالية او ما يسمي برفض التبعية ..!!! للرجل خاصة و للمجتمع عامة ..!!! فاليوم تنادى المرأة بالحرية و المساواة المطلقة ..!!! ان الدين الاسلامي قد كفل للمراة حقوقها بما يصون كرامتها و منزلتها .. فالمراة شقيقة الرجل وهى الام و الاخت و الزوجة و الابنة .. ولكن يبدوا ان موضوع المرأة او ما يسمى تمكينها قد اخذ مسارا يطرح تساؤلات كثيرة فى طياتها تطبيق مفاهيم غربية و امريكية تفند بأنها إصلاحية ..!! جاءت او غلفت بمسميات مختلفة كالديمقراطية و العدالة و المساواة ..!! ان المرأة فى البحرين مؤخرا قد دخلت المجال السياسي كوكيلة وزارة و كوزيرة و قاضية و مؤخرا اصبحت رئيسة الجمعية العامة للامم المتحدة ..!!! و هى ايضا اليوم مرشحة ان تكون عضوا فى البرلمان او عضوا فى المجالس البلدية .. و لما لا...؟؟!! فهى ربما تستطيع ان تحقق ما عجز عنه الرجال .. !! ولكن الخوف من ان تكون هذه العملية او ما يسمي بالتمكين مجرد أملاءات خارجية ولدواعي سياسية فقط .. فالفطرة الإنسانية السليمة ترفض ان تستغل المراة فى الفترينات التجارية او للعرض التجاري او ان تكون مجرد شكل جميل او مجرد سلعة للعرض و الاستغلال .. وكذلك الحال من ان تكون مجرد سلعة سياسية لاغراض مخفية او مشبوهة ..!!! فالمرأة فى البحرين بحمد الله تتمتع بالكرامة و الحشمة و التقدير ..إلا ان البعض يريد عكس ذلك .. نعم هناك تجاوزات من بعض الازواج فى الامور التى تمس كرامة المرأة و كيانها كامرأة بسبب التربية والتقاليد .. و هناك تجاوزات قضائية بفعل الاجتهادات الفقهية ..الخاصة بالمرأة و الاسرة بوجه عام ... و لكنها محدودة وقى نطاق ضيق .. وهى بلا شك فى حاجة الى مراجعة و تمحيص ..ولكن هذا الوضع لا يبرر خلق قوانين و تشريعات وضعية من الغرب و من الشرق تناقض او تتحدى تعاليم الدين الحنيف ..
لماذا الدعوة الى تمكين المرأة ..؟؟!! ان كان مصطلح التمكين يقصد به تمكينها للقضاء على الجهل بالتعليم و التعلم .. فهو امر مطلوب و مشروع للمراة .. او اذا كان يقصد بالتمكين للقضاء على الظلم و تحقيق العدالة و الكرامة فهو ايضا مطلوب و مشروع .. ولكن ان كان القصد منه هجر البيت وانقاص حق الاسرة بوجه عام .. فالموضوع بحاجة الى اعادة نظر .. عندما انشأ المجلس الأعلى للمراة نظر اليه المجتمع كخطوة لتعزيز دور المراة فى المجتمع البحريني و كان الجميع يطمح لو ان التسمية ذاتها كانت تحت مسمي المجلس الأعلى للأسرة بدل الانفراد بالمراة كحالة مستقلة بذاتها .. !!! و لكن اهداف المجلس المعلنة و التى نصت عليها المادة الثالثة من الأمر الأميري رقم 44 لسنة 2001 قد استثنت و حذفت تعريف المرأة بأنها جزء من الاسرة اوالمجتمع سواء بقصد او بدون قصد ..!! والغريب عند مراجعة اختصاصات المجلس الأعلى للمراة فنجدها قد انحصرت بتنمية المرأة و بتطوير شئون المرأة و بتمكين المراة و بالنهوض بالمرأة وبتعديل التشريعات الحالية و المتعلقة بالمراة و تمثيل المراة فى المحافل العربية و الدولية و التوعية بدور المراة فى المجتمع ... المراة.. المراة .. المراة.. !!!! و هنا يطرح مجرد سؤال اين دور الأسرة .. و اين دور الزوج اين دور الابناء اين دور البنات اين دور العمام و الخوال .. ؟؟؟!! و لماذا تم هذا التميز..؟؟!!
مؤخرا تبني المجلس الأعلى للمراة و من اعلى المستويات تقديم جائزة بغرض دعم و تمكين المراة البحرينية العاملة فى الوزارات و المؤسسات الرسمية و الخاصة وتمنح لمن يعمل على زيادة نسبة العاملات من النساء فى المؤسسات و من يعمل و يساهم فى زيادة مشاركة المراة فى المراكز القيادية و مواقع صنع القرارات و غيرها من اشتراطات ... فى هذا الموقف لا يسعنا إلا ان نهنئ المرأة على هذا الانجاز الكبير ونبعث بخالص العزاء للرجال و للأسرة و للمجتمع ..!!!